الناقد "عصام زكريا" رئيس مهرجان الاسماعيلية:رغم الميزانية المتقشفة اجتهدنا باخراج دورة بكفاءة عالية.
2023 ,14 آذار
الناقد "عصام زكريا" رئيس مهرجان الاسماعيلية الدولي
المهرجان نافذة على السينما التسجيلية والقصيرة،وعرض التجارب الجديدة، ومشاريع التخرج،والافلام المستقله.
المهرجان له هويته،وبحكم تاريخه يهتم بما هو جديد، ومن مسؤولياته التعريف بالسينما المجهولة، خارج اطار الصالات وسوق العرض.
المعيار الاساسي لاختيار المكرمين في المهرجان هو"الانجاز".
ازمة النقد السينمائي في  "الاراء" التي تفتقد الثقافة والمعرفة هي التي تتصدر النقد. 
رسمي محاسنة:صوت العرب – الاردن.
غدا افتتاح الدورة 24لمهرجان الاسماعيلية مهرجان الإسماعيلية الدولي للافلام التسجيلية والقصيرة،والذي يعتبر من  أعرق المهرجانات في العالم العربي وأول المهرجانات العربية التي تتخصص في الأفلام الوثائقية والقصيرة، حيث بدأت أولى دوراته في عام ١٩٩١ .
في "عمان" العاصمة الاردنية، التقينا الزميل الناقد والصحفي " عصام زكريا" ،رئيس المهرجان،صاحب التجربة الواسعة في الصحافة والنقد السينمائي، وخبرته التي أهلته ليكون رئيسا لواحد من اهم المهرجانات السينمائية،فقد سبق وان عمل في كل المهرجانات السينمائية في مصر منذ منتصف التسعينات،كعضو في لجان المشاهدة، وتحرير النشرات،والمراكز الصحفية للمهرجانات،وعضوية لجان التحكيم، وتاليف الكتب،وتغطية المهرجانات المصرية والعربية والعالمية.وعمل اساتذة كبار منهم" سمير فريد،وعلي ابو شادي"،وغيرهم.
ماهي اهم التحديات التي واجهت هذه الدورة؟
في ظل التقشف والازمات الاقتصادية، وماترتب عليها من تقشف في الانفاق الحكومي،كانت هذه واحدة من التحديات، حيث هناك مصاريف اساسية لابد منها لاي مهرجان، مثل دعوة الضيوف،والجوائز المالية،ومكافاّت جلسات اللجان،وهذه الاساسيات في نظر الحكومة، هي انفاق زائد، وفي المقابل عندنا مهرجان له تاريخه واسمه، وتقاليدة، اضافة الى اللوائح التي تتناول الجوائز، اضافة انه لامهرجان بلا ضيوف، وهناك لجان عملت وقتا طويلا،لابد من تقديم مقابل رمزي امام الجهد الكبير الذي تبذله.
وامام هذا الوضع تدخلت وزيرة الثقافة، وحصلت لنا على اسثناء،قبل بدء الدورة بشهر ونصف،لكن دون اي زيادة على الميزانية السابقة، رغم الارتفاع الكبير في الاسعار، وخاصة تذاكر السفر التي ارتفعت الى 3 اضعاف،وهناك الفنادق والمواصلات وغيرها من المصاريف الثابته التي ارتفعت اسعارها.
وكان علينا ادارة المهرجان بما هو متاح، دون ان تتاثر البرامج،واجتهدنا باخراج دورة حسب البرامج المرسومة لها، وبكفاءة عالية، رغم الميزانية المحدودة، ورغم عدم وجود تلك الرعايات التي يمكن ان تساهم في العجز المالي، ف"الرعاة" للاسف لايهتمون بالفعاليات الثقافية، فالمهرجان، مهرجان جاد،وهاديء، بدون صخب.
كيف تم تصميم البرنامج الفني لهذه الدورة؟.
بحكم الخبرة، ومستوى الفريق الذي يعمل بالمهرجان، لاتشكل هذه المسألة اية مشكلة لنا، لدينا لجان اختيار مميزة، وبالتالي نضمن افلاما بمستوى سمعة المهرجان،اضافة الى الاصدارات الجيدة، وبالتالي لايستنزف الجانب الفني الكثير من الجهد، انما قلت الجوانب المالية والادارية هي التي تستهلك الوقت والاعصاب.
مااهمية وجود واستمرارية مهرجان للفيلم التسجيلي والقصير.
اهمية هذا المهرجان انه النافذة الوحيدة التي نطل منها على السينما التسجيلية والقصيرة،وعرض التجارب الجديدة، ومشاريع التخرج،والافلام المستقله،لانها افلام بدون توزيع، ومع كثرة المهرجانات السينمائية، اصبحت المهرجانات النوعية ذات الهوية، اكثر بروزا، ومهرجان الاسماعيلية له هويته،وبحكم تاريخه يهتم بما هو جديد، ومن مسؤولياته التعريف بالسينما المجهولة، خارج اطار الصالات وسوق العرض.
وايضا يتميز المهرجان بنوعية الندوات والنقد والاصدارات.
نعم، ضمن برامج المهرجان التي نركز عليها، الندواتوالمطبوعات،وحلقات البحث،وعبر تاريخه قدم المهرجان ندوات جادة عن السينما المستقلة، والاتجاهات السينمائية،ومابعد الحداثة وغيرها.
كما ركزنا على النقد السينمائي، وان يكون له حضوره، لذلك نعمل حلقة بحث مع جمعية النقاد السينمائيين،في محاولة للتأريخ للنقد السينمائي، وسيكون في هذه الدورة عن بدايات الصحافة الفنية، ودورها في صعود ونهوض السينما المصرية،لان الصحافة هي احد اركان هذه الصناعة،ولعبت الصحافة المصرية دورا هاما وقريبا من الدور الذي لعبته الصحافة الفنية في هوليود،من التعريف بالافلام، وصناعة النجوم.
ماهي معايير اختيار المكرمين في المهرجان؟.
المعيار الاول هو الانجاز،لذلك تم اختيار مدير التصوير"محمود عبدالسميع"، احد اوئل الذين صوروا على الخطوط الامامية في الجبهة،وشارك مع كل المخرجين الكبار في صنع الافلام التسجيلية، الى جانب تقديمه لتجارب فنية سابقة لوقتها، وهو رئيس لجمعية الفيلم وتنشيط السينما.
اما المكرم الثاني في هذه الدورة فهو الناقد والمؤرخ"محمود علي"،الذي رصد ووثق الكثير من تاريخ السينما المصرية المجهول، اضافة الى ترجماته المهمة، ومساهماته في الحركة الفنية، من خلال مجلة" الاذاعة والتلفزيون".
وايضا احد المكرمين هذه الدورة هو المخرج الايرلندي" مارك كازن"،وهو شخصية فاعلة ومؤثرة في السينما العالمية،فقد اخرج سلسلة افلام تسجيلية مهمة جدا ،من 12 جزء،بعنوان " story of cinema"،يعيد فيها تاريخ السينما العالمية من وجهة نظر جديدة،ويركز على السينما العالمية خارج السينما الامريكية والاوروبية،كما انه مقدم برامج،التقى اهم صناع السينما مثل وودي الين،وديفيد لينش، ويوسف شاهين وغيرهم.
كناقد سينمائي..هل مايزال النقد محتفظا بدورة في التاثير على الجمهور وعلى صنّاع السينما؟
هناك نوع من الفوضى ،ضمن الفوضى العامة المتعلقة بالتخصصات والمعلومات الزائدة عن الحد التي يختلط بها الخطأ بالصواب، والراي العلمي بالعشوائي،واصبح معيار النجاح والتميز  هو حجم المشاهدات.
وقد تاثر النقد السينمائي كثيرا، حيث اصبحنا نفتقد الى مسؤولية الكلمة،وغابت تلك التقاليد التي تربينا عليها في الصحافة الورقية، فاختلط الراي بالنقد،والفرق هنا كبير،فالمواطن العادي من حقه ان يعبر عن انطباعاته، اما الناقد فعليه ان يكون ممتلكا لادواته المعرفية، بثقافته الشمولية، لان السينما فيها كل المعارف الانسانية،ومانلاحظه ان "الاراء" هي التي تتصدر النقد،اراء غير مدعومة بالثقافة والمعرفة العميقة، ومن هنا تاتي ازمة النقد، اضافة الى ان النقد الاكاديمي اصبح محصورا في الاطار الاكاديمي، واجدها هنا دعوة للنقاد، بالاهتمام بهذه الدراسات الاكاديمية، من خلال نقلها وتبسيطها للجمهور في عملية تجسير مابين النقد الاكاديمي ، ومستويات المعرفة عند الانسان العادي.
ماذا عن ورشة "كيف تقرأ فيلما سينمائيا؟" في مؤسسة شومان؟.
هذه مؤسسة رائدها، تشرف عليها سيدة متنورة، وفريق عمل يدرك اهمية التوعية الثقافية، وتحصين المواطن بالثقافة،وكما نعرف بان مشاهدة الفيلم السينمائي اصبحت متاحة، وببساطة عبر الانترنت والمنصات، وبالتالي فانه من المهم تثقيف الناس، ومساعدتهم في قراءة الافلام فكريا وجماليا، والانتباه الى الرسائل التي تحملها هذه الافلام، فالسينما واحدة من اكثر الوسائل السمعية البصرية تاثيرا على عقل ووجدان الفرد، من هنا تاتي اهمية مثل هذه الدورات التي تعطي المواطن العادي مفاتيح لفهم مايشاهدة. 
وانا سعيد جدا بوجودي في الاردن، والشكر لرئيسة المؤسسة السيسدة"فلنتينا قسيسية"، والزملاء في لجنة السينما، وكل كوادر المؤسسة.
 
 
2023 © جميع الحقوق محفوظة - صوت العرب للسينما والثقافة والفنون