هل هناك مكان للحب ...؟
2022 ,17 آذار
نسرين جمعة :صوت العرب – القاهرة.
نعم , دائما أبدا هناك مكان للحب , خلق الكون بما فيه بالحب و عمرت الأرض بالحب , الحب أنواع بداية من حب الخالق ...و لا نهاية للحب ...كيف للإنسان و لجميع الكائنات الحياة بدون الحب ؟!!
الحب حياة فى الأرض و فى السماء , فلنتمسك بأصل الحياة و هو الحب , لنستمتع بكل لحظة فيها و نعتبرها فرصة , لنسقى منابع الاحساس بالمشاعر الراقية المتدفقة , لانترك الأيام تنساب من بين أصابعنا دون استثمار كل لحظة فيها بالحب , لنجذب كل طاقة إيجابية لدينا بالحب ...ثم ننثرها بين قلوب المحيطين ...لننفض القتامة و غبارها سريع الانتشار ..لعالمنا الحقيقى الملئ بالنعم و الإيجابيات.
كلماتى تلك صديقى و صديقتى أكتبها اليوم فى هذا العالم الملئ بالصخب و الضجيج , لكن دعنى أقول لك منذ متى لم يكن هناك صخب و ضجيج , ما الجديد ...؟! صراع الخير و الشر موجود و سيظل تختلف الأزمنة و الأمكنة , يبقى ماهو أهم وجودى و وجودك , أسمعك تطرح سؤالا ماذا علينا أن نفعل فى وسط كل تلك الفوضى و الاضطراب و التشويش ؟ كيف لى أن أشعر بقطرة حب و لا تتوافر لدى امكانيات و ماديات و لا أرى مستقبل واضح و لا علاقات إنسانية سوية , أخبار سوداء على مستوى أفراد و دول ...أراك حالمة فى عالم الخيال الوردى , تعيشين الوهم و تحاولى أن توهمينا معك...
عزيزى و عزيزتى ليس وهما بل حقا أقول , الامكانيات و الماديات كلنا نسعى لتوفيرها و هذا حق , مدى توافرها هو ليس بأيدينا , لكن مؤكد قد تكفى لاستمرار العيش , السؤال هل يمكنك أن تعيش دون أهل , أصدقاء , أحباء ...هل يمكن أن تعيش دون وطن حتى من هاجروا سواء لاعتداء على أوطانهم أو للسعى لإيجاد فرص أفضل يظل منتمى لوطنه حتى لو بكلمة و يظل يردد عن أصله ليورثه لمن يخلفه ...
الإنسان يظل يسعى لإيجاد الحب فى حياته , يستظل بالأهل , يأتنس برفيق الدرب , يبحث عن الأصدقاء ...حتى الطبيعة من حوله يشاركها أحواله , من منا لم تتجه عيونه للسماء و تحتويه رحابتها , يناجى ربه , من منا لم يستمتع بالمساحات الخضراء , بالبحار بالأنهار , من منا لم يتأمل القمر بدرا و للآلئ النجوم , فكم من الحب محيط بنا و نحن لا ندركه , كم من نعم لا تعد و لا تحصى بين أيدينا لا نشعر بها , لماذا ؟
لأننا تركنا أنفسنا للآخرين , نسمع من هنا و هناك فشغلونا عن أنفسنا و عن كل الحب الذى بين أيدينا , لتفسح مكانا للحب .
 
2023 © جميع الحقوق محفوظة - صوت العرب للسينما والثقافة والفنون