فضاء التجريب.
2023 ,04 تموز
أ.د.سامح مهران.

*د.سامح مهران:صوت العرب – القاهرة.

الفضاء التجريبى ليس فضاءا شاعريا تنصهر فيه الثقافات بسلاسة؛بل هو فضاء فاصل بين عالمين إذ يكشف عن بعد المسافات والتحولات؛وبالتالى فهو ليس فضاءا آمنا بكل تأكيد.. 

هناك قوة رمزية للتفكير المبدأي؛تتمثل فى التمسك الخيالى بمجموعات من التقاليد والاعراف؛التى يتم تجاهلها على صعيد الممارسة اليومية فى الواقع المعيش

التجريب يحدث صدعا فى العالم بفضل الخبرة الدينامية للبشر التى لا تتوسطها مؤثرات ماضوية؛وهو ما يسبب ذلك الإحساس بالحنين إلى شىء اشياء جرى فقدانها فى الواقع والخيال معا.

فكل المشاهد السابقة مهددة بالزمن والنسيان والحداثة(كمفهوم فوق زمنى اى لايرتبط بفترة بعينها ).

إن الواقع المعيش بما انه دينامى؛فهو يربط الخيال بالمعيار التجريبى؛ منصرفا عن المؤثرات التى تحاول اختراقه من النصوص المسبقة pre texts على كافة الاصعدة التى نعرفها جميعا. فالتجريب يحدث قطيعة مع الذاكرة التى تفضل التكرار اللا ارادى للافعال

فى التجريب يجب التفرقة بين التاريخ والحقيقة التاريخية؛فالتاريخ هو اصل الواقع الذى نعيشه بدون شك؛لكن الحقيقة التاريخية ليست هى ما حدث فعلا؛بل هى من حكم عليه البعض بأنه قد حدث. ولهذا يصبح التجريب على هذا المستوى تصحيح مسار كتابة التاريخ انطلاقا من الذات الفاحصة المتفحصة.

*اكاديمي ورئيس مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي.

 

 

 

2023 © جميع الحقوق محفوظة - صوت العرب للسينما والثقافة والفنون