الفنانة نضال الأشقر : نحن بحاجة الى المسرح المقاوم الذي يساهم بالتنوير والوعي.
2024 ,11 كانون الثاني
رسمي محاسنة:صوت العرب – بغداد.
تحدثت الفنانة اللبنانية"نضال الاشقر" عن تجربتها الفنية، ورحلتها الثرية في عالم المسرح، وذلك في المؤتمر الصحفي الذي ادارة "د.بشار عليوي" وسط حضور كبير من المسرحيين والاعلاميين، في مركز المؤتمرات الصحفية بفندق فلسطين الميريديان وسط بغداد ضمن فعاليات مهرجان المسرح العربي /الدورة14، وذلك كونها صاحبة رسالة يوم المسرح العربي 2024.
وفي بداية حديثها اشارت الفنانة"الاشقر" الى سعادتها الكبيرة لبغداد،والتي تاتي بعد غياب  عشرين عاما على آخر زيارة لها، وقالت" انها تحب ان ترى بغداد بأجمل حلّة وهذا المهرجان يبرهن على ان بغداد بخير وسلام، وانها سعيدة للغاية برؤية القامات الفنية الكبيرة وهم يمارسون المسرح، مهنة الجنون والشغف والعطاء والايمان برسالة المسرح التنويرية".
وقد استعرضت الفنانة"نضال الاشقر" محطات مسيرتها الفنية، منذ طفولتها في ضيعتها ،وعن حالات الدهشة والشغف المبكر.
حيث استحضرت سنواتها الأولى وبداياتها التي عشقت فيها المسرح عن طريق صدفة محضة، وذلك عندما ذهبت وهي بعمر 10 سنوات مع اسرتها الى ضيعة اسمها( التلة الجميلة) للاحتفال بعيد السيدة، وذات المساء الجميل انتبهت الى مجموعة من الناس حول راقصة"غجرية"يرافقها عازف على الة البزق، تقدم لوحات جميلة من الرقص، رغم ثيابها الرثة، وكيف ان "الاشقر" اشتركت معها بالرقص،وسط تشجيع الجمهور، وتعتقد انه في تلك اللحظات ،قد تولد لديها حب المسرح والتعلق به ،وصولا الى مرحلة الاحتراف في تأسيس (فرقة المدينة المسرحية) في بيروت .
وتعتبر ان هذه الواقعة، هي بمثابة فعل مسرحي،له طقوسه،توافرت له اركان العرض الضرورية، حيث المكان والفنان والجمهور.
وقالت الفنانة"نضال الاشقر"" ان المسرح هو منارة بيروت وحصنها الحصين، وان هذا المسرح الذي لا يزال يقدم الأعمال التنويرية ذات المضمون الثقافي المنفتح،  واستطيع ان اطلق عليه اسم المسرح المقاوم وسوف يستمر  بصناعة الجمال.
واستذكرت الفنانة"نضال الاشقر" رواد المسرح اللبناني،واثنت على الفنان "رضا كبريت" معلمها الأول في عشق المسرح الذي تعلمت منه التمثيل والحركات المسرحية كما استذكرت بكل حب وثناء معلمتها رضا بارودي التي كانت تدرسها اللغة الفرنسية وتقوم بتقليدها في المدرسة، كما اشارت الى علاقتها بمعلمتها في اللغة العربية نور سلمان التي جعلتها تعشق اللغة العربية.
كما اشارت الفنانة نضال الاشقر الى مرحلة دراستها في الأكاديمية الملكية في بريطانيا، حيثاختيرت من ضمن 30 طالبا حيث تعلمت فيه تقنية التمثيل رغم دراستها الإخراج، وكيف انها تعلمت هناك ان المسرح يتكلم فيه الجسد بدل اللسان وهو الذي يعبّر قبل الكلمة، واشارت الى  الألماني (لابان) الذي كان يطبق على الناس تقنيات معينة في حركة الجسد ليقرر اين يصلح هؤلاء الناس.
وكذلك (مس بيدرو) معلمتها المسنة التي كانت تطبق طريقة (لابان) مؤكدة ان الفنان يجب ان يمتلك الموهبة اولا ومن ثم تتبلور التقنيات في الحركة والصوت وفق هذه الموهبة.
وقالت الفنانة"نضال الاشقر" من المهم فهم ومعرفة تفاصيل عناصر العرض المسرحي،لان اكتمال العناصر تؤدي الى عمل مسرحي منظبط، ونحن بحاجة الى المسرح المقاوم، المسرح الذي يقدم محتوى ناضج،وفق رؤية اخراجية واعية.
وتوقفت الفنانة"نضال الاشقر "الى مرحلة مابعد استكمال دراستها، وعودتها من بريطانيا بعد التخرج ورفضها للعديد من العروض الأجنبية للعمل في لندن بسبب حرصها وعزمها الأكيد على العودة الى لبنان وتأسيس مسرح في بلدها.
وقالت"بمجرد عودتي الى بيروت منذ خمسين عاما، اشتركت في مهرجان (سي الحوراني) وكان في نسخته الأولى. والذي شارك فيه أسماء عالمية في المسرح مثل الفنانة العالمية جون لوتلو ام المسرح في اوروبا، ثم تحدثت عن تأسيس فرقة (محترف بيروت للمسرح) ،واتصالها بالمسرحي" رضا كبريت "، وتقديم مسرحية (المفتش) للكاتب الروسي جوجول والتي وأثارت استياء السلطة آنذاك، وبعدها قدمت الفرقة عمل احتجاجي يساند القضية الفلسطينية اسمه ( مجدولين) الذي تعرضت فيه الى منع العرض والذهاب الى السجن.
كما تناولت "الاشقر" تجربتها في العراق عندما اسست فرقة مسرحية عربية تضم نجوما عربا من البلدان كافة وعرضها مسرحية ( الف حكاية وحكاية في سوق عكاظ) في بغداد وبقية العواصم العربية، بمشاركة الفنانين القديرين الراحل سامي محمد والفنان سامي قفطان من العراق اضافة الى فنانين من عدة دول عربية، وأثنت على مشاركة الفنانين العراقيين قبل ان يلتحق بهما الفنان محمد حسين عبد الرحيم الذي حلّ بديلا عن الفنان المغربي الطيب الصديقي الذي انسحب من العمل بسبب ارتباطات له.
وفي ختام المؤتمر فتح باب الحوار الذي شارك فيه الناقد اللبناني عبيدو باشا والفنان اللبناني نعمة بدوي والاعلامية المصرية غادة كمال والاعلامي المصري جمال عبد الناصر والناقد يوسف الحمدان من البحرين،والصحفي والناقد رسمي محاسنة من الاردن.
حيث دارت الاسئلة، حول المسرح العربي المعاصر، فيما اذا كان يقوم بالدور المطلوب منه على مستوى الشكل والمضمون، وكذلك عن محترف بيروت المسرحي، واهمية تواصل الاجيال،وامكانية تشكيل فرقة مسرحية عربية،وعودتها الى المسرح.
 


2023 © جميع الحقوق محفوظة - صوت العرب للسينما والثقافة والفنون