اسرائيل..من النصر إلى المأساة".
2023 ,08 تشرين الأول
د. خالد شوكات :صوت العرب – تونس.
من التصريحات المثيرة للكاتب الاسرائيلي المعروف آري شبيط، وبعد تأليفه لكتابه الشهير :أرض ميعادي..اسرائيل من النصر إلى المأساة"، قوله:" إنه لم يعد يرغب في  تعداده كمواطن في دولة اسرائيل"..إذ يتوقع هذا الكاتب كما توقع قبله رئيس الكنيست وابن احد مؤسسي الكيان ابراهام بورغ "نهاية دولة اسرائيل" قريبا..وهذا الهاجس يسكن حتى  عتاة قادة الكيان اليوم، فضلا عن طيف من المثقفين والفنانين، إما من منطلقات دينية بالنسبة للمتدينين الذين يعرفون ان اطول تجاربهم الاستيطانية لم تتجاوز تسعة عقود، أو من منطلقات علمية استشرافية بالنسبة للعلمانيين، كالتي ساقها شبيط  في كتابه آنف الذكر، والتي من أهمها ضعف العقيدة العسكرية للاجيال الشابة قياسا بعقيدة مؤسسي الكيان، وحالة الانقسام الفكري والسياسي التي تسم المجتمع الاسرائيلي شديد التركيب والتعقيد والتفاوت، والتي من أهم آثارها ضعف القيادة الظاهر  جليّا في عدم الاستقرار السياسي وضعف الحكومات المتعاقبة وتخبّط القرارات والاعتماد المفرط على القوّة والاستسلام المتنامي لمشاعر الحقد والكراهية والعنصرية..
عرب الهزيمة والابراهيمية طبعا، لا يفقهون هذا القول ولا يهتمّون للدراسات الاستشرافية، كما لا اطلاع لديهم على الدراسات الاسرائلية، يعانون من عقدتين مزمنتين لا فكاك منهما، وهما عقدة احتقار الذات وعقدة الانبهار المفرط بالغالب والاخر، ولهذا فليس من المتوقع منهم الا مزيدا من الانبطاح والاستسلام حتى  تفاجئهم الاحداث التي ستذهب بهم غالبا في موجات جديدة من الانتفاضات الشعبية، في ارتباط غالبا بالمتغيرات التي ستشهدها الساحة الفلسطينية، ومن هذا المنطلق فستستمر الهوّة بين الأنظمة الرسمية والشعوب العربية في الاتّساع..
وأمّا بالنسبة للكيان، فإن مأساته ستتواصل، وستتحقَ نبوءات بعض أبنائه فيه..ونبوءات المجاهدين والمقاومين، حيث ستزداد بؤر التوتّر داخله، وستحكم جبهات المقاومة الطوق من حوله تدريجيا..ستواصل غزّة انتصاراتها،  وستلتحق بها الضفة بمدنها التي أرسلت أكثر من إشارة على استعدادها لذلك، واجرت التمارين الضرورية طيلة السنوات الماضية، في القدس وجنين ونابلس وغيرها..وحتى مدن الداخل حيث عرب 48 لن تقف متفرّجة..كما أن سيناء وغور الأردن والجولان وجنوب لبنان جميعها جبهات  مفتوحة مهما حاولت الانظمة الرسمية لجمها.. وثمة شعوب متلهفة للنصر والعزّة في الدائرة الاولى والثانية والثالثة..ومن حيث غرست هذه الخلية السرطانية في قلب الأمّة،  بهدف قتلها، ستكون السبب في النهوض بجهازها المناعي، كما كانت فلسطين تاريخيا،  وإن بعد الصبر لنصرا..
 
 
2023 © جميع الحقوق محفوظة - صوت العرب للسينما والثقافة والفنون