الشهيد "احمد دحيلان المجالي"...قمر اردني يغفو على كتف الجنوب اللبناني.
2022 ,03 نيسان
الشهيد أحمد دحيلان ثلجي المجالي - تاريخ العملية و الاستشهاد 1/4/1983-راس المتنالجنوب اللبناني.
رسمي محاسنة: صوت العرب – الاردن.
"ليس بين الرصاص مسافة"...هذا هو شهر "اّذار"..الشهر الاردني بامتياز..شهداء يتزاحمون في مواكب الفخر..من الكرامة في 21 اذار1968..الى الشهيد ابن غزالة الكرك" احمد المجالي"في 30 اذار1983 الى المناضلة الكركية" تريز هلسه" 28 اذار.
ونحن نعيش اجواء استشهاد الفتى الجنوبي "احمد دحيلان ثلجي المجالي"، تتزاحم الافكار، عن شاب استثنائي، لم تغوية فتنة الشباب، ولا غوايات موسكو،ووجد نفسه مدفوعا نحو الخطوط الامامية، يلتحف الرصاص،يعلق وسام"الكرك" على صدره، ويحمل في قلبه الجسور حلما عربيا بعودة فلسطين والخلاص من الصهاينة،ويكتب اسمه في سفراردني مجيد، امتد من الملك المؤابي" ميشع" الى الملك النبطي "الحارث الرابع"،وشهيد الاردن الاول على ثرى فلسطين" كايد المفلح العبيدات"، مرورا ب"قدر المجالي" وهية الكرك، و"حابس" بطل اللطرون،وباب الواد، الذي قام بأسر"شارون"، هذا المجرم الذي عاد ليدنس بيروت ببسطاره العسكري، وبالطبع ليس انتهاءا بالنشمية الكركية"تيريزا هلسه" صاحبة الرصاصة العربية الوحيدة التي اصابت المجرم الصهيوني"نتنياهو".
"احمد المجالي" كما الشهداء، تخجل الحروف امام قامات الفخر، امام الاصابع التي لم ترتجف وهي تظغط على الزناد، تخجل من القامة العالية تنفض عن كتفيها غبار الخنادق، وتعانق خيوط الشمس،امام تلك الابتسامة وهي تواجه زخات رصاص العدو، ومابين كل غارة وغارة، تحضر الكرك، وتحضر ام احمد" غزالة الكرك"،وتهب نسمة من الغرب، حيث فلسطين، لتعانق عرق النعناع الذي زرعته نشمية كركية على شرفة بيتها
قبيل الشهادة بقليل..حيث دفء دم جرح احمد يفيض على روحه، وفي اغفاءة قصيرة، تتراءى مشاهد من ذكريات الصبا، ذلك الطفل الذي كان يغفو على صدر امه" الغزالة"، وظلال شجرتي زيتون جده، تتداعى صور بطولة الاجداد له وهو عائد من المدرسة بعد حصة التاريخ،ويرتفع النظر حيث فلسطين الى غرب الكرك...ويمينا او شمالا  القلعة الشامخة المزنرة بحكايا الاجداد عن الجسارة والبطولة والفخر والاباء.
ومابين دفء الجرح ووجعة،حداء "لعيون مشخص والبنات"...حداء يمتزج بتلك اللحظة الاستثنائية عندما قرر الانتصار لفلسطين.. ويزداد الوجع ...ويتعالى الحداء.. وتمتزج صورة الام والارض والشجرة، لتحضر فلسطين بكامل بهائها، تحتضن روح احمد، وتسقط منها دمعة حارة على جرحه،ويغفو على كتف البندقية،يغمض عينية،يبتسم بوجهه امه "الغزالة"...ويمر شريط الذكريات،تحكي له عن صبايا الكرك..عن العروس والفرح والزغاريد..
ويقبض "احمد" على الجرح النازف..يقف منتصبا..وامامه الجنوب... من الجنوب الى الجنوب..من جنوب النشامى الى جنوب لبنان.. زغرودة كركية..والبوصلة فلسطين..وتتهادى روح"احمد" تطل من الجنوب على الجليل..وتتراءى له القدس وبحر حيفا ويافا وعكا..ومن مسافة حد القلب..تطل قلعة الكرك..وتتعالى الروح..تستقبلها ارواح الشهداء..وقبيل الغياب بقليل..تسقط قطرة دم..يحتضنها تراب الجنوب .. لتنبت دحنونة اردنية..مضمخة بعطر يوم الارض.
ماذا اقول يا "زين الشباب".. تمر ذكراك هكذا..يحتفلون ويمجدون التافهون..ومشغولون بنهب بلدك..ومومياوات..وببغاوات الاذاعات والتلفزيونات...والذين يمتشقون اقلام "النضال الزائف"،مشغولون بالتدليس وبما هو تافه وغير حقيقي..وانا اجزم بانهم يخافون من ذكر اسمك مثلما يخافون من كل القامات الوطنية الشريفة.. فقد ابتلي الاردن بعدم الوفاء..وشلة ادمنت التزوير..وكتابة تاريخنا في غيابنا.
لروحك ...والى كل الشهداءالرحمة والسلام..ومن اجمل ماقيل فيك..هو شعر "ابراهيم نصرالله"..والحان المبدع" كمال خليل" وغناء فرقة"بلدنا"."هلي بزغرودة وقمر".
 


الشهيد احمد المجالي
2023 © جميع الحقوق محفوظة - صوت العرب للسينما والثقافة والفنون