ماجده الرومي … بعدك بقلوبنا … ومن دون أي مجامله !!
2024 ,08 آذار
د.جمال فياض:صوت العرب – بيروت.
عادت وعدنا… هي عادت لتغني للحب، ونحن عدنا لننتظر ونسمع ونستمتع ونحب ونعشق . قدمت السيدة ماجده الرومي أغنية جديدة، وهذه المرّة، أغنية حب، ودفء وحنان وتساؤل. من كلمات الشاعر الجميل أميل فهد، وألحان الفنان الرقيق يحي الحسن، وبتوزيع من داني حلو …
بعدني بقلبك، حلوة متل ما كنت تشوفني؟
بعدني ببالك هاك الحبيبه اللي طلّتا بتسوى الدني؟
جاوب أنا عم بسألك
قول الحقيقة كامله
أحكيني متل ما بعرفك من دون أيه مجامله
بعدو اللي ما صار لحدا بيصير كرمالي إلي؟
يدخل اللحن، بتوزيع أوركسترالي بديع، مليء بالشجن والجمال، ويوحي بأنك في حضرة عمل سيمفوني ، تغلب الوتريات على موسيقاه، ويطلّ التشيللو ليقول أنا في الطليعة والأول على كل الوتريات الأخرى. وتقسيمة التشيليو (الصولو) فيها الكثير من الأناقة، والرفعة والفخامة. بدعة جميلة في الموسيقى، أن تحوّل نغمة “الكورد” الى أشبه ما تكون سيمفونية من موسيقى عالمية. كيف يستطيع الملحن والموزّع أن يصوّرا الموسيقى كمشهد درامي سينمائي مصوّر بالألوان الطبيعية، لشاشة واسعة في صالة سينما، من زمن السينما الذهبي …
سيدة في قصر كبير، تقف أمام الأمير الذي تحب، فتسأله وهي توحي بكبرياء وعنفوان، من وراء إحساس بأنكسار لا تعترف به .. إستطاع اللحن أن يوصل الموقف، ووضع التوزيع الصورة الواضحة للمشهد.
في أداء الماجدة، مشهد تمثيلي درامي، تجعل الخيال يذهب الى الصورة الكاملة، وتجعلك تستغني عن مشاهدة الكليب الجميل، فالأداء الجميل، يجعل من السامع مخرجاً ومصوّراً وكاتب سيناريو، يمكنه أن يشاهد ويتفنّن بتصوير الكليب في خياله.
صوت ماجده، سليم ونظيف ونقي، وعابق بالحب والشوق والإحساس، والعنفوان. وهي عكست نقاء الصوت، على الإحساس، فصار السمع متعة للقلب، وشجن في الشرايين، وكبرياء في الموقف.
في زمن عزّت فيه الكلمة واللحن والموسيقى الجميلة، تطلق ماجدة الرومي أغنيتها المتينة العناصر، وتسأل عن حالها في قلب يحبها، ونجيبها، “بعدك بقلوبنا، وبعدو اللي ما سمعناه من حدا”، نسمعه منكِ بكل شغف وشوق.. من دون أي مجامله !!
 
2023 © جميع الحقوق محفوظة - صوت العرب للسينما والثقافة والفنون