وداعا ...الناقد السينمائي التونسي "خميس خياطي".
2024 ,19 حزيران
الناقد السينمائي "خميس خياطي"
رسمي محاسنة:صوت العرب - الاردن.
بعد مسيرة ابداعية على مدار اكثر من نصف قرن، غادرنا الصحفي والكاتب والناقد السينمائي التونسي" خميس خياطي" تاركا وراءة ارثا فنيا كبيرا، توزع مابين النقد السينمائي،والصحافة،والاذاعة والتلفزيون.
كانت ولادة الناقد السينمائي "خميس خياطي" في منطقة القصور في ولاية الكاف التونسية في 10 ديسمبر 1946، وبداية تعلقه بالسينما كانت من خلال نوادي السينما التونسية، التي اسسها الناقد"الطاهر شريعة"،حيث تشكلت ذائقته الفنية السينمائية، ليكون واحدا من ابرز الناشطين في تسيير هذه النوادي،الى جانب شغفه بالتصوير الفوتوغرافي.
وربما تكون مشاهدته لفيلم "شباب امرأة" نقطة تحول في اهتمامه بالسينما العربية،لتكون لاحقا عنوانا لرسالة الدكتوراه التي حصل عليها في فرنسا عن سينما المخرج المصري "صلاح ابو سيف".
تنوعت اهتمامات الناقد "خميس خياطي"،وتنقل بين مجالات مختلفة فيما بين فرنسا وتونس،حيث عمل لفترة طويلة بإذاعة فرنسا الثقافية وبالقناة التلفزيونية الفرنسية الثالثة، وأدار المكتب الصحفي والاتصال لمعهد العالم العربي بباريس.
ومع عودته الى تونس في بداية تسعينيات القرن الماضي، عمل بالقناة الوطنية معدًّا ومقدمًا لعدة برامج تهتم بالسينما التونسية والعربية والعالمية، كما عمل في اذاعة تونس الثقافية.
وترك بصمة كبيرة في إذاعة مونت كارلو الدولية خلال عمله مراسلا ثقافيا لها لعدة سنوات.
وكان عضوًا بهيئة تحرير مجلة "اليوم السابع"، التي كانت تكتب بها اسماء عربية وازنة، كما كان مراسلًا ثقافيًا لجريدة القدس العربي ورئيس تحرير بجريدة الصباح.
والناقد السينمائي"خميس خياطي" عضوًا بنقابة كتّاب السينما بفرنسا وفي لجنة اختيار الأفلام لأسبوع النقاد بمهرجان كان السينمائي، اضافة لكونه واحدا من الذين شهدوا انطلاقة أيام قرطاج السينمائية عام 1966 واحد أبرز النقاد الفاعلين فيها.
وتربطه علاقات قوية مع أبرز نجوم السينما المصرية والعالمية، وتم تكريمه في عدد من المهرجانات السينمائية منها أيام قرطاج السينمائية عام 2021.
وعبر رحلته الابداعية، ترك الناقد السينمائي"خميس خياطي" 15  كتابا،مابين اللغة العربية والفرنسية، حيث كان يكتب باللغتين،من بينها "فلسطين والسينما" (1976)، و"النقد السينمائي" (1983)، و"عن السينما المصرية" (1986)، و"صلاح أبوسيف، مخرج مصري" (1990)، و"إشكالية التعبير السينمائي الفلسطيني" (1995)، و"السينمات العربية" (1996)، و"نجوم بها تهتدون" (1998)، و"بحثاً عن الصورة" (2001)، و"تسريب الرمل.. الخطاب السلفي في الفضائيات العربية" (2006)، و"الدنيا هبال" (2013)، و"أيام قرطاج السينمائية الذاكرة الخصبة "(2016)، و"العين بصيرة.. في الشأن التلفزي التونسي" (2016).،وكتاب "الثقافة مهنة لذيذة"،وغيرها.
ان رحيل الناقد"خميس خياطي" يترك فراغا كبيرا في الحياة الثقافية السينمائية العربية،بما قدمه من اصدارت وحوارات ومشاركات وحضور فاعل في المشهد السينمائي".
وتتقدم اسرة "صوت العرب للثقافة والفنون" باحر التعازي الى عائلة الفقيد، والى الاسرة الفنية والثقافية  التونسية والعربية.
له الرحمة والمغفرة والجنة باذن الله، ولعائلته وذويه واصدقائه ومحبية جميل الصبر.
انا لله وانا اليه راجعون.
 
2023 © جميع الحقوق محفوظة - صوت العرب للسينما والثقافة والفنون