رحيل المطرب "محمد جمال" أحد مجددي الأغنية العربية .
2023 ,28 أيار
 داود أبو شقرة :صوت العرب – دمشق.
"الدنيا حب، وعمره الحب ما بيفهم بالهوية قلبك شب، بتبقى شب، ولو عمرك فوق المية ".
رحل صاحب هذه الأغنية الفنان (محمد جمال) في الخامس والعشرين من شهر أيار/مايو 2023 عن عمر ناهز 89 عاماً في الولايات المتحدة الأميركية
. حقق الفنان الراحل شهرة كبيرة عندما شارك في العديد من الأفلام السينمائية في سورية ومصر إلى جانب فنانين كبار: نيللي ومحمود المليجي، وتوفيق الدقن، ومحمود جبر وعبد اللطيف فتحي ورفيق سبيعي، ونوال أبو الفتوح، وغيرهم.
 ولعل شهرة محمد جمال ازدادت بعد مشاركته بأغنية (سورية يا حبيبتي) الشهيرة خلال حرب تشرين ١٩٧٣، الأغنية التي كتبها ولحنها الفنان اللبناني محمد سلمان، وغناها مع محمد جمال ونجاح سلام. 
اسمه "جمال الدين محمد تفاحة"، ولد في مدينة طرابلس اللبنانية، وتعلم عزف العود منذ صغره على يد والده ، لمع نجمه في مصر وسوريا ولبنان وكل انحاء الوطن العربي ،وقام بتمثيل العديد من الافلام من مثل: (نساء للشتاء)، و(شروال وميني جوب)، و(مهمة رسمية)، و(الأرملة الطروب). وشكّل ثنائية ناجحة مع زوجته آنذاك الفنانة "طروب" واسمها الأصلي (أمل إسماعيل جركس) وهي فنانة لبنانية، وتحمل الجنسية الأردنية من مواليد 1937، ولمعت شهرتها في فترة الستينيات والسبعينيات وبداية الثمانينيات، واشتهرت أغانيهما المشتركة ومنها أغنية (مليت) الحوارية، و(ومن فضلك يا ست البيت).
 عاش محمد جمال في سورية فترة طويلة إبان الحرب الأهلية اللبنانية التي اندلعت في لبنان بين عامي ١٩٧٥ و ١٩٩٠. قدم الكثير من الألحان لصباح ونجاح سلام والعديد من مطربي سورية وعمل فترة قصيرة مع الرحابنة. كانت أغانيه بمثابة تجديد للأغنية من حيث الكلمات والألحان وحققت نجاحاً كبيراً، وقد حاول التجديد ليس على صعيد الغناء فحسب، بل في الموسيقا والمؤثرات والموضوعات
. ومن الأغنيات التي لقيت رواجا كبيرا ومازالت أغنية (سورية يا حبيبتي) التي شاركه فيها نجاح سلام ومحمد سلمان وكان يرددها في حفلاته التي كان يقيمها في سورية وأصبحت هذه الأغنية أيقونة فنية وعلامة من علامات الأغاني الوطنية في سورية وخارجها
  اعتزل الغناء وهاجر الى الولايات المتحدة مع زوجته وابنائه... 
رحم الله الفنان الجميل محمد جمال واسكنه فسيح جناته .. المطرب المحبوب مطرب السبعينيات مطرب من الزمن الجميل. مطرب آه يا إم حماده وبدي شوفك كل يوم وقسِّم شرقي بلدي وكتير من الأغاني الجميلة التي أحبها الجمهور العربي بكلامها ولحنها وأداها.
 ولعل المرحوم محمد جمال من أهم المجددين في الأغنية العربية لتسير على النهج الغربي، كما ركب موجة أغاني "الفرانكوأراب" التي سادت في سبعينات القرن الماضي، بعد ثورة الشباب في جامعات باريس تأثرا بالفلسفة الوجودية ل"جان بول سارتر"، وصديقته الفيلسوف "سيمون دي بوفوار"، وولادة حركة "الهيبيين" في العالم وبروز اعمال فرق من مثل (المنافس_البيتلز" والباكرا ،في الوقت الذي كان فيه توم جونز يتربع على عرش الغناء الإنجليزي، ديميس روسيس اليوناني وجو دايان الفرنسي ،ما اوصلهم لأذن المستمع العربي، فولدت أغنية عربية تحاكي الاغاني الغربية، كان محمد جمال في طليعتها.ولعل أغنيته (سيارته أكبر، وفلوسه أكثر) خير من يمثل تلك الموجة.
  وبعد مغادرته إلى الولايات المتحدة افتتح مطعما هناك وواضب على تقديم أغانيه فيه، وإحياء حفلات طربية للجالية العربية في لوس أنجلوس. عاد إلى سورية ولبنان في منتصف الثمانينات لإحياء حفلات عدة، لكنها ما لبث أن عاد إلى اميركا، واستقر فيها وانقطعت أخباره عن جمهوره العربي حتى وفاته
. رحم الله الفنان الجميل محمد جمال الذي غادر عالمنا في يوم عيد ميلاده التاسع والثمانين. فهو من مواليد ٢٥ أيار ١٩٣٤ ، توفاه الله في ٢٥ أيار ٢٠٢٣م.
 
2023 © جميع الحقوق محفوظة - صوت العرب للسينما والثقافة والفنون