افتتاح يليق بدورة استثنائية لمهرجان المسرح العربي في بغداد.
2024 ,11 كانون الثاني
البدراني: المسرح جسر رائع لإيصال الرسائل المعبرة بكل تفاصيل الحياة، إلى الأجيال.
اسماعيل عبدالله: اليوم في بغداد نرفع راية المسرح انتصاراً للجمال والحق والخير، انتصارا للحياة في مواجهة الموت، ولنعلن جدارتنا بالحياة والإبداع.
د.جبار جودي: اخيرا تحقق ماكنا نصبو اليه،باستضافة مهرجان المسرح العربي في بغداد.
نضال الاشقر: المسرح هو من يعيد الأنسان إلى روحه وجذوره ووجدانه، ويربطه ُ ربطا ً ًسحريا بأرضه ولغته وتاريخه ومستقبله.
رسمي محاسنة:صوت العرب - بغداد.
مندوبا عن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ،رعى وزير الثقافة والسياحة والاثار"احمد فكاك البدراني"، افتتاح فعاليات مهرجان المسرح العربي بدورته الـ (14)على المسرح الوطني في بغداد، بحضور امين عام الهيئة العربية للمسرح، الكاتب "اسماعيل عبدالله" ونقيب الفنانين العراقيين – مدير عام مؤسسة المسرح والسينما"د.جبار جودي" والفنان "غنام غنام" مدير التدريب والتاهيل في الهيئة،وضيوف المهرجان من اعلاميين ونقاد ومدراء مهرجانات وفرق مسرحية، وجمع غفير امتلأت به جنبات المسرح الوطني في بغداد،في حفل ادارت مفرداته الفنانة الكبيرة"شذى سالم".
عرض "مقامات الحب والسلام".
كان عرضا مدهشا في استهلال ليلة افتنتاح المهرجان،بايقاعه المتماسك ودلالاته الجمالية والمعرفية،والاعتناء بكافة التفاصيل من حركة وموسيقى،والازياء التي كانت حاضرة بقوة ضمن مفردات العرض،واكسسوار وديكور، في عمل يحاكي روح "روميو وجوليت" في احد مستوياته،عرض بصري بلمسات شعرية، يستحضر مفاصل من التاريخ العربي،ومحمل باسئلة عن تلك الصراعات الناتجة عن مفاهيم وقيم طارئى، لينتصر في النهاية الى الحكمة واستذكار منظومة القيم الغائبة.
العمل فكرة واخراج "ضياء الدين سامي" وسيناريو ماجد درندش،وازياء د.هند العاني، ومدير الانتاج ومصمم الديكور"سهيل البياتي"،واضاءة عباس قاسم.
والجميل في هذا العرض انه من شباب هواه اقترب عددهم من 90 شاب وفتاة،لم يسبق لهم ان تعرفوا على المسرح.
كلمة وزير الثقافة"البدراني".
نقل وزير الثقافة تحيات رئيس الوزراء" محمد شياع السوداني" الى الحضور،والقى كلمة قال فيها". "انطلاق المهرجان خطوة رائعة لصناع الحياة على خشبة المسرح الخشبة توصل رسالتهم بكل معانيها من خلال الحركة والكلمة والإيماء والصوت والصورة" .
وأضاف، أنه "منذ أن أنشأ الإغريق المسرح وهو جسر رائع لإيصال الرسائل المعبرة بكل تفاصيل الحياة، إلى الأجيال، وأروع القصص وأفضل الكتاب وأسماء تبقى لامعة ما دامت الحياة مستمرة، وكثيرة هي الأسماء ومن تغنوا به على الخشبة".
وأضاف البدراني "المسرح هو تجربة وقصة ومعاناة يتدفق كشلال حياة لا يتوقف أبداً ولو فرضنا أن نستمر بتعريف المسرح لاحتجنا لوقت طويل وطويل بما يضم من معان لها علاقة بحياة الأمم".
 كلمة الامين العام"اسماعيل عبدالله".
بعد ان تم بث برومو تضمن العروض المشاركة في المسار الثاني للمهرجان،مسار جائزة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، القى امين عام الهيئة العربية للمسرح ،الكاتب"اسماعيل عبدالله" كلمة مؤثرة جاء فيها:
يس للكلام في بغداد أطيب من وصف أبي الطيب حين قال:
بغداد أنت شفاء العين من رمدٍ    بغداد أنت لقاء الله بالأممِ
بغداد أنت دواء القلب من عجزٍ    بغداد أنت هلال الأشهر الحرمِ
أن تكون في بغداد العراق، فهذا يعني أنك في المغرب وموريتانيا والجزائر وتونس وليبيا ومصر والسودان وجيبوتي والصومال وجزر القمر واليمن وعُمان والسعودية، والبحرين وقطر والكويت والإمارات وسوريا ولبنان والأردن وسيدة الأرض فلسطين.
أن تكون في بغداد، وعلى صهوة المسرح، لكأنك في محرابٍ والروح ترنو إلى حيث أسرى الله سبحانه برسوله محمد الذي أرسله رحمة للعالمين، أسرى به من قبلته الثانية إلى قبلته الأولى ومن هناك عرج به إلى سدرة المنتهى، هو خيط ناي، هو حبلنا السري، تمشي عليه الروح تسري، من أرض أول الحضارة إلى سرة الأرض وسلمنا إلى السماء. وإننا إذ نرفع الكلمة إليها فلأنها ليست مسألة ضمير أو امتحان ضمير، إنها الضمير، وكل حرية في هذا العالم منقوصة دون حريتها، وكل حق في هذا العالم منقوص دون حقوقها، كل كرامة في هذا العالم منقوصة دون كرامتها، كل فرح في هذا العالم منقوص دون فرحها.
بيوتنا آيلة للسقوط حين تدمر بيوتها، أطفالنا يتامى حين يقتل أطفالها، حرائرنا أرامل حين تبكي نساؤها.
اليوم في بغداد نرفع راية المسرح انتصاراً للجمال والحق والخير، انتصارا للحياة في مواجهة الموت، ولنعلن جدارتنا بالحياة والإبداع، فروح العروبة المبدعة حية لا تموت رغم كل من يريد لها أن تندثر.
أولم يقل الشاعر محمود درويش
ونحن نحب الحياة إذا ما استطعنا إليها سبيلا
ونرقص بين شهيدين،
 نرفع مئذنة للبنفسج بينهما أو نخيلاً.
من هذه الصورة الجارحة الواضحة الكاشفة العارفة، أبدأ الليلة هذا النشيد، وأقول ونتخذ من المسرح الحر سبيلا، ومن رؤى المسرحيين الأبرار مرشداً ودليلاً، فديثرامب المسرح اليوم يعلو نشيداً لعزة الإنسان كي لا يعيش ذليلا، وكي لا يكون حقنا في أن نصوغ مصيرنا على مذبح الطغاة قتيلا. ونحب الحياة إذا ما استطعنا إليها سبيلا.
نحن المسرحيون نبتدع حلمنا من قلب جرحنا، نُصَدِقُهُ ونَصْدُقُهُ، ونمضي به ومعه حتى النهاية مؤمنين أمنيين على إبقاء شعلة الوعي وَقَادَةً، فنحن الراية حين تهتز كل الرايات، ونحن البصيرة حين تغشى البصائر العتمات، ونحن الكلمة حين يبتلع الخوف الألسن وتصمت الأصوات.
كلمة "د.جبار جودي"نقيب الفنانين- مدير عام دائرة المسرح والسينما.
وبعد ان تم عرض برومو عن العروض المشاركة في مسار جائزة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي،القى "د.جبار جودي" نقيب الفنانين العراقيين – مدير عام مؤسسة المسرح والسينما، كلمة مقتضبة قال فيها" اخيرا تحقق ماكنا نصبو اليه،باستضافة مهرجان المسرح العربي في بغداد،اهلا ومرحبا بكم في مدينتكم التي سترعاكم بعينها طيلة عشرة ايام من المسرح المتواصل،شكرا لكم،وشكرا لحضوركم".
نضال اشقر تلقي كلمة اليوم العربي للمسرح.
الفنانة الكبيرة"نضال اشقر" هي صاحبة رسالة اليوم العربي للمسرح لهذا العام، حيث كتبت كلمة قالت فيها" 
وسط هذا كله، وسط هذه الفوضى العارمة، وسط كل هذا الدمار، وسط هذا القتل والفساد، ومع كل ما يجري من حولنا من تدمير متعمّد لمدننا التاريخية الرائعة ولإنساننا وتدمير أرضنا وبحرنا وساحلنا ومدارسنا وتاريخنا وثقافتنا وذاكرتنا
ولا مرة قبل ذلك وخلاله واليوم فهمت المسرح إلا حياةً تستبق الحياة.
إن اﻹبداع وفرح اﻹبداع ونظرة اﻹبداع إلى الحياة والفن والكون، وانطلاقة اﻹبداع من الفكر النّير المنفتح الحّر، هو الحدث الأهم الذي غيّر مجرى حياتي نحو حياة أفضل ونحو حرية واعية.
واﻹبداع لا ينطبق فقط على الفنون، بل أيضاً على السياسة وتحرير السياسة من العادي ومن المسلمات والتقاليد العفنة.
والمبدع هو المحّرض ألرؤيوي الذي يحرك المستنقعات ويحّرك المسلمات القائمة ويخربط السكون. وهو الذي يخرج من الثابت إلى الأفق الوسيع البناء.
هذه الوثبة هي التي تخرجنا من العادي إلى عالم الحلم المجّنح وإلى استمرارية الحياة المنتجة المغامرة.
كيف لنا نحن المبدعون أن نشاهد المجازر والأطفال والقتلى والعائلات المدمرة والبيوت التي سُطحّت على الأرض في فلسطين والعراق ولبنان وسوريا وليبيا والسودان، وأن لا نعّبر بأعمال مسرحية وعلى مدى قرن كامل ما كنا شهوداً عليه.
ألسنا نحن مؤرخين من نوع آخر؟
السنا نحن مشاهدين ومسجلين للحاضر؟
السنا نحن ناقلين التراجيديا الإنسانية على المسرح كي تصل إلى قلوب الناس وعقولهم؟
ألسنا نحن من ينتزع الأقنعة عن كل وجه مزيف وعن كل قضية فاسدة؟
اليوم نحن في العراق، في بلاد ما بين النهرين، حيث كانت بابل وسومر وأكاد، وكانت نصوص الاحتفالات والصلوات والأعياد وكأنها مسرحٌ كبير. وكان جلقامش وإنكيدو، وكان ايضاً النص الحواري الأول الذي وصلنا وهو النص البابلي: “السيد والعبد”.
ثم كان الإغريق حيث أنطلق المسرح وانطلقت معه الديمقراطية، أو حيث كانت الديمقراطية وأنطلق منها المسرح.
ولم يتوقف هذا الفن الجماعي الإنساني إلى يومنا هذا بكل حلله التي تتماشى مع مختلف بلدان العالم.
لكي يلعبَ المسرحُ دورا ديمقراطيا فعالا، يجب أن تكون هناك ورشة عمل كبيرة وخطة تنهض بالبلاد وتحولها إلى خلية نحل، حيث يعمل فيها المثقفون والفنانون والطلاب والأساتذة يدا ًبيد للنهوض بمجتمعاتهم وبيئتهم إلى عالم من البحث والدرس والتمحيص والتعبير الحّر وصولا إلى المسرح. لذلك يجب أن تكون هناك العشرات من المراكز الثقافية والمسارح والمكتبات العامة كي يصبح المسرحُ أداةً فعلية ًوفاعلة في مجتمعاتنا.
أما اليوم، فان مدينة بيروت مثلاً تشهد أقفالِ مسارحها واحداً تلو الآخر، وتشيح الحكومة الطرف ولا تساعدها، لأنها لا تعتبر أهميتها في بناء المجتمع والشباب خاصة، وهو يدل على جهل وتراجع أكبر لدى الدولة والمسؤولين في فهم هذا الفن.
أما أنا فما الذي شدّني إلى ذلك الضوء؟ إلى تلك البقعة الصغيرة الساحرة التي تّجسد ما نريد وما نريد أن نقول وما نود ان نوصلهُ إلى الآخر أبعد وأبعد، أكثر وأكثر؟!
لعّل ما شدني هو بالذات تقهقرُ الديمقراطية في عالمنا والبحث عن أداة للتحريض إلى الحوار وعن واحة للتفاعل مع الآخر، لأنه رغم القمع الصريح أو الخبيث في مجتمعاتنا، فقد وجد المسرح اللبناني دائما طرقا ومحاولات جدية لإيجاد لغة مسرحية فعالة، والولوج بتجربته إلى العالم الفسيح. ولكنه لم يستطع أن يصبح جزءاً فعالاً من التغيير لعلةٍ في نظامه السياسي وتكوينه. أما بالنسبة للعالم العربي عامة فقد عرف أيضا ومضات مهمة في هذا الفن، حيث كان للمسرحيين عامة ما يكفي من الحنكة كي يلتفوا على الممنوعات والرقابة، وإن هذا لا يكفي لتعزيز دورِ المسرح كأداة للتعبير الحّر والديمقراطية.
إذ أن المسرح هو من يعيد الأنسان إلى روحه وجذوره ووجدانه، ويربطه ُ ربطا ً ًسحريا بأرضه ولغته وتاريخه ومستقبله، وهو في تكوينه يرفض كلّ ما يفرّق، ويجمعُ تحت سقفٍ واحدٍ، جمهورا ً متعدد الانتماءات ويحرض على الحوارِ المثمرِ وعلى الفعل والتفاعل.
” لكن الحوار كما نريدهُ ونبتغيه لا يستقيم فعليا بدون تعميم الديمقراطية واحترام التعددية وكبح النوازع العدوانية عند الأفراد والأمم على السواء
واضافت"إنطلاقا من هذه المسؤولية، وانطلاقا ً من ذلك المسرح الفريد الذي نتوق اليه: عالم ليس فيه حروب حقيقية ولا يراق دم ٌ حقيقي، ولا سيوف ولا رماح إلا من خشب ولا قنابل إلا من دخان لكنها تفعل في النفوس والخيال وهي أمضَى من السيف القاطع وأعمقُ من الجرح وأبعدُ من الواقع، عالمٌ يعتلي فيه الفقير العرش فيصبح حاكما ً في ثانية واحدة ويسقط الطاغية في ثانية ايضا ً ويقوم الشعب بثورة ويصل إلى مبتغاه بلحظة تجل ٍ مسرحي"..
أعتقد أن الفن الجماعي الذي يربط قضايا الناس ينعش الديمقراطية ويذكرنا بحقوقنا.
هذه المزايا تربطنا بعضنا ببعض وتخفف من آلامنا وشعورنا بالوحدة والانعزال وتشعرنا أننا نتشارك في بناء المجتمع ككل..
وإذا قيل: لا شيء في المسرح حقيقي ما دام هو هذا الحلم، نجيب، لذلك هو الحقيقة! ولعلها الحقيقة الوحيدة"" الكلمة كاملة مرفقة بالفيديو".
ثم اختارت الفنانة "نضال اشقر مقاطع من قصيدة للشاعر الكبير "نزار قباني" بعنوان"منشورات فدائية على جدران اسرائيل"وقالت:
ما بيننا .. وبينكم .. لا ينتهي بعام
لا ينتهي بخمسة أو عشرة ولا بألف عام
طويلة معارك التحرير كالصيام
ونحن باقون على صدروكم كالنقش في الرخام
باقون في صوت المزاريب .. وفي أجنحة الحمام
باقون في ذاكرة الشمس ، وفي دفاتر الأيام
باقون في شعر امرئ القيس، وفي شعر أبي تمام
باقون في شفاه من تحبهم
باقون في مخارج الكلام..
تكريمات:
 
 
وقد تم تكريم الفنانة نضال اشقر/ ووزير الثقافة"البدراني"،ووكيل وزارة الثقافة"قاسم السوداني"،ونقابة الفنانين العراقيين.
استعراض لجنة التحكيم.
وتم استعراض لجنة تحكيم المهرجان برئاسة الفنان السوري (أيمن زيدان) ، وعضوية كل من: المسرحي الفلسطيني (حسام أبو عيشة)، المسرحي الأكاديمي المصري (د. سامح مهران)، الصحافي والكاتب المسرحي الليبي (علي الفلاح)، والمسرحي الأكاديمي اللبناني (د. هشام زين الدين).
تكريم الفنانين العراقيين.
تم تكريم 23 مبدعا من الفنانين العراقيين، تقديرا لمساهمتهم في الحركة المسرحية ،وهم أحلام عرب، آسيا كمال، د. إقبال نعيم، آلاء حسين، بيات مرعي، جواد الساعدي،حاتم عودة، د. حكيم جاسم، د. حليم هاتف، د. حيدر منعثر، رائد محسن، د. سهى سالم، طلال هادي، عكاب حمدي، كاظم النصار، كريم رشيد، د. كريم عبود، كريم محسن، مازن محمد مصطفى، د. مثال غازي، د. محمد حسين حبيب، د. مناضل داوود، د. ياسر البراك.
الفنان حميد منصور: سلامات.
الفنان العراقي الكبير"حميد منصور"،ظهر في ختام ليلة الافتتاح، وغنى اغنيته الشهيرة"سلامات".
هذا وتتواصل العروض المسرحية لمهرجان المسرح العربي، على مسارح بغداد،كما تتواصل الندوات الفكرية، والمؤتمرات الصحفية، والاستوديو التحليلي، على مدار ايام المهرجان الذي ستعلن نتائجه مساء يوم 18/1/2024.
 


2023 © جميع الحقوق محفوظة - صوت العرب للسينما والثقافة والفنون