مهرجان الفحيص – الاردن تاريخ وحضارة..الى اين؟
2023 ,22 آب
رسمي محاسنة:صوت العرب – الاردن.
اختتمت مساء السبت فعاليات مهرجان الفحيص- الاردن تاريخ وحضارة، واطفئت الشعلة 31، بعد خمسة ايام توزعت فعالياتها الفنية والثقافية على مسارح الفحيص المختلفة.
ان هذه الدورة تستحق التوقف عندها،ومراجعة ظروفها وتفاصيلها واختياراتها، فالمهرجان هو منجز وطني اردني بامتياز،وشكل عبر دوراته السابقة نافذة يطل فيها الاردن على العالم العربي، وحاضنة للابداع الاردني والعربي، وحمل عناوين كبيرة من اسماء شخصيات ومدن، واستقطب مفكرين ومثقفين وفنانين من اعلى المستويات، وحقق اسمه احتراما كبيرا، ووضع نفسه في مصاف المهرجانات المهمة الكبرى،وزاد على ذلك انه مهرجان محمل برسائل عنوانها"الاردن تاريخ وحضارة"،هذا العنوان الذي يشكل امتدادا للدور والتاريخ والجغرافيا للفحيص وصبيان الحصان.
لذلك تتداخل المسؤولية، فاذا كان ابناء الفحيص هم من تحملوا ايصال المهرجان الى هذا المستويات، بدعمهم المادي والمعنوي،والادارة والتنظيم والاشراف وتصميم البرامج المحترمة للمهرجان،فان ايضا لهذا المهرجان محبيه، ومن يدافعون عنه كمنجز وطني،في زمن تتراجع فيه كل الاشياء،وتتكالب قوى في المفاصل المختلفة، على تغييب ماهو حقيقي،وتكريس ماهو تافه،ومحاصرة الذاكرة الاردنية،والعبث بها، وصناعة وجوه وفعاليات مزيفه،وتغييب كل مايشبهنا،ويعكس صورتنا الحقيقية.
من هنا..وانطلاقا من ان هذه الدورة31، تاتي بعد دورة استثنائية في كل شي، فانه بين 30 و31، يبرز سؤال كبير،لماذا؟ وماذا حدث؟وان تكون الشفافية هي عنوان الحوار،وان لانختبيء خلف اصابعنا، لان هناك تراجع في تقليص ايام المهرجان،وفي الاختيارات سواء الثقافية او الفنية،وان كان يسجل لهذه الدورة، ان مسرح القناطر حقق حضورا ونجاحا كبيرا ولافتا، وبنجوم اردنية، كما انه لا احد ينكر ان الجمهور ايضا كان حاضرا باعداد كبيرة، رغم ظروف الطقس الحار، الا ان الجمهور هو عنصر واحد فقط من معايير تقييم نجاح المهرجان.
تبرز الى الواجهة مسالة الدعم المالي، والرعاة،وهي ركيزة اساسية،ولكن هل فعلا تخلى الداعمون للمهرجان الى هذا الحد؟، سؤال تتوالد عنه اسئلة كثيرة، قد تبدو مضمرة ،لكنها معروفة للجميع،والمسؤولية الان امام كل اهل الفحيص،في حوار له علاقة بتاريخهم الناصع، وتميزهم،وان لايسمحوا للظروف بان تنهي مهرجانا يحق لهم الفخر والمفاخرة به، وان لايكون لاحقا لفرقة الفحيص، سفيرة التراث الاردني والعربي،والتي مايزال غيابها سؤالا حائرا،هذا الغياب الذي جاء وهي قمة العطاء والتالق والنجومية على مستوى العالم العربي.
وقد يكون الحوار مدخلا الى مأسسة المهرجان التي تاخرت كثيرا، والبحث الجدي في ابقاء جذوة شعلة المهرجان متوهجة علي ايدي صبيان الحصان... نأمل ذلك...ولنا كل الثقة باهل الفحيص.
 
2023 © جميع الحقوق محفوظة - صوت العرب للسينما والثقافة والفنون