المخرج الفلسطيني "إيليا سليمان" رئيسا للجنة تحكيم مهرجان تطوان لسينما البحر المتوسط.
2024 ,13 آذار
المخرج الفلسطيني "إيليا سليمان"
صوت العرب:تطوان – المغرب.
اختار منظمو مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط المخرج الفلسطيني المبدع إيليا سليمان، الذي حظيت إنتاجاته  بتقدير أكبر المحافل السينمائية الدولية، رئيسا للجنة تحكيم الأفلام  الروائية والوثائقية الطويلة، المتبارية على جوائز الدورة الـ 29 المزمع تنظيمها من 27 أبريل إلى 4  ماي 2024.
وأكد المنظمون أن هذه الدورة ستراهن على أن تكون فسحة للاستمتاع بالعوالم الساحرة للفن السابع، ولاستضافة الفنانين وصناع السينما بحوض البحر الأبيض المتوسط وللاحتفاء بجديد الإبداعات السينمائية المتوسطية، خاصة منها تلك التي تنتصر لقيم السلام والعدالة والحداثة والتمدن.
ويأتي اختيار سليمان لترأس لجنة تحكيم المهرجان بمثابة تحية للمقاومة الفلسطينية، ولشهداء غزة، الذين قضوا على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي الغاشم.
المخرج"ايليل سليمان" من مواليد الناصرة في شمال فلسطين، وحصل على جائزة لجنة التحكيم في مهرجان كان عام 2002 عن فيلم “يد إلهية”، والجائزة الأولى بمهرجان فينيسيا للأفلام سنة 1996 عن فيلمه “سجل اختفاء”.
في فيلمه يصور المخرج الفلسطيني العصامي التكوين، حيث علم نفسه بنفسه، مجتمعا فلسطينيا ينهار تحت الاحتلال، وينجر نحو العبث. ويخيم عليه شعور دائم بوجود عنف كامن قابل للانفجار، لكن دون إظهار ذلك بشكل واضح.
ومكنه فيلمه الروائي الثاني “يد إلهية” من أن يكون أول فلسطيني ينافس في مهرجان كان للفوز بالسعفة الذهبية.
وتتمحور قصة هذا الفيلم الرومانسية حول رجل فلسطيني من القدس الشرقية التي ضمتها إسرائيل عام 1967 وامرأة من مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة، المدينتين اللتين حال بينهما حاجز عسكري إسرائيلي، ما يجبرهما على الالتقاء في موقف للسيارات قريب.
وقال سليمان “أن تكون فلسطينيا فهذا تحد في حد ذاته”. وتابع “يجب أن تخرج عن هذا الخطاب القائم عن فلسطين، وأن تصنع فيلما له بعد عالمي”.
وأفلام إيليا سليمان قائمة على الرواية التأملية، ومبنية على مشاهد صامتة مع حوار متفرق صمم بمهارة يرافقها خيال جامح.
وقال المخرج أيضا “لقد وصلت في وقت لم تكن قبله أفلام كثيرة تعاملت مع مسألة فلسطين، وقد وضعت مسألة فلسطين مع فكاهة بخط عريض”.
وبدأ "سليمان" المقيم في العاصمة الفرنسية باريس، ينتج الأفلام في نيويورك حيث عاش بين العامين 1981 و1993.
وكان أول فيلمين قصيرين له “مقدمة لنهاية جدال” الذي ينتقد طريقة تقديم العرب في أفلام هوليوود وفي وسائل الإعلام، وفيلم “تكريم بالقتل” الذي يستحضر إحدى ليالي نيويورك خلال حرب الخليج.
وعاش المخرج إيليا سليمان لفترة من الوقت في القدس التي ظهرت مع الناصرة في أول فيلم روائي طويل له حمل عنوان “سجل اختفاء” وأنتج عام 1996.
وعلى غرار كل أفلام سليمان، كان معظم الممثلين في العمل غير محترفين بمن فيهم والداه. وحاز الفيلم جائزة “لويجي دي لورينتيس” عن أفضل فيلم في مهرجان البندقية السينمائي.
وبعد نجاح “يد إلهية” في "كان"، أنجز سليمان فيلمه الروائي الثالث “الزمن الباقي” عام 2009. واستوحى إيليا قصة الأسرة الفلسطينية في الفيلم من كتابات والده الناشط الفلسطيني، ورسائل والدته إلى الأقارب الذين استقروا في المنفى بعد قيام الكيان الاسرائيلي.
ونافس الفيلم في المسابقة الرسمية لمهرجان كان في دورة عام 2009، وفاز بعدة جوائز في العام نفسه في مهرجاني أبوظبي السينمائي ومار ديل بلاتا في الأرجنتين.
وفي جعبة سليمان مجموعة أخرى من الأفلام القصيرة التي أخرجها، ومن بينها فيلم “الحلم العربي” الذي يشكك في الحياة في المنفى.
في فيلم “لا بد أن تكون الجنة”، يتفحص سليمان مرة أخرى وجوده، وكأنه يطارد الأجوبة مسكونا بهويته الفلسطينية.
 
2023 © جميع الحقوق محفوظة - صوت العرب للسينما والثقافة والفنون