نسرين جمعة: صوت العرب – القاهرة.
نعم المثقف طوبة فى المياه الراكدة , لزاما عليه يحرك الساكن فى الماء الآسن.
المثقف باحث دائم عن الحق و الحقيقة , عليه دراسة ما يعرضه على الناس , المفترض هو يعمل لنفع الناس ...تغيير الفكر للأفضل , تنمية المدارك و رفع الوعى , المثقف يسعى دوما لتحويل المعلومة الصماء لمعرفة يستفيد منها الآخرون , المثقف ينشد الحكمة و هذا أمر ليس بيسير ...يتطلب خبرة و جهد و وقت و الأهم إخلاص و جدية .....المثقف ليس بالضرورة لديه حظ كبير من التعليم لكن بالتأكيد لديه وعى مغلف بحسن الادراك و حسن الخلق.
حددت الملامح الأساسية للمثقف , هنا أنوه لم أقصد أن يكون ملاكا , قصدت تعريف محدد للمثقف حيث أن الساحة ضجت بكثير من مدعى الثقافة و قد يمارسون نشاطات ما , نالوا حظا من الشهرة و المال , انخدع فيهم كثيرون و قد يساهموا فى تدمير و خراب مجتمعاتهم و بلادهم , لست بحاجة لذكر أسماء بعينها فقد ابتليت منطقتنا العربية بالأدعياء و هم بعيدون كل البعد عن الثقافة و الوعى و نفع الناس .
السؤال المطروح ماذا علينا أن نفعل ؟
الدرس كان قاسيا و مؤلما علينا جميعا , المسئولية تقع علينا جميعا بلا استثناء و مع وجود أدوات التواصل " الانفصال" الاجتماعى و قد كانت خدعة أخرى ...
وجود تلك الأدوات واقع لا ننكره بل أيضا تتطور لأكثر من هذا مما يزيد مسئوليتنا ...قطعا هى فرصة عظيمة لزيادة المدعين و بأقل تكلفة يتم تدمير الهوية و الثقافة ...إلا لو أننا انتبهنا جيدا و نبحث بأنفسنا , نقرأ , نطلع , نناقش , رفع المقاومة الفكرية لأعلى درجاتها , نملأ الدنيا جمالا بكتاب , بلوحة , بمقطوعة موسيقية , رفع الذوق العام تقاوم ذلك القبح , بتعريف بعضنا البعض النشاطات الثقافية و الفنية الإيجابية , تشجيع المواهب الحقيقية , لا ندع رؤوس الأموال الشريرة فى ثقافة و فنون و إعلام تسيطر على الساحة , مشاركتنا سويا هو القانون العام مع اتفقنا على تحديد من هو المثقف .
متفائلة و لدى حجتى رغم مايبدو من قتامة المشهد بهذا الكم من التحديات فى منطقتنا العربية , إلا أن الجيل الجديد أصبح لديه وعى أكثر , محدد أهدافه , فرصه أفضل فالعالم بين يديه و اعتاد أن يراه و سيعتاد المجابهة .
أراهن على شبابنا للحفاظ على هويتنا و ثقافتنا و بلادنا .