الفنانة دلال ابو اّمنة على المسرح الجنوبي
رسمي محاسنة: صوت العرب – جرش – الاردن.
الاغنية التراثية الشعبية، تعبير عن الهوية، وترصد حياة ووقائع وايام ومناسبات الشعوب، وهي جزء من الذاكرة الجمعية،فيها الحنين ولحظات الفرح والحزن والافتقاد، والتجليات الانسانية.
الفنانة" دلال ابو امنة" جاءت الى جرش، في حضورها الاول، محملة بالوان من التراث الغنائي،الذي يحمل رائحة المكان، ويعيد انفاس الحياة، بنغمات يها الجمال والاصالة، وصوت "دلال ابو امنه" ايقونة الاغنية الفلسطينية،الصوت الصافي والمعبر،الذي يمزج مابين الاصالة والحداثة،والاحساس الجميل الذي يلوّن المفردة،ويعطيها مزيد من التاثير على وجدان المتلقي، مع تطوير بعض الجمل اللحنية، بالشكل الذي يساهم بوصولها الى الجيل الجديد.
مزيج من الالوان التراثية، اغلبها من فلسطين والاردن، وبلاد الشام بشكل عام،هذا التراث المتقارب بحكم الجغرافيا والظروف والتقارب بين اهل البلاد الشامية، كما اختارت بعض الاغاني من مصر، ومن التراث العراقي.وكانت بحق "فراشة مهرجان جرش".
الحضور الجماهيري الكبير،والفعاليات الرسمية والشعبية، حرصت على متابعة ليلة الفنانة "دلال" على المسرح الجوبي، حيث وصل العدد ما يقارب 3 الاف ، امتلأ بهم المدرج الكبير، في تفاعل كبير طوال الحفل.ورافقتها الفرقة الموسيقية بقيادة الفنان جورج اسعد.
في البداية قالت "جئنا لنغني لفلسطين والاردن والعرب،ولان فلسطين دائما في البال، كانت اولى اغانيها "فلسطين"، حيث من اللحظة الاولى وضعت الجمهور في اجواء الامسية،ليعيش معها الجمهور حالة من الشجن التي عبر عنها ادائها لاغنية" ياحادي العيس"، لتنتقل الى اغنية" بلدي يابلدي"، ثم اغنية "صغيرون".
ومنياسمين دمشق، تستحضر اغنية "زينوا المرجة" بايقاعها، ودلالة مفرداتها،ومن نفس الاجواء ، غنت "الدار داري" بكل مافيها من ارادة وتحدي، ثم غنت "اسمي واسمك"، و"قشر البندق"،و"عالروزانا".
للافراح طقوسها،وللمناكفات الجميلة مذاق خاص في الحياة الشعبية، فكانت وصلة من "المهاهاة"،وهي معروفة بشكل خاص بالارياف،والتي شاركت بها بعض السيدات المرافقات،وايضا كانت اغاني الاعراس بطقوسها المعروفة عند الاستقبال وعند الوداع،ومن نفس الاجواء غنت "حمّوا سحجتكوا".
وتستمر الفنانة "دلال ابو امنة" بتقديم الالوان المختلفة،حيث الانتقال بسلاسة من لون الى لون،حيث الامكانيات الكبيرة لصوتها،في اداء يشبه السهل الممتنع،فقدمت "طلت الخيل"وهي قريبة من لحن"وين ع رامالله"،و"مشي رجالك"،وسيروا على مادبر الله"نو"هاي دار العز"".
وبعد تقاسيم على الة العود،غنت"هالاسمر اللون" التي رددها معها الجمهور،وهدي يابحر هدي، وبعد استهلال على الة "الاكورديون" قدمت "طلعت يامحلا نورها،وياحنينة"، لتنتقل الى اللون العراقي باغنية" فوق النا خل"، ومن تراث ام كلثوم اختارت مقاطع من اغنية" الحب كلة" التي تفاعل الجمهور معها طربا.
وتتوقف "دلال ابو امنة" لتخاطب الجمهور وتقول" الاردن العظيم،وهذا الشعب العظيم بتاريخه وتراثه،الذي نعتز به،ونحيي وقفاته مع الشعب الفلسطيني، واهدي الشعب الاردني هذه الوصلة الاردنية"،وبدأت مع"عطي على النار ياجدة"، و"ما احلى الدار والديرة"،ووبالله تصبوا هالقهوة"،و"جدللي يام الجدايل"،وواصلت بالميجانا"من جبل عمان الى جبل الزيتون"،ليتفاعل معها الجمهور على المدرج، حيث الدبكة على ايقاع" الدلعونا،ويازريف الطول،والعين موليتين،و وين ع رام الله.
البداية بفلسطين، والختام للقدس، حيث الاختيار الذكي ،بعد التفاعل الكبير من الجمهور معها، اختارت اغنية هادئة،لها علاقة بالوجدان الاردني والعربي، حتى تترك اثرها القوي عند الجمهور، فكان اختيارها لاغنية" زهرة المدائن"،لتنتقل الى"موطني" حيث وقف الجمهور في المدرج ليغني معها.
وكانت تستحق التكريم، فكان ان قامت وزيرة الثقافة "هيفاء النجار" ،ومدير المهرجان" مازن قعوار" بتقديم درع المهرجان الى الفنانة"دلال ابو امنة" تقديرا لمشاركتها في جرش 2022.
ربما هناك بعض الملاحظات على الحفل، حيث كنت اتمنى ان لاتغني بعد التكريم، خاصة وانها استكملت برنامجها على مدار ساعة ونصف من الغناء والتفاعل الجميل،وكان الاجدى لو انها اكتفت ب"زهرة المدائن"،و"موطني".
الملاحظة الاخرى،لم استطع فهم تواجد هؤلاء السيدات بهذا العدد، حيث لم يكن لهذا التواجد دلالة معرفية، اضافة الى انهن اصبحن كتلة جامدة في خلفية المسرح، دون ان يكون هناك دور حقيقي، واذا كان المقصود عرض الازياء من فلسطين والاردن، فان الرسالة لم تصل، فالعدد كبير، وموتواجدات في عمق المسرح، وبالتالي الرؤية غير متاحة، لان الازياء تحتاج الى رؤية فيها الاضاءة والقرب من المسرح، اضافة لجلوس السيدات،فكانت المسالة اقرب الى الاستعراض المجاني الذي لايقدم فكرة او رسالة.
تصوير: سامي الزعبي.