في بغداد...نهر جاهز لاجلنا .
2024 ,12 كانون الثاني
مشهد من بغداد
*علي عليان:صوت العرب – بغداد.
نحن المعثرون المتعلقون بالمسرح ، ونتسائل دائما لم كل هذه الفلسفات والابجديات لنستند الى جدار في عمق القلب ونجمع الصور ونسترسل في الخلافات واحاديث الذكريات ، نتسائل عن المعنى والجدوى من هذا الصخب المسرحي .
ما بين النهرين دجلة والفرات وكرخ ورصافة 
كرادة داخل وكرادة خارج 
تعبر جسر الاحرار الى عمق الحكاية فهنا تمثال معروف الرصافي من الصخر يقف شامخا في ساحة مسماة باسمه 
فتدخل الى شارع المتنبي الطاعن في خيلائها من فوارس الدهر .
الكتاب سيد المكان ومقهى الشهبندر يحكي لك الف رواية عن عبق بغداد
تسير خطوات باتجاه دجلة ، صاحب العود يعزف ورسام يرسم الوجوه المبتسمة للايحاء بجمال الحياة والقلب يعتصر الما ،تمثال المتنبي يقف كجلمود صخر حطه السيل من عل وينتظر لالتقاط الصور من زوار المكان .
تذهب ليلا الى حفل افتتاح رسمي 
اقم في الارض صرحا من ضياء 
قد لا تجد مقعدا، انه الشغف بعودة الحياة الى جودتها في الطبيعة الفنية واصالة التاريخ 
كثافة فوق كثافة من كل انحاء العراق ، كثافة جماهير الى حد الاطراف، فهذا حدث شمولي ، كل العرب في بغداد ، وكل العرب بفنهم المسرحي حاضرون . 
اقم في الارض صرحا من ضياء 
المسرح ، وفلسفة الواقع وقرائته وقدرته على رؤية صورة المستقبل لمنحك القدرة على التفكير والتحليل والتصور والتخيل ومن ثم الفهم ، فيحدث الاختلاف في الرأي ويمتد الى شرفة المقهى المجاور وصراع على اثبات رأي التحليل ، ويعلق النقاش الى اشعار آخر ليبدأ نقاش آخر في اليوم التالي في تحليل عرض مسرحي جديد ، هذه هي المهرجانات المسرحية وجدوى الوجود .
قف وارفع طرف العين وانظر …!
ما الذي سيجري في الافتتاح بعد توقف المظاهر الاحتفالية ، فغزة وفلسطين حاضرة بقوة في وجدان الانسان العراقي ، شعاع لم ينكسر في الهواء ،فلسطين ذات البوصلة وذات المعنى وذات القلب ، الجموع ان تكاتفت صنعت قوة ومنعة للاحاطة بالفضاء ، هو فضاء الارض ، كثافة فنية على خشبة المسرح بتنظيم دقيق في حركة ايقاعية جمالية ، هندسة الفضاء غنى الشعر قبل الوتر ، كلما هب الصبا مالت من حول دجلة اغصان .
نخيل العراق دائما يحن الى زمانه وصل …
اكتملت الحكاية في رسم صورة متخيلة وايقاع الوتر يغني ، الممثل لم يتكلم ، بل نطقت كل تفاصيل الجسد ، وراحت الصفة الى كلمة يوم المسرح العربي على لسان وقلم نضال الاشقر وهتفت باسم فلسطين بخطاب موجه الى الاخر ، أن ارحل بكل الحديد والنار وها هنا نحن باقون .
خطاب اسماعيل قراءة في اللغة ووصف  لحلم بقبلتين اولهما القدس  في رحلة الاسراء ووجوه الخيل ساهمة من اجل فلسطين ، وحرب غزة الى حد البكاء 
" المقال من وحي افتتاح مهرجان المسرح العربي 14 في بغداد بدعم من الهيئة العربية للمسرح "
*رجل مسرح من الاردن
 
2023 © جميع الحقوق محفوظة - صوت العرب للسينما والثقافة والفنون