عزة الزفتاوى :صوت العرب - لندن.
صوت أمى ينادينى فلسطيني
فلسطيني أنا دمى فلسطيني فلسطيني
كلمات أغنية الفنان الفلسطيني محمد عساف قد يتردد صداها , في أسماع زوار مؤتمر فلسطين السنوي الذى أستضافته العاصمة البريطانية لندن , الذى يعد حدثاَ ثرياَ يعكس ثقافة و تاريخ فلسطين , تأكيداَ على أن الحراك الفلسطيني هو حراك هوية و رواية و ثقافة و ذاكرة وطن , وليس حراكاَ سياسياَ و اقتصادياَ فقط . المؤتمر جاء تحت عنوان : تثقيف و تمكين , عنوان يهدف الى ربط الأجيال الفلسطينية تحديداَ من الجيل الثانى و الثالث , الذين ولدوا في أوروبا بقضيتهم و هويتهم و تراثهم , و العمل الدؤوب على التصدي لمحاولات إسرائيل تزييف التاريخ , و سلب الهوية , و السيطرة على الذاكرة الوطنية الفلسطينية .
فعاليات عديدة شهدها مؤتمر فلسطين السنوي في لندن , منها فعالية مخصصة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين خمس سنوات و ما فوق , تجمع بين الروايات التعليمية و الأنشطة الترفيهية و الفنية و الموسيقية , مما يجعلها فرصة جيدة للأطفال لاكتساب المعرفة عن القضية الفلسطينية بأسلوب واعِ و هادف .
حلقات حوارية و نقاشية شارك فيها صحفيون و مفكرون و أكاديميون عرب و بريطانيون من المتضامنين مع القضية الفلسطينية , تناولت عناوين مختلفة منها : المعايير الصحفية المزدوجة , و كيفية تناول الأعلام الغربي عامةَ و البريطاني تحديداَ للقضية الفلسطينية , مع التركيز على التحيز و الرقابة التي تمارسها وسائل الأعلام الغربية عند تناول الشأن الفلسطيني . تم عرض إفادات و شهادات اشخاص لهم عائلات محاصرة في قطاع غزة تحدثوا عن الأوضاع الانسانية الكارثية و الدمار الممنهج الذى طال البشر و الشجر و الحجر , طال كل شيء : المنازل و البنية التحتية و المدارس و المستشفيات و مصادر امدادات المياه و الكهرباء و الغاز و انهيار المنظومة الصحية جراء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة .كما تم التطرق الى مستقبل الحراك الفلسطيني و كيفية الحفاظ على زخمه و تعزيزه .
نظم مؤتمر فلسطين السنوي عدد من المنظمات و المؤسسات الداعمة لفلسطين الفاعلة في المملكة المتحدة , شهد حضوراَ كثيفاَ من أبناء الجاليات الفلسطينية و العربية و المسلمة بمشاركة ناشطين بريطانيين من المتضامنين مع غزة و الشعب الفلسطيني .
أكد الحضورأن التراث الفلسطيني هو المظلة الواسعة التي تجمعهم , و أن هذه الفعاليات تتيح الفرصة لتعزيز الفهم المشترك و التواصل الايجابى مع المجتمع البريطاني حول ضرورة المعرفة و تعلم المزيد عن القضية الفلسطينية . في ختام فعاليات المؤتمر , أعرب المشاركون عن رغبتهم في أن تعترف بريطانيا , بلد وعد بلفور المشئوم , بإقامة الدولة الفلسطينية , و حق الشعب الفلسطيني في نيل حريته و تحقيق العدالة , وأن تعمل على تصحيح الخطأ التاريخى الذى قامت به قبل مائة عام و سبعة .