لماذا غادرتني ياكبدي ؟
2024 ,13 حزيران
مهداة إلى الأطفال في غزة ..
يوسف الحمدان :صوت العرب – البحرين.
يقتلني غيابك أيها الطفل .. لماذا غادرتني وتركتني وحدي لحلكة الفقد أهذي ؟ ..
 كلهم غياب دونك أيها الطفل .. وحدك تملأ روحي وتحيي قلبي وتفتح الأبواب والنوافذ الهواء ينعش رئة الكون ..
بلد يغادره الأطفال ياكبدي، بلد عقيم شائخ لا روح فيه ولا قلب ولا هواء ..
بلد تخلو بيوته من الأطفال .. بلد مهجور يسكنه الغياب والموت .
بلد تخلو أحياؤه من الأطفال.. بلد تلهو فيه الأشباح بظل غياب الروح .
 ياكبدي.. لم أطيق المشي في الشوارع دونك.. فلا شيء يقلقني عليك فيها .
كنت دليلي وكنت ضالتي وكنت خلايا دبيبي في جسد الدرب .
بلد لا يأخذني نحو حضاناته ورياضه ومدارسه ياكبدي كل صباح وظهيرة، بلد ماتت فيه الأنشودة والرفقة.. مات فيه كورال الصخب الجميل ، غادره السؤال العابث والشقي ، لم يعد فيه الإنتظار جميلا وشائقا.. لم يعد هنالك انتظار.
ما جدوى أن أقصد الحديقة دونك والأزهار والفراشات غادرت الحياة حزنا وحسرة وألما على فقدك ؟ .
يازهرة القلب وزهوته ، ابعث في غفر تيهي روحا في العرائس والدمى والألعاب، كي أسلو بظل وجودك قربي .
ما جدوى أن أرتاد الأسواق وكل الدمى و الألعاب والعرائس تحولت تحولت في حشود الجموع شاهدا على قطيعة الفقد ؟
ما جدوى الأسواق وقد أوصدت أبوابها لأنك ياكبدي صرت الدمية التي يتقن صنعها كل مفجوع في هذا البلد..
 فسد الحلوى ياكبدي في خزانتي، فقد غادرني العيد مذ غادرتني..
فقدت الحلوى ياكبدي مذ أتلفت خزانتي..
دعوت قدماي تتعثران في الساحة التي كانت معدة للفرح والبهجة ..
قتلتني الخيبة حين رأيت الحزن يوزع دموعه على قبور الأكباد ..
عدت إلى غفر تيهي فوجدته موصولا بساحة الفقد .
يا لهذي البلد .. ينعب فيها البوم كل يوم كي تستيقظ فجيعة الفقد ..
 ياكبدي.. قصدت الترع والعيون والبحيرات والبحار والأنهار علني أحظى بقطرة ألمح فيها ظل طفوك أو أثر غطسك ، فوجدت الجفاف يبكي فقدك ويشكو فقده القطرة..
ناجيت الغيم عله يفرج عن مطر تساقط منه ياكبدي جنيا ، فوجدت دخان الفجيعة يهب الغيم سمومه ويهدينا يأس المطر..
تبعت طيفك ياكبدي فوجدتك شيخا ضل حلم طفولته ، فراح يجاهد من أجل أن تهبه دمى الطفولة مفاصلها التي وهبها إياها في طفولته..
ياكبدي.. ما جدوى أن أظل جالسة والحضن يتيم دونك؟ 
ما جدوى أن أظل واقفة أراقب خطو مجيئك والفقد قرر ألا تجيء ولا أنتظر..
ياكبدي.. في احشائي طفل ينمو ..  أناغيه فيضحك تارة ويبكي تارة أخرى.. هل قدر لي أن أكون حبلى بذاكرة فقدك؟..
 
2023 © جميع الحقوق محفوظة - صوت العرب للسينما والثقافة والفنون