اللحظات التجريبية الكبرى في المسرح العراقي المعاصر.
2023 ,08 تشرين الأول
المخرج كاظم نصار.

سعد عزيز عبد الصاحب:صوت العرب – العراق.

يكتب (كاظم نصار) (1960 ـ ) مسرحا مرتبطا بالمجتمع والسياسة وتحولاتهما وكأنه عالم اجتماع او سسيولوجي قادم من مركز ابحاث وطني يقع في اطلالة عليّة تشرف وتشاهد ما تحتها بمرقاب حساس : حركة الناس .. الفاظهم .. ازياءهم .. سحناتهم .. ايماءاتهم .. وتأثيرات الحياة وتقلباتها عليهم ، هو يشترع لنفسه التوغل في ظواهر الحرب وما بعدها مكتشفا ان افضل منهج فني لعكس هذه الظواهر هو (التعبيرية) بوصفها مسارا منطلقا من الذات لرؤية المجتمع والعالم ، في ضوء الطريق الوعر والمؤلم الذي يسلكه الفرد كطريق الالام للوصول الى لحظة تطهيرية كبرى يتخلص فيها الفرد من ادرانه واحقاده وذنوبه مخلفا عالما تملئه الدعة والسلام ، فجاءت اولى تجاربه في التعبيرية مسرحية (حياة مدجنة) وهي اعداد مبتكر لرواية (ولم يقل كلمة ) للالماني (هاينرش بل) الى المسرح نفذه الشاعر والناقد (عبد الخالق كيطان) وأخرجه النصار ومثل دور البطولة فيه مع الراحلة (نغم فؤاد) بعد ان انسحب الممثل الرئيسي للدور قبل خمسة ايام من العرض ، ويا لها من مفارقة ان يحصد النصار في مهرجان منتدى المسرح عام 1993 جائزة افضل ممثل في المهرجان وهو لم يحصل على تمرين كاف للدور لكنه امتلك جوهر الشجاعة تلك اللحظة وذاد عن حلمه الاول ، تحكي المسرحية قصة زوجين يبحثان عن مكان آمن لممارسة الحب والحديث الهادىء بعد ان ضاقت بهم الامكنة بسبب القصف المستمر ودوي المدافع وصفارات الانذار ، وليقتصد النصار في كل شيء كلمات حوار قليلة طافحة بمشاعر هادرة مع (دوشك سفري مطاط) يتنقل به الزوج ينفخ فيه احلامه المؤجلة وسفر حياته الملئ بالرعب والخوف والاستلاب ، يؤسس النصار في عروضه الاولى لواقعية تعبيرية جديدة تبدأ من اختيار النص وحساسيته الفائقة في هذه القراءة ، ففي استشرافه لنجاح العرض المسرحي يذكر النصار ان اختيار النص الجيد يمثل نصف نجاح العمل والسير فيه باراض صلبة لا انهيارات فيها ، وهذا المعيار نابع من المراهنة على ثقافته الشخصية والتحولات السسيو ـ ثقافية للمجتمع وما يحتاجه من قراءات لتنفيذها على الخشبة ، وقدم بعد ذلك مسرحية (امام الباب) وهي المسرحية الوحيدة التي كتبها القاص الالماني (بورشرت) نجد فيها ثيمة الحرب مشتعلة فهنا شاعر يريد الانتحار بعد ان وجد مدينته مخربة فيحاول الانتحار بأصرار ويرمي نفسه في النهر لكن سمكة (امراة) تنقذه ويقدم فصولا من مأساته ورعب الحرب ونتائجها ، كان المشهد الاخير في العرض يلخص الشلال الدموي الذي كان ينزل بقوة مهددا حياة الناس بلونه الاحمر القان ورعبه الفاقع ، او في انفتاحه على نص (عائلة توت) لـ (استيفان اوركني) في نقده للدكتاتورية بشكل رمزي اسقاطي واضح على الوقائع الحاضرة آنذاك ، كان النصار يحاول ان يقيم وزنا للنص المحلي وهو يذكر دائما ان لا قيام لحركة مسرحية وطنية من دون النهوض بالنص المحلي والاخذ بيده مهما كانت فيه من نواقص او هنات بنائية او جمالية ، وهو في هذا المسعى يشكل احد اهم المخرجين المشتغلين على النص المحلي من مخرجينا الحداثيين اذ اشتبك مع نص (السحب ترنو الي) لـ (عواطف نعيم) وهو نص يحكي قصة امرأتين تفقدان احبائهما في الحرب ومعاناة انتظارهما في محطة قطار مهجورة او منطقة حدودية تطل على يوتوبيا وعوالم جديدة من وراء عارضة لنقطة تفتيش ، هنا امتلك العرض قدرة بصرية على تحويل نسق السرد في المناجاة والدعاء لدى النسوة الى لغة بصرية ضاجة بالديناميكية والخيال الشعري ، حاز العرض على جائزة افضل عرض فني متكامل في مهرجان المسرح العراقي الخامس وتم سفره الى الاردن ليعرض في احد مهرجاناتها ، لم يفارق النصار النص المحلي بعد نجاح تجربته في (السحب ترنو الي) بل عززه بتجربة اخرى مع الشاعر (كريم شغيدل) بنص (ارض جو) وهو نص اقرب لاجواء مسرحيات العبث واللامعقول تقع احداثه في مطار مهجور يستلم طرودا غريبة بالاحرى لم تكن طرودا بل كانت صحراء قاحلة وارضا مهجورة فلا احد يأتي ولا احد هناك في كناية واشارة واضحة لبلادنا وما آلت اليه من جدب وذبول في علاقتها مع العالم الخارجي ، وفي عرض اخر في تسعينيات القرن المنصرم يتعالق النصار مع نص (جزرة وسطية) للشاعر (خالد مطلك) وهو نص رمزي يشير الى حكاية واقعية بشخوصها التي تسكن جزرة في شارع عام تصبح بيتهم ثم يدب الخلاف بينهم لبيع البيت وتقاسم تركته التي هي الضياع والتشرد ونتائج الحروب والحصار ، حقيقة الامر كانت هذه العروض تحمل رسائل مشفرة وكودات ليست بريئة ، في مضانها تكمن معاني الاحتجاج والتحريض على عمليات الهجرة الممنهجة للكفاءات العراقية ومحاولة شرذمة الشعب والهائه بجمع قوته اليومي ولهاثه وراء العيش لسد رمقه ، والاشارة الى العزلة القاتلة التي تعيشها البلاد آنذاك ، ولا يمكن نسيان عرض ملحمي شعري مهم قدمه النصار في منتدى المسرح كان بعنوان (لا تطلق النار انها قلعة اور) عن مجموعة اشعار لـ (حميد سعيد وفاروق سلوم وعزيز عبد الصاحب ) تحكي قصة حوار جرى بين طيارين امريكيين يقودان طائرتين حربيتين شاهدا دبابة تحتمي في زقورة اور التأريخية في الناصرية فجهز احد الطيارين صاروخه لضربها فنهره الطيار الاخر قائلا بأن هذه القلعة تمثل تاريخا ومعلما حضاريا قديما للعراق فطارا بعيدا عنها ، كانت سينوغرافيا العرض مثيرة وهي مكللة بالشموع التي زرعها السينوغراف (سنان العزاوي) على جدران المنتدى وأدخل الجمهور في جو طقسي ، مع عزف مباشر وحي على العود ، لم يسجل العرض تلفزيونيا ولم يكتب عنه للاسف اذ كان احد العلامات التجريبية الفارقة في توظيف فضاء منتدى المسرح للعرض الشعري الملحمي ، وأستمر النصار في حركته المسرحية الدؤوبة التي لم توقفها منغصات اقتصادية او اجتماعية او رقابية انما كان كقطار الشرق السريع يمرق بسرعة خاطفة لا يتوقف الا في محطات قليلة للاستراحة وتأمل ما انجز ، فكانت قراءته العراقية لنص (تشيخوف) المعروف (بستان الكرز) وعرضه في منتدى المسرح ايضا هذا الفضاء الاثير على قلب النصار وذاكرته ، هذا المكان الذي لم يكن فقط واحة تجريبية لعروض الشباب انما كان منصة احتجاجية وتحريضية ضد السلطة الدكتاتورية وكان الرقيب الرسمي يدخل فضاء المنتدى ويجلس بين متفرجيه محاولا كتابة تقريره الامني عن هذا العرض او ذاك لكنه يبوء بالفشل لان العروض التي يشاهدها مرمزة ومشفرة وتحتاج الى قاموس او معجم اكسفورد لحل شفراتها واحجياتها ... !!، يقول (كاظم النصار) : ( قرأت نص بستان الكرز وسحرني ، كان النص طويلا ومليئا بالتفاصيل وشخوصه كثيرة لكن هناك جملة تتكرر في النص ظلت تتردد : اين الموسيقيون .. هل وصل الموسيقيون ؟ انهم قادمون .... اعددت النص وكأن تشيخوف كان يقول اين ذهب الموسيقيون الحقيقيون صناع الحياة ، كثفت النص وجعلته خمس شخصيات فقط هم السيدة العائدة لمنزلها واخوها (جاييف) وابنتها والطالب (تربليوف) والتاجر (لوباخن) الذي يفوز بشراء البستان اخيرا بالمزاد بعد ان اعتبرته ثائرا مؤجلا ، لكنني بنيت فرضية العرض الجديدة على انهم فرقة موسيقية يحملون آلات موسيقية يعزفون نشازا وبأنتظار العازفين الحقيقيين ) كان العرض لحظة استشرافية كبرى للتحول السياسي الذي وقع عام 2003 في ضوء القراءة التأويلية للقادم الجديد الذي سيشتري البستان / الوطن ويدمر الاسرة التي لم تقم وزنا لبيتها وتاريخه ، كانت القراءة الاخراجية المغايرة للنص العالمي حاكمة ذلك الزمن وكان الجمهور يدخل لهذه العروض ويشاهدها وهو يبحث بمرقاب ذكي عن هذه القراءة المغايرة للنص المعروف والراسخ في الوعي الجمعي بعكس ما كان يحصل فترتي الستينيات والسبعينيات حيث النص الكلاسيكي يقدم على علاته وبطرازيته وبيئته الثقافية القادم منها ، اذ اسهمت حركة النقد عندنا في التسعينيات في الترويج لقراءة المخرج بوصفها نص اخر محايث للنص الاصل وسيادة فكرة (موت المؤلف) او الاقتصار بجعل النص علامة واحدة من علامات العرض الثمان كما يحدد (كافزان) لقد انعكست هذه القراءات النقدية المنهجية على ثقافة المخرجين آنذاك وكانت لحلقات الجلسات النقدية في منتدى المسرح ـ التي كان يئمها مثقفون وادباء من مختلف الاختصاصات الفنية والادبية ـ الاثر البالغ في تطوير فهم ووعي النصار بأهمية العملية النقدية ومناهجها وانعكاسها على التجربة المسرحية وتطويرها ، وحاول أيضا ان يجدد في اشكال عروضه المسرحية بأستعارة وسائط تعبيرية فنية جديدة وظفها داخل بنية العرض المسرحي ، فمن وقت مبكر غامر النصار في ادخال الرقص التعبيري الحديث لعروضه وكان له ذلك في مسرحية (عرس الدم) للوركا ، حين ادخل الراقص الموهوب (ضياء الدين سامي) لعمل ثلاث رقصات دراماتيكية في المسرحية صعدت من نبض العرض وايقاعه فكن رقصات مدهشة ضمن البنية الدرامية للعرض وليست طارئة عليها اي بمعنى انها تكملان الحدث وتضيف لغة بصرية اخرى للخطاب اللغوي ، اعد النصار النص اعدادا ذكيا حين ابقى على شخصيات الخطيبة والام والخطيب والجواد وابتكر شخصية المحقق وكانت الدلالة الرمزية والاسقاط السياسي جليا في العرض حين تناهبت الخطيبة / الوطن اذرع الخاطفين من المتوحشين والمغمورين وشذاذ الافاق بهدف الايقاع بها واستلابها ، استثمر (كاظم النصار) وعيه السياسي والاجتماعي بتحولات بلاده في عمله المسرحي وكانت له حساسية يومية فائقة في مراقبة الوقائع وتحليلها والكشف عن مضمراتها وخباياها معتقدا ان الخطاب المسرحي في البلاد قد تغير من الترميز والتشفير والاشارة الى الخطاب الحر بعد ان زالت سلطة الرقيب وتحولت الى ضمير اجتماعي جمعي ، واضحى الرقيب الانساني والفني شاهدا على الجرائم التي اقترفت بحق شعبنا من التفجيرات والعنف والقتل على الهوية والاقصاء السياسي والارهاب الوافد ، وعلى هذا الشاهد ان يمسرح هذه الوقائع ولكن بصياغات فنية متعالية غير خطابية او مباشرة ، وهذا ما جر النصار للتعالق مع نصوص (الفجائع العراقية) وتراجيديتها ووجدها متجسدة في نص (جواد الاسدي) (نساء في الحرب) ليقدمه في فضاء قصي مهمل على خشبة المسرح الوطني في بغداد مصعدا الجمهور على الخشبة لتوفير حميمية وخصوصية للعلاقة بين العرض والمتلقي ، وحكاية المسرحية تسرد قصص ثلاث لاجئات عراقيات يعشن في (كمب) في المانيا ينتظرن موافقة السلطات الالمانية على قبولهن كلاجئات ، في حقيقة الامر تحولت بنية العرض لدى (كاظم النصار) من منطق المونولوج الفردي للشخصية الدرامية في عروضه والذي فرضه المنهج (التعبيري) سابقا الى التصور البوليفوني متعدد الاصوات في عروضه ما بعد 2003 فنلاحظ تعدد المنولوجات الداخلية لشخوص مسرحياته في البوح والاعتراف والاقرار بالحقائق والحلم بالات ، واكتشافه لشخصيات ظل صامته او مراقبة للحدث تخدم العرض من الناحية التقنية كما في ابتكاره لشخصية (المحقق) في نساء في الحرب و(الدمية) في عرض (مطر صيف) و(المضيف) في (احلام كارتون) اضافة لمأزق المكان وضغطه المتوتر الذي يضع فيه شخوصه في عروضه الجديدة كما في (الكمب) في نساء في الحرب و (المسرح) في (خارج التغطية) و(الطائرة ) في (احلام كارتون) اذ يتشيئ المكان لديه متحولا الى مكان مأساوي بأمتياز تحاول الشخصيات الهروب منه او الموت فيه ، يحاول النصار في عرض (خارج التغطية) ان يباشر في قراءة اخرى للوقائع من منظور (تهكمي)(ساخر) ومن هذا العرض بالذات سيصار الى التحول الاسلوبي والمنهجي في مسرحه ، اذ ان البذرة الاولى للتحول الى الـ(بلاك كوميدي) او (الكوميديا السوداء) هو في مسرحية (خارج التغطية) فهو يقول : ( بعد عرض نساء في الحرب بدأت البحث عن نص جديد يتوافق مع رؤيتي لتقليب الظواهر السياسية والاجتماعية في بلادنا وهنا وبعد ثلاث اعوام من انهارمن الدماء والعنف الذي اجتاح بلادنا ، وبعد ان فرخ العنف عنفا مضادا وصارت البلاد مسرحا كبيرا لعمليات التفجير .. انهم يتفننون في التفجير .. يتفننون في قتل الناس .. في هذه الاجواء اعاد الشاعر (كريم شغيدل) كتابة نص (مشعلو الحرائق) لـ (ماكس فريش) بعنوان جديد (خارج التغطية) اجريت سلسلة استعدادات والفرضية الجديدة تحويل مكان الحدث من بيت الى بناية مسرح ، المسرح بوصفه رمزا للتعليم والتنوير رمزا للحياة ، اثناء بسبب ما جرى من عنف وتفجيرات وصراع تتوقف عروض فرقة مسرحية لكنهم يستمرون بالبروفات يوميا على مشاهد من مسرحية (هاملت) يتسلل اثنان بحجة واخرى الى المسرح ويفجرانه لاحقا ) اصبح ارتباط الوقائع والحوادث اليومية وثيقا بالمضمون والشكل الاخراجي للنصار حتى مع تعالقه بالنصوص العالمية اذ اصبحت فضيحة الشارع وما يرتكب فيه من فضائع اكبر من الدراما نفسها واكثر جسامة وهولا ، وامسى النص الدراماتورجي الجديد يكتب داخل البروفة نفسها وذلك في فرص الانتاج اللاحقة للنصار وخصوصا في عرض (احلام كارتون) نص (كريم شغيدل) اذ تحول الممثل الى حكواتي ساخر ينقل مشاهداته اليومية ويدونها بجسده وحسه ولغته داخل فضاء البروفة وطغت دراما تورجيا الممثل وارتجالاته وخياله على اي حقيقة مرسومة سلفا ، وهنا تحول العرض التراجيدي السابق لدى النصار الى نص عرض حافل بالفانتازيا والسخرية والتهكم والكوميديا والكاركترات غير النمطية ضمن اسلوب (الكابريه السياسي) يتركز نص عرض مسرحية (احلام كارتون) في صراع جدلي للانماط الثقافية والاجتماعية مثقف ومطربة وجندي وراديكالي (اسلامي) ومضيف الطائرة الذي يلعب ادوارا اخرى صامتة ، يلتقي هؤلاء في صالة المطار ويحلمون بالطيران لكنهم يكتشفون في النهاية انهم ما زالوا في صالة الانتظار وان الرحلة تأجلت لاسباب امنية ، كان العرض مكملا لما بدأه النصار في عرض (مطر صيف) نص الكاتب (علي عبد النبي الزيدي) وتقليب ملفات الصراع السياسي ولكن نسبة الجرعة كانت اكبر في عرض (احلام كارتون ) من الكوميديا السوداء ، في (مطر صيف) يعكس النصار في قراءته السياسية النابهة جدلا لتحولات البلاد من خلال امراة تنتظر زوجا خرج ولم يعد لفترة طويلة .. يعود الزوج متخفيا باشكال ثلاثة مختلفة هي ترميز او استعارة لنوع النمط السياسي الحاكم في البلاد (قومي او اسلامي او ماركسي ..) يستمر النصار في البحث والتنقيب في نسقه المسرحي الجديد (الكابريه السياسي) بعد ان نجحت عروضه السابقة وحققت اهدافها في احداث (تواصلية) جديدة مع المتلقي كانت غائبة في عروضه السابقة ، ليأخذ فكرة اطارية من مسرحية (كرنفال الاشباح ) للفرنسي (دوبريه) ليكتب بنفسه نصه الجديد المعنون (سينما) وهنا اراد النصار ان يعمل انطولوجيا للموت والفقدان العراقي عبر اربعة عقود ، مقبرة تضم جنرالا مات في الحرب وشاعر مات في الحصار بحادث شاحنة وكذلك صحفية وسائق سيارة تكسي يموتان اثر تفجير انتحاري ، ثم حارس المقبرة ودفانها .. يحتج هؤلاء الموتى ضد امتلاء مقبرتهم بمزيد من الموتى حتى ضاقت بهم الارض وكل منهم يسرد حياته قبل الموت ، ثم يشكلون مجلسا بلديا للدفاع عنهم ثم يختلفون عمن يكون الرئيس . في كل هذه العروض التي قدمها النصار كانت ثيمة الحرب وثيمة الهجرة وثيمة الاستنساخ السياسي وثيمة تصارع الانماط الثقافية وثيمة الانتظار وثيم اخرى صغيرة متوافرة على شروط التلقي النخبوي لكن كان لتلقي عروض الكوميديا السوداء ضمن منهج الكابريه السياسي هي الماثلة في نجاحها في استقطاب الجمهور الواسع .

 

2023 © جميع الحقوق محفوظة - صوت العرب للسينما والثقافة والفنون