رسمي محاسنة: صوت العرب – الفحيص – الاردن.
ليلة استثنائية، ومشاركة تليق بالفن المصري العريق، وتليق بمهرجان الفحيص،وبابداعات نجوم الاوبرا.
ليلة افتتاح المهرجان، في فضاء الفحيص،وامسية من الغناء الجميل، وبعض من مخزون رواد وموسيقى مصر، التي في كل مرة تؤكد ريادتها، وحضورها الوازن،وانها ام الدنيا.
نجوم دار الاوبرا، مطربين وموسيقيين، حيث الجمال والاحتراف والرسالة، رسالة تذهب باكثر من اتجاه، منها ان ترشيح وزيرة الثقافة المصرية، الفنانة"د.ايناس الدغيدي"، هو اختيار مقصود لفرقة دار الاوبرا،ليعكس هذا الاختيار، عمق العلاقة بين الشعبين الاردني والمصري، وايضا يحمل رسالة ان " مصر" متجددة، ومرتبطة بجذورها، وانه رغم كل الفوضى في الفنون، الا ان "مصر" متمسكة بموروثها، وحريصة على تواصل الاجيال، والمحافظة على الذاكرة من التلوث السمعي، وان الجمال والابداع، لن يحتجب خلف هذا الصريخ تحت مسميات" الغناء"،بل يفرض نفسه من خلال اصوات حقيقية، وموسيقيين محترفين.
فرقة موسيقية غالبية اعضائها اكاديميين، واصوات مثقفة، ومايسترو يتماهى مع النوته، وجمهور ذواق، يعرف قيمة الفن الاصيل، ويسعى اليه، يتابع نجومه، ويتفاعل معه.
هذا هو عنوان ليلة افتتاح المهرجان مع فرقة دار الاوبرا المصرية،اربعة اصوات، كل واحد منها عالم من الجمال والاحساس.
البداية كانت مع المطرب" محمد حسن"، الصوت القادر على التنقل بسلاسة بين الالوان، والتجسير مابين الكلاسيكي والمعاصر، حيث بدأ الامسية المميزة، بواحدة من اغاني المطرب "محرم فؤاد" وهي اغنية" الحلوة داير شباكها"،من كلمات مرسي جميل عزيز، والحان العبقري" محمد الموجي"،وقد اداها الفنان "محمد حسن" بامكانيات صوته،واعطاها من احساسه، كواحدة من الاغاني التي تنتمي الى اللون الشعبي الطربي.
بعدها غنى" طاير ياهوى"، وختم باغنية"محمد منير" المعروفة" علّي صوتك بالغنا"،وذلك ضمن مسؤولية واهداف الفرقة، بالمزج مابين القديم والجديد،وتقديمه للجمهور بمختلف فئاته ومستوياته.
الصوت الدافيء، المطربة" اّيات فاروق"،الاحساس العالي، الذي تلون به الكلمة،ادهشت الجمهور بهذا الاداء المتقن،وافضل من غنى ل"نجاة الصغيرة"،والبداية كانت مع اغنية"الطير المسافر" بمفردتها العذبة التي صاغها "محمد حمزة"، وجملتها اللحنية التي ابدعها" بليغ حمدي"، حيث الحنين والافتقاد، كل ذلك جسدته "اّيات" باداء مدهش،وبعدها قدمت اغنية" ايه هوه ده"، من اغاني فيلم " الشموع السوداء"،وختمت بواحدة من روائع" قيثارة الغناء العربي" وهي اغنية "عيون القلب" التي كتب كلماتها الخال" الابنودي"، والحان" الموجي".وادتها "اّيات" باسلوبها وشخصيتها، وقدرة صوتها، واحساسها، فكان هذا التاثير الساحر على جمهور الفحيص.
المطرب"وليد حيدر"،الصوت القادر على اداء الصعب،اختار من تراث الموسيقار "فريد الاطرش" اغنية"ياحبايبي ياغايبين" التي غناها في فيلم" نغم في حياتي"،وبعدها اختار من روائع "سيد مكاوي"، وغنى" ماتفوتنيش انا وحدي"،التي كتبها "حسين السيد" ومن الحان" مكاوي".
المطربة "مروة ناجي"، الصوت المثقف، قدمت الوانا مخلفة في ختام "ليلة الاوبرا"،بدأت مع اغنية وردة" في يوم وليلة"، وبعدها اغنية" اما براوة"،وتعاملت مع الجمهور بذكاء، عندما اشركته في الترديد والغناء معها،لتاخذ الجمهور الكبير معها الى اجواء روحانية، بعد ان تناوب عازف الناي، وعازف القانون بتقاسيم "صولو"، وغنت "برضاك ياخالقي"، التي غنتها ام كلثوم في اواسط الاربعينات، من كلمات" بيرم التونسي" والحان "الشيخ زكريا احمد".وقد تجلت في الاداء،الذي فرض حالة من السكون والهدؤعلى الجمهور.
بعدها عادت الى اغنية" بتونس بيك"، وختمت مع مقاطع من "انت عمري"، حيث كان الجمهور متفاعلا مع جمال الاداء، والعزف الهارموني للفرقة الموسيقية.
في الختام ظهر المطربين الاربعة، وقدموا بشكل جماعي ، اغنية العندليب الاسمر" انا كل ما اقول التوبة ".
وبذلك تختتم ليلة، من ليالي الفحيص، ستبقى عالقة في البال، بجمال الاداء والعزف والاختيار.
وقد قام وزير السياحة" نايف الفايز"، ومدير المهرجان" ايمن سماوي" بتكريم المطربين وقائد الفرقة،بتقديم درع المهرجان، تقديرا لمشاركتهم في الفحيص 2022.