2023 ,08 تشرين الأول
المخرج حسن ابو شعيرة.
صوت العرب:الاردن.
رأى المخرج حسن أبو شعيرة أن الدراما الأردنية تمر حالياً بأسوأ مراحلها على الإطلاق وتعيش واقعاً محزناً وأليماً، وتحتاج إلى تشخيص «متعقّل» يقدمه مخلصون.
وقال خلال ندوة نظمها منتدى النقد الدرامي الأردني في مقر المكتبة الوطنية: «تراجعت الدراما الأردنية منذ تداعيات ما بعد الحرب عام 1990 لكن ليست التبعات السياسية وحدها هي التي قادت إلى ذلك، وإنما هناك أسباب مهمة حتى وصلنا إلى ما نحن عليه حالياً».
وأرجع أبو شعيرة الذي أخرج أعمالاً أردنية وخليجية وعربية بارزة فضلاً عن رصيده في التمثيل أسبابَ سوء حال الدراما الأردنية إلى كثرة المدّعين والمتطفلين والدخلاء، وعدم وضع المتخصص في مكانه المناسب، وتعويم دور المخرج دون منحه مسؤولية القيادة الكاملة للعمل، وافتقاد معايير تقييم الأعمال في القنوات، وتقديم مسلسلات شديدة التواضع إنتاجياً وتنفيذاً وبلا محتوى ولا تشبه هموم وطموح الناس.
وزاد أبو شعيرة ضمن الأسباب عدم جاهزية الممثل بصورة كاملة للدخول في «بروفات» ومناقشات لتطوير دوره، وعدم محاكاة الدراما الأردنية للواقع، واقتصار الأعمال على فترات موسمية تسبق بوقت محدود شهر رمضان سنوياً، وغياب خطة واضحة للنهوض بها، وتراجع الاقتناع برسالتها من الجانبين الرسمي والشعبي، وتقصير دور الإعلام في دعمها وعدم وجود حركة نقدية واعية.
وعرج أبو شعيرة على تحقيق الدراما الأردنية تفوقاً عربياً كبيراً خلال سبعينات وثمانينات القرن الماضي ووصفها بأنها كانت «رقم واحد في الوطن العربي» نتيجة اعتمادها على كتّاب مثقفين، ومخرجين واعين لدورهم، ومنتجين يدركون ما يقدمون ويُسخّرون الإمكانات اللازمة للنجاح، فضلاً عن كفاءات في التمثيل وإدارات التنفيذ والجوانب التقنية والتسويقية. وقال: «كنا نعمل باحتراف مهني ولكن بعشق الهواية».
ودعا أبو شعيرة الحكومة إلى تبني مؤتمر وطني فني كبير يناقش أحوال الدراما الأردنية، مؤكداً ضرورة توفير الدعم المالي الكافي لإنتاج أعمال مستحقة وإعادة الدور الحقيقي للمؤلف كصانع أول للعمل وللمخرج بوصفه القائد، والبحث عن مواهب جديدة، وتوفير متطلبات صناعة «النجوم»، والاستفادة من كتّاب القصة والرواية، وتوفير الأجهزة الهندسية المتطورة العالية المستوى، والاعتماد على كوادر تمتلك قدرات فنية.
وأشار أبو شعيرة إلى ضرورة التزام التلفزيون الأردني بإنتاج أعمال درامية مدروسة ومستمرة على مدار العام. وأضاف: «نريد قراراً سياسياً من أعلى المستويات لدعم صناعة الدراما يكون أساسه تبني تقديم الأعمال واستعادة دورها الفاعل في تنمية المجتمع».