الارتجال في احتفالية يوم المسرح العالمي.
2024 ,29 آذار
رسمي محاسنة:صوت العرب – الاردن.
كان من الاجدى ان نتوقف عند مناسبة يوم المسرح العالمي،ننظر حولنا،ونتامل واقعنا،ونقرأ المشهد المسرحي الاردني في السنوات الاخيرة، بشفافية،وان تكون المناسبة لحظة مراجعة بشجاعة ووعي ومسؤولية،وان نسال انفسنا، ماذا قدمنا؟ وماهي الرؤى الجديدة التي قدمها المسرح الاردني، ،وماهي المقترحات الجمالية والفكرية التي اضفناها في مهرجاناتنا ومواسمنا المسرحية؟وهل طرح هذا المسرح اسئلته القلقة التي تستثير عقل ووجدان المتلقي؟ وهل المتلقي"الجمهور" اصلا  من ضمن حسابات المسرحيين؟ (ونحن نتحدث عن الجمهور المسرحي،كان يمكن تكريم المخرج الراحل "محمد الشواقفة"،الذي مع الفنان"موسى حجازين" اطال الله بعمرة، قدم المسرح الكوميدي السياسي الجماهيري على مدار سنوات)، وهل تقدمنا للامام ولو بوصة مسرحية؟ وكم تراجعنا؟.
ان الاحتفال بيوم المسرح العالمي يتطلب ان نقدم انفسنا "فنيا وفكريا"،برؤى مبدعة،وليكون هذا اليوم وقفة لنعرف اين نحن من المشهد المسرحي عربيا على الاقل.
لكن بدل من ذلك اطلقنا كلمات المديح المتبادل،والمجاملات،وعروضا تحت مظلة وزارة الثقافة من خلال مديرية المسرح والفنون البصرية،قدمها شبابا هواه، ليس هذا مجال اعطاء الفرص،او مايندرج تحت كل المفردات المستهلكة من المجايلة،و تمكين جيل الشباب..و..و.لان هذا ليس مكانها،ولانه بالاساس يجب ان نقدم مايليق بنا،وبالمسرح والمسرحيين، لا ان نضع هؤلاء الشباب كنافذة نقفز منها هروبا من الاستحقاقات المسرحية، التي يكثر الكلام عنها لدرجة "اللغو" وتضمحل على مستوى الفعل.
في الدول التي تعتبر المسرح مفردة مهمة على اجندات شعوبها، تقوم بالتحضير لهذا اليوم، ووضع برنامج يعكس فلسفة واستراتيجية الثقافة لديها،لكن ماحصل عندنا هو ارتجال، - وكأن وزارة الثقافة تفاجأت بالمناسبة -،وتاكيد على العجز بتقديم رؤى ناضجة،واختبأنا خلف مجموعة من الشباب الذين اجتهدوا وفق ماهو متاح.
وعودة الى الاحتفال الذي رعته وزيرة الثقافة"هيفاء النجار" بحضور نقيب الفنانين الاردنيين وجمهور من الفنانين ،والاعلاميين والمهتمين،وتولت الفنانة"دلال فياض" عرافة الحفل".
وقد قرأ الفنان"زهير النوباني" في مستهل الاحتفالية ،النص العربي لرسالة اليوم العالمي للمسرح
التي كتبها الكاتب المسرحي النرويجي "جون فوس" لعام 2024
والقت وزيرة الثقافة،راعية الحفل كلمة جاء فيها"صعب علينا أن نقول شيئا في يوم المسرح العالمي في ظل الأوضاع التي تعيشها غزة وأهلها، ونحن اليوم متواجدين في جبل اللويبدة جامع الثقافة والفن ،والمسرح اينما وجد في كل مكان يجب ان ينتصر الخير عبر الاعمال المسرحية التي تقدم للجمهور حتى نقول ان لدينا مسرح واعمال مسرحية تمكننا من المنافسة مع الاخرين".
وقالت وزيرة الثقافة"وباليوم العالمي للمسرح نامل ان يكون يوم احتفال لكل الفنانين الاردنيين بهذه المناسبة عبر تقديم وانتاج افضل الاعمال المسرحية وتقديمها للجمهور على ان تحكي هموم الوطن والمواطن.
والقى نقيب الفنانين الاردنيين المخرج"محمد يوسف العبادي" كلمة قال فيها"بهذة المناسبة نلتقى اليوم بحضور وزيرة الثقافة ربان سفينة الحركة الفنية والثقافية بالمملكة وبحضور قادة الفن شهود العهد وصحبه ،وهم الفنانين الاردنيين ممن يقودون تطوير الحركة الفنية الاردنية".
واضاف نقيب الفنانين"ما يجرى في فلسطين هجمه شرسة يذهب ضحيتها ناس عزل هم اطفال ونساء وكبار سن، والفن يجب ان يكون مع السلام ويؤدي رسالة انسانية، تلامس هموم الوطن والمواطن، وما يجرى لاهلنا في غزة يجب ان يتوقف".
 وقدم "العبادي" التهنئة للفنانين الاردنيين لدورهم الكبير في تقديم رسائل فنية للمجتمع المحلي والعربي والدولي.
بعد ذلك تم تقديم عرض مسرحي  في ساحة المديرية بعنوان "أنثى الثور" وهو نتاج ورشة طلبة قسم الفنون المسرحية في الجامعة الأردنية بإشراف "د. فراس الريموني"،واخراج" كامل الشاويش".
وبعدها الانتقال الى مسرح اسامة المشيني،لعرض مسرحية (أمل في شارع البتراء) كنتاج لورشة إعداد الممثل،التي اشرفت عليها مديرية المسرح والفنون البصرية، من إخراج المخرج الشاب كرم الزواهرة،ومشاركة مجموعة من الشباب الهواه.
 
2023 © جميع الحقوق محفوظة - صوت العرب للسينما والثقافة والفنون