"غالية بنعلي" في ليلة من الغناء الصوفي والطرب الاصيل في فضاءات المسرح الشمالي /جرش.
2023 ,29 تموز
الفنانة غالية بنعلي على المسرح الشمالي /جرش.
رسمي محاسنة:صوت العرب – الاردن.
صوت مثقف، متعددة المواهب، لها القدرة على الربط بين انماط من الثقافات الموسيقية المتنوعة، ذكية بالتعامل مع الجمهور، تدور على المسرح مثل فراشة، ومنحازة الى القصيدة، وخاصة القصائد الصوفية، لتاخذ متابعيها الى مدارات من الصفاء والجمال، اضافة الى عفويتها في كل تعاملاتها.
انها الفنانة التونسية" غالية بنعلي"، ابنة "المطماطة" الساحرة في الجنوب التونسي،بكل صفاء طبيعتها، والمقيمة في بلجيكا، لتجمع مابين تناقض المكانين،وتقدم نفسها كفنانة لها شخصيتها وحضورها.
"غالية بنعلي" كانت في جرش، وتحديدا على المسرح الشمالي، هذا المكان الذي زارته في 2008،وحينها قالت في نفسها، سوف اغني على مسارح المدينة العتيقة "جرش"، وهكذا تحقق الحلم، لتقدم ليلة من الغناء الجميل، على المسرح الجنوبي، في احتفالية حضرها جمهور كبير، يتقدمهم القائم باعمال السفير التونسي في عمان.
اربعة عازفين" العود، كونترباس،ترومبيت، ايقاع"، لعازفين من تونس وبلجيكا والاردن،في الامسية الطربية ،حيث قدمتهم الزميلة"اخلاص العتوم"،ومنذ لحظة ظهور"غالية" استقبلها الجمهور بالترحاب، وكانت اولى لحظات تواصلها مع الجمهور بان طلبت مشاركتهم، وكأنها "بروفة صوت" بارتجالات على لحن اغنية"الف ليلة وليلة".
منذ هذه اللحظة امسكت باهتمام الجمهور، واخذته معها في تجليات اختيارتها من القصائد والاغاني،ومن باب "السهروردي"، دخلت الى مدارات صوفيه بقصيدة"ترياق"،بمن الحانها وصوتها المتمكن، واحساسها العالي،وحركتها على المسرح،لتستمر في اجواء صوفية مع "الحلاج" بقصيدة" والله ماطلعت شمس ولاغربت"،من الحانها ايضا،لتعطي المفردة من روحها واحساسها، بمرافقة عازفين مبدعين، سواء في تطويع الالات الغربية لصالح النغمة الشرقية، او في تلك الحوارات المبدعة مابين الالات.
ومن الحان "غالية"قصيدة الشاعر"الفيتوري" "شحبت روحي"، وتستمر في اجواء المفردة العذبة،لتنتقل الى قصيدة "مالي فتنت" للشاعر "علي الجارم"، لتنتقل الى تراث موسيقار الجيل"محمد عبدالوهاب" باغنية"يامسافر وحدك" التي قدمت عليها ارتجالات في الاداء.
وتواصل الفنانة" غالية بنعلي"، تنقلها بين النغمات العربية، بثقة وسلاسة،حيث تختار من قصائد الشاعر السوري"موفق الحجار"ومن الحانها،قصيدة"دع عنك"،ومن قصائد الشاعر الاردني "طاهر رياض" غنت من الحانها قصيدة" غاب عني".كما غنت "دقيقة" للشاعر "محمد جمعة،وهي من الحانها.
والقدود الحلبية،بجماليات مفردتها وايقاعها كانت حاضرة في الامسية،من خلال الشيخ امين الجندي، ب"هيمتني" التي غناها صباح فخري،وتتوقف بعدها عند رباعيات صلاح جاهين، من الحانها،باداء تعبيري الى جانب الاداء الصوتي، وتختم بالاغنية التونسية الشهيرة" لاموني اللي غاروا مني" من اغاني"لطفي بشناق"،والتي كتبها "بشير فهمي" ومن الحان "هادي جويني".
امسية فيها جمال الاختيار والصوت والاداء والحضور،وامام جمهور متعطش الى هذا اللون، وسط ضجيج التلوث السمعي الذي يدور حولنا.
وفي تصريح ل"صوت العرب" ، قالت الفنانة"غالية بنعلي"" انا سعيدة جدا بتواجدي هنا في هذا الفضاء المسرحي الساحر، وفي مهرجان جرش الذي يعتبر في طليعة المهرجانات العربية، وايضا هذا الجمهور المتذوق للفن الاصيل، حيث بقي متفاعلا ومتواصلا طوال الوقت،فقد كانت ليلة عشتها مع الجمهور في اجواء من الروحانية والجمال".
وفي نهاية الحفل قام مدير المسرح – مدير سياحة جرش- "فراس الخطاطبة"، والقائم باعمال السفير التونسي في عمان، بتسليم الفنانة" غالية بنعلي" درع مهرجان جرش، تقديرا لمشاركتها في المهرجان.
 
2023 © جميع الحقوق محفوظة - صوت العرب للسينما والثقافة والفنون