سياحة الشوارع.
2023 ,09 آب
الفنانة انتصار
 *الفنانة انتصار :صوت العرب – القاهرة. 
في الدول المتقدمة سياحياً كدول أوروبا نلاحظ وجود سياحة الشوارعماهي سياحة الشوارع ؟ … أن يأتي اليك الناس من جميع بقاع الأرض ليتمتعوا بجمال شوارعنا و هدؤءها و جمال المعمار حيث العمارات و المحلات الأثرية الشيك و الراقية و المقاهي الرائعه المنظر و يحيطها الخضره و الشوارع النظيفة المنظمة الخالية من الضوضاء و الهيصه و الزمبليطه……و لو يعلم كل مواطن كم يكلف الدوله نظافه يوميا و كم يكلف الدولة للتخلص من النفايات اليوميه ما تجرأ و القي عود كبريت علي الأرض و لكن مع انعدام المسؤلية و عدم الخوف من العقاب و الغرامة و عدم الإنتماء إلي هذه الأرض الجميلة و الجهل بمعني النظافة التي هي سلوك حضاري تحرص عليه المجتمعات الراقيه لأنه سلوك مفيد نفسياً و اجتماعياً و صحياً و بيئياً و حضارياً .
و هنا يجب رصد الحالة و التعامل معها بمنتهي وعي و شده و نأخذ تجربه سنغافورة كمثال حي علي العقاب بغرامة مالية 1000 دولار و بالفعل يوجد قانون لقطع شجرة و إلقاء قمامة يصل للسجن سنه و غرامة ماليه كبيرة و يطبق بمصر و لكن يبقي وعي المواطن هو الأفضل من العقاب و تعاون المواطن و حبه لشوارع بلاده هو الأهم ، بأن يتحلي بالنظافة في نفسه و تصرفاته و بالتالي في الشوارع التي تجمعنا و واجهه لنا أمام العالم و نظافتها تحمينا من الأمراض و تزيد البهجة حيث أن الشوارع النظيفة مفيدة نفسياً و معنوياً ، و الشوارع المنظمة الخالية من الضوضاء الممتلئة بالاشجار الخضراء لزيادة الأكسجين في الشوارع و ذلك تفسير الراحه النفسية التي نشعر بها في الريف و صفاء الذهن و الهدوء و السلام الداخلي…..
النظر للمشكله بشكل عملي أن التحدي السكاني في القاهرة إلي تلوثها بصرياً و سمعياً و اعتياد القبح في الشوارع أصبح عادة مستديمة يومية و العشوائيون بدءؤا في النزوح إليها مثل البائعين الجائلين و الاكشاك الغير مرخصة و المحلات في مداخل العمارات و البروزات ليافطات المحلات و الألوان الصارخغه لهذه اليافطات و علب القمامة التي تتصدر واجهات الشوارع و المقاهي الغير مرخصه التي احتلت الشوارع و الرصفه و تحت الأرصفة و الاغاني القبيحه التي تنبعث منها ، و دخان الشيشه المنبعث من رواد المقاهي ليصل للماره و سكان العقار الذي تقع به القهوه البلدي و لا يستطيع أحد الإعتراض علي التلوث المنبعثة من القهوة لوجود بلطجيه لحمايه هذه القهوة الغير مرخصه و الغير قانونية و المضره بالبيئة..
و نسمع أن أحد السكان اتخانق مع صاحب أو صبيان القهوة و لم يصل إلي حل أو حتي حل وسط و يستمر الدخان و تستمر المخالفه و يستمر القاء القمامة من المقهي أمام الرصيف و أمام الماره و أمام سكان العقار المقهورين من بلطجيه المقهي الذي يستمر العمل به طوال الليل و النهار دون توقف و الادهي أن القهوجيه أو صبيان القهوه الغير مرخصه لا يصلحوا لعمل كوب شاي نظيف حيث الأظافر المتسخه و الرائحه العجيبه و الأسنان التي يملاءها سواد السجائر و العيون الحمراء من آثار السهر و تناول المخدرات و احتمال كبير أنه يحمل قضيه أو عشره اي اقترب ان يكون مسجل خطر …
و يستمر و يستمر الموت البطي داخل الزحام و الدخان و الضباب و نزيف الأموال من دافعي الضرائب علي جمع القمامة و التخلص من النفايات و الحفاظ علي جمال الشوارع رغبة في احياء التمتع البصري و السمعي للمواطن في شوارعه و يستمر الرصيف المصري اللي من حق كل مواطن أو طفل أو عجوز أن يمشي عليه بأمان و طمأنينة في الانقراض و الاختفاء ….
من القمامه الي المقاهي الغير مرخصه الي اختفاء الرصيف….و هذا له قصه اخري في مقال أخر ان شاء الله نسأل عن الحل …الحل في أنفسنا ..ارجعوا الي ضمائركم و فكروا في كيف نبني مصر ..
كيف نبني مصر .. لعلك تتسال هل نبني مصرنا الحبيبه بنظافة الشوارع ..نعم أنها المسؤلية التي تبدأ من منزلك العقاري إلي شارعك إلي مدينتك إلي بلدك ..مسؤليتك عن البلاعه و حنفيه الحريق و صندوق القمامة و الشجرة و الأمان و الاستقرار بشارعك …. كل هذا مسؤليتك.. أنك لا تعيش وحدك بل مع الآخرين داخل مكان يجمعنا و زمان يمر بنا ….كل هذه مسؤليتك انت و الآخرين و كن ايجابي اذا الآخرين لم يتعاونوا معك تعاون أنت مع نفسك و لا تجد مبرر للسلبيه و الإهمال و ترك الأمور و إلقاء الذنب علي الحكومة و المسؤولين و الخ الخ الخ و الزمن و الظروف و الدنيا و الحياة ….بل من أنت التغير.
كن أنت غداً مشرق ..كن أنت الأمل و الجمال و البسمة و النظافة و الحب كن أنت الذي أنفع الناس للناس و لا تنصت للكلام السلبي و ال هري و القيل و القال ….
*فنانة مصرية.
 
2023 © جميع الحقوق محفوظة - صوت العرب للسينما والثقافة والفنون