مسرحنا الخليجي يحظى بنصيب الأسد في تجريبي القاهرة ..هنيئا لنا بك دكتور سامح مهران رئيسا للمهرجان.
2024 ,23 آب
يوسف الحمدان :صوت العرب -البحرين.
بعد أن ظل مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي مقتصرا قائمة تكريمه السنوي على شخصيات مسرحية عالمية لا تتجاوز حدود الخارطة الأوروبية والشرق اسيوية والافريقية والعربية وتحديدا مصر والمغرب وتونس وسوريا ولبنان، وذلك حتى عام ٢٠١١ والذي توقف بعدها لمدة خمس سنوات، يعود هذا المهرجان الدولي الذي يعتبر واحدا من أهم المهرجانات الدولية التي تقام في وطننا العربي بموازاة مهرجان قرطاج الدولي طبعا، يعود عام ٢٠١٦ بحلة جديدة وروح مختلفة بالرغم من الصعوبات المالية التي لم تتهيأ له بمثل ما تهيأت للدورات السابقة منذ التأسيس وحتى عام ٢٠١١ ، حيث كانت القاهرة حينها تعج بأهم العروض المسرحية العالمية والشخصيات المؤثرة في المشهد المسرحي العالمي والاتجاهات المسرحية التي كان لها بالغ الأثر على مسيرة حراكنا المسرحي العربي ، ولكن وهو الأهم، أنه يعود وقد تشكلت في خليجنا العربي مهرجانات مسرحية عربية ودولية تحتفي بالتجارب والرؤى المسرحية الخلاقة والتي اسهمت في تعريف المحيط العربي وخاصة الافريقي والمشارقي والمغاربي بهذه التجارب والرؤى والتي عمقت عرى التواصل بين كل الجهات ليصبح الخليج العربي واحدا من أهم المحطات المسرحية العربية في وطننا العربي بل والعالم كله، وقد تجسد ذلك تحديدا من خلال الدور الذي لعبته الهيئة العربية للمسرح بقيادة صاحب السمو الدكتور الشيخ سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة الذي أولى المسرح في الخليج والوطن العربي اهتماما نادرا وفريدا على شتى الصعد المعملية والمعرفية والتنموية .
وانطلاقا من هذا الدور المشع تسنى لكثير من الخبراء والفاعلين في المسرح العربي ، بينهم طبعا رؤساء ومدراء مهرجانات عربية دولية مثل مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، ومهرجان قرطاج الدولي .
وطالما نحن في حيز مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، سنقف على أهم خطوة قام بها رؤساء مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي منذ انطلاقته الجديدة عام ٢٠١٦ ، وخاصة بعد أن تولى رئاسته الناقد والمفكر المسرحي البروفيسور الدكتور سامح مهران الذي استطاع وبعيون ثاقبة أن يتعرف على الفاعلين وأصحاب الاتجاهات المسرحية المؤثرة في مسرحنا الخليجي منذ انطلاق هذا المهرجان عام ١٩٨٨ ، أي منذ أن كان مشاكسا جميلا وصلبا وعنيدا في الجلسات الفكرية للمسرح وعلى هامش الندوات والعروض المسرحية ، طبعا حينها لم يكن رئيسا للمهرجان،
بل كان كان بعبعا يرفض أية مركزية لمن يدير المهرجان في حينها .
ونظرا للتواصل المستمر والحميم مع المشاكسين في المسرح الخليجي ومن بينهم يوسف الحمدان، تمكن من فسح حيز خاص لتكريم فناني ومديري مهرجانات مسرحية خليجية دولية، لم يكن حينها هذا الحيز متاحا لهم حتى عام ٢٠١١ ، باستثناء الدعوات والمشاركات المحدودة في الملتقيات الفكرية التي تقام بموازات العروض المسرحية المشاركة ، فإذا كان يحسب للمخرج الدكتور جمال ياقوت ( رئيس المهرجان لدورتين ) تكريمه للمخرج الإماراتي ناجي الحاي في الدورة ٢٩ وتكريم المؤلف السعودي فهد رده الحارثي وغياب هذا التكريم للمسرحيين الخليجيين في الدورة التي ترأسها علاء سليمان، فإن الدورات التي ترأسها الدكتور سامح مهران ، قبل وبعد ، فتحت المجال واسعا أمام المشاركات الخليجية ضيوفا ومنتدين وعروض ومكرمين، وذلك ،كما أشرت أعلاه ، نظرا لتعرفه عن كثب بأغلب إن لم يكن كل الفاعلين في المسرح الخليجي، بجانب دوره الفاعل كخبير ومستشار للمسرح في بعض هيئات ومهرجانات المسرح الخليجي والعربي الذي تنظمه أيضا هيئة خليجية وهي الهيئة العربية للمسرح ومقرها إمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة، وبجانب دوره أيضا كمحكما أو رئيس لجنة تحكيم في بعض المهرجانات التي تنظمها مؤسسات رسمية في خليجنا العربي .
 هذه الخبرة الواسعة اطلعته على تجارب مسرحية خليجية مهمة وتتملك رؤى إبداعية مغايرة لا تقل عن تجارب مسرحية عربية أخرى في المحيط العربي من باب الحصر، وجديرة بأن تأخذ موقعها الحقيقي في هذا المهرجان بجانب التجارب العربية والاوروبية والشرق أوسطية ، مما حدى به أن يصر على ضرورة مشاركة هذه التجارب الخليجية. 
وإذا وقفنا على باب التكريم في هذا المهرجان، فإننا نلحظ أن الدورات التي ترأسها حتى هذه الدورة ضمت أكبر نسبة مكرمين خليجيين  ، ففي الدورة ٢٣ تم تكريم المهندس محمد الافخم من دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس الهيئة الدولية للمسرح وأحد أهم مؤسسي مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما ، كما تم تكريم الفنان المخرج البحريني الدولي الكبير الراحل عبدالله السعداوي في الاحتفال باليوبيل الفضي للمهرجان عام ٢٠١٨ ، وتكريم السيد الدكتور سلطان البازعي الرئيس التنفيذي لهيئة المسرح والفنون الادائية بالمملكة العربية السعودية ، والفنان المخرج الإماراتي محمد العامري في الدورة ٣٠ ، وفي هذه الدورة يضاعف عدد المكرمين الخليجيين وذلك بتكريمه المؤلف 
  الاماراتي المبدع القدير اسماعيل عبدالله رئيس مجلس أمناء الهيئة العربية للمسرح ( شخصية مهرجان هذه الدورة ) ، والكاتب والشاعر الاماراتي محمد سعيد الظنحاني رئيس مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما ورئيس جمعية دبا للثقافة والفنون والمسرح ، والمؤلفة والباحثة السعودية ملحة عبدالله ، وكاتب السطور من مملكة البحرين الناقد يوسف الحمدان ، ويضاف إلى لائحة المكرمين اختيار الفنان السعودي عبدالاله السناني عضوا بلجنة التحكيم الدولية ، وإصدار كتاب ( صرخات في وجه النقد المميت ) للناقد البحريني يوسف الحمدان ، هذا إضافة إلى إدراج إسم الفنان والمخرج المسرحي البحريني الراحل عبدالله السعداوي ضمن قائمة يوم رد الجميل للفنانين المبدعين المؤثرين الراحلين  العرب والتي ستقدم في ندوة خصصها المهرجان للوقوف على تجاربهم المسرحية. 
ومن المؤكد أن الطموح لدى سيد الحلم الناقد والمفكر الدكتور سامح مهران يذهب حتما للابدع دائما، فهو الذي مذ عرفته لا يرضى عن كثير مما يحدث في المهرجان الذي يرأسه ويظل قلقا حتى يتحقق الأجمل والأكثر إبداعا ومشاكسة حتى مهرجان آخر، ولعلي في هذه السانحة ارمي بحجر صغير في بحيرة قلق الرئيس مهران، وهي لا تتجاوز الحلم أيضا، إذ متى سنرى في هذا المهرجان حيزا لتكريم ولو واحدا من أهم المبدعين المسرحيين الشباب في العالم أو تكريم مبدع واحد من كل قارة من قاراتنا الخمس ؟ 
مجرد حلم ربما من خلاله سنطل على نوافذ اتجاهات جديدة لم نتعرف عليها بعد 
شكرا وافرا ومحبة بلا حدود لرئيس المهرجان ولكتيبته الرائعة... ومبارك علينا مهرجاننا هذا الذي نطمح في استمراريته ودعمه بشتى السبل، لأنه وهج إبداعي ينتظره المسرحيون كل عام على أحر من الجمر..
 
2023 © جميع الحقوق محفوظة - صوت العرب للسينما والثقافة والفنون