2023 ,11 كانون الأول
د.فوزية ضيف الله – صوت العرب – الشارقة.
قدمت "جمعية ايحاء للفنون الركحية" مساء السبت الموافق للتاسع من ديسمبر ملحمة " اولاد العالية " او "المزوزة". ضمن ليالي مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي في دورته السابعة. كتب النص وقام بالاخراج "سلي عبد الفتاح "وقام المخرج المسرحي التونسي "حافظ خليفة "،بالاشراف الفني.
تدور الحكاية التي استوحيت من التاريخ الحساني الموغل في القدم لموريتانيا بين امارتين : قبيلة أولى تتعجب من خسرانها للمعارك قبالة القبيلة الفائزة وتتصور أن سبب الخسارة هو الفرس المزوزة، وهي فرس حليقة الشعر.
يقتضي في نظرها كسب الحرب بافتكاك الفرس التي تشتت الجموع خلال الحرب ،كأنها ساحر الزنج الأكبر،يغامر عمر ابلي ويترك حبيبته مليكة قاصدا الامارة لجلب الفرس وتعطي له مهلة عام. يحظى بالكرم والضيافة، ويتنكر باسم مستعار ويدعي أنه يعلم الأطفال. وقبل انتهاء المدة فكر في سرقة الفرس فانكشف أمره وعادت له آلة التيدنيت التي اهداها للأمير المحب للفنون.
يسجن مع آلته..فيعزف لحن "المشوش" ويلفت انتباه الأمير الذي فتن بعزفه فيعفو عنه ويعطيه المزوزة. يعود عمر الى قبيلته موفيا بوعده لمليكة وللامير. لكنه يصر على ارجاع المزوزة امام فيض الأمير السخي. يتفقان على لقاء سلمي ويتم الاحتفال بينهما بعودة السلام. أن الفن هو رسالة للسلام. وليست الفرس الا وسيلة و أداة لتحريك الاحداث
عادت هذه الملحمة للحكاية الشعبية، للموروث الشعري والسردي والغناء وطرزت الحكاية الحقيقة على ايقاع خاص هو الطرافة. فراوح العرض بين الهدوء والعمق، بين إيقاع الشعر وايقاع الصورة، إيقاع اللون والضوء. كما راوح بين الحركة والسكون، النور والظلمة، الحدث وأثره، ونجح في تشكيل الفضاء المسرحي المفتوح وسط ثنائية الفراغ والامتلاء. توافقت موسيقى الحكاية مع حركة الممثلين وتوافقت الملابس مع السرد والمعنى.
وكانت نقطة القوة الأولى في العرض هو الحضور المميز للمرأة الموريتانية التي تقرض الشعر الغزلي بكل طلاقة وجراة ،وتتقن مهارات حربية أخرى ،الى جانب جمالها وغنجها واكتسابها بايقاع خاص يظهر في مشيتها ورقصها وتفاعلها مع الأحداث.
أظهر هذا التعاون بين المخرجين التونسي والموريتاني أن الصحراء هي واحدة ،وان اختلفت زوايا النظر . وكانت ليلة عرض الملحمة بالشارقة درسا آخر لكل المهتمين بالأداء المسرحي في الصحراء.