2023 ,15 تشرين الثاني
تيسير سبول... الوجع المتجدد فينا.
رسمي محاسنة:صوت العرب- الاردن.
اليوم ذكرى صاحب الاحزان الصحراوية والكاتب والشاعر"تيسير سبول"، لم اعد اذكر من كم الف سنة غاب ، هذه الذكرى التي تشكل سنواتها المتعاقبة...دهراً من الاحزان...فمنذ تلك الطلقة (الصرخة) احتجاجاً على واقع عربي..والأمة تتقلب على جمر الأوجاع التي استشرفها "سبول" بشفافيته...ورؤيته... المستقبلية....فكان ان وضع حدا لحياته ... منذ لحظة تدشين خيمة الكيلو(101). في صحراء سيناء شبه المحررة..الخيمة التي كانت بمثابة النفق الطويل... الذي دخلنا فيه جميعاً...ومازلنا نتخبط في سراديبها.
قبل (احتجاج) " تيسير سبول"... كنا طلابا في المرحلة الثانوية ... وكان هو يشرف على برنامج للمسابقات.في الاذاعة الاردنية.. وكنا نجهز انفسنا في مدرسة جرش الثانوية... لاستقبال "سبول" والمشاركة في برنامجه..ويتذكر ذلك زميل الدراسة صديقنا "غنام غنام". وترافق مع هذه الاستعدادات حرب تشرين ... ونشوة النصر....الى ان جاءت الغصة .. بثغرة الدفرسوار وحصار الجيش المصري الثالث...وتجميد الفريق محمد فوزي... وخطوات كيسنجر.. وصولاً الى الخيمه المشؤومة.
وما بين عبور القناة.... وعبور بوابة الخيمة كان "تيسير" يخرج الى الشارع معلناً.. ان قد انتصرنا ... ولكن(الاحزان الصحراوية) الممتدة فينا... تأبى لــ (عربي) الا ان يكتوي باحزانها .."عربي" الذي يقول "طاف رجلٌ معظم بلاد العالم، ورأى كثيرًا من الكوارث إلّا أنه لم ير شعبًا بأكمله يغرق في الحزن مثل شعبي»،فكان خروج "سبول" الاخير..في لحظة صدق عالية، مطلقا النار على رأسه..
انا يا صديقي
اسير مع الوهم
ادري
ايمم نحو تخوم النهايه..
مثل نبي...
مات..
ولم يفه بعد...
بآيه..
" تيسير" الوجع المتجدد... وطلقـــة الاحتجاج... والشاهد على واقع نعيشه كان قد استشرف فيــه مستقبلاً ... مثقلاً بالوجع والهموم ... وبعد كل الذي حدث ...لا ادري ... اذا كان البعض يرى في موت "سبول" انتحاراً؟؟؟ ... هذا الموت البهي... الذي يصرخ فينا كل صباح...
طلقة احتجاج.... من فتى جنوبي.. نذر نفسه للحلم العربي، ولم يستطع ان يعمل مثلنا جميعا، بان يسير بشكل موارب مابين الحلم .. والانكسار... حيث تلاشت الحدود من بين الخاص والعام . عند تيسير سبول. وتماهى مع ابطاله.
طلقة فجرت راسه... والكيان المجرم يفجر رؤوس اطفال ونساء غزة...ومازالت الرؤوس نيام.