رحيل ايقونة الاعلام المغربي "فاطمة الوكيلي".
2024 ,28 آذار
رسمي محاسنة:صوت العرب – الاردن.
انتقلت إلى جوار ربها بمدينة الدار البيضاء، الإعلامية والسيناريست والممثلة المغربية فاطمة الوكيلي، بعد صراع طويل مع مرض السرطان.
وتعتبر الفقيدة فاطمة الوكيلي من أيقونات المشهد الإعلامي المغربي خلال فترة التسعينات، اشتهرت بتقديم برامج حوارية سياسية وطرح القضايا الكبرى ومناقشتها من خلال محاورة كبار رجال الدولة والسياسيين المغاربة والعرب.
وتعد فاطمة الوكيلي أحد أشهر الإعلاميات وكاتبات السيناريو في المغرب، فبعد أن أكملت دراساتها الجامعية وحصلت على شهادة في الفلسفة والعلوم الاجتماعية، اشتغلت كصحافية بالإذاعة والتلفزة المغربية، قبل أن تنتقل إلى إذاعة ميدي1، ثم إلى القناة الثانية2M حيث أنتجت وقدمت أول برنامج سياسي تلفزيوني.
استهلت فاطمة الوكيلي تجربتها في الكتابة الدرامية بسيناريو الفيلم التلفزيوني “الصفحة الأخيرة” لجيلالي فرحاتي سنة 1985، قبل أن تعمل على كتابة سيناريوهات وحوارات أو كمستشارة الكتابة السينمائية في مجموعة من الأفلام المغربية منها: “نساء ونساء”، “عطش” و “الإسلام يا سلام” لسعد الشرايبي، “عود الورد”، للحسن زينون، “فيها الملحة والسكر ومابغاتش تموت” لحكيم النوري.
كممثلة، لعبت في عدة أفلام، من ذلك دورها في “باب السما مفتوح” (1986)، “الدار البيضاء يا الدار البيضاء”(2002) و “كيد النسا”(2005) لفريدة بنليزيد،”شاطئ الأطفال الضائعين”(1991) و”ذاكرة معتقلة”(2003) لجيلالي فرحاتي، إضافة إلى الفيلم القصير” التجسس الإعلامي” لنبيل عيوش…
شاركت فاطمة الوكيلي في العديد من لجان التحكيم في مهرجانات سينمائية وطنية ودولية، وترأست لجنة تحكيم مهرجان الفيلم الوثائقي حول الثقافة والتاريخ والمجال الصحراوي الحساني بمدينة العيون سنة 2022.
وكانت الفقيدة عضو لجنة الصندوق العربي للثقافة والفنون (2020)، تولت رئاسة لجنة دعم الإنتاج السينمائي الوطني خلال الفترة من 2019 إلى 2020.
وكان آخر ظهور للإعلامية القديرة فاطمة الوكيلي خلال حفل تكريمها في افتتاح الدورة الـ23 من المهرجان الوطني للفيلم بطنجة، الذي نظم شهر نونبر الماضي واحتفى بها كواحدة من صناع المشهد السينمائي والتلفزيوني المغربي
التقيتها مرتين، الاولى كانت في دمشق،في بيت الاديبة الفلسطينية "نعمت خالد"،عندما شاركت بفيلم "شاطيء الاطفال الضائعين" للمخرج "جيلالي فرحاتي"،حيث كان الفيلم ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان دمشق السينمائي، ومرة اخرى في "مراكش"، في مؤتمر حول التلفزة العربية.
تميزت الراحلة "فاطمة الوكيلي" بالثقافة العميقة، وحضورها الكبير، ومواهبها المتعددة، وقدرتها المميزة  وعفويتها بادارتها للحوارات،مخلصة لمهنتها، لم تبحث عن شهرة زائفة او مناصب،والى جانب مهنيتها العالية، كانت انسانة بكل ماتحمل الكلمة من معاني ودلالات.
لها الرحمة والمغفرة والجنة باذن الله.
انا لله وانا اليه راجعون.
 
 


2023 © جميع الحقوق محفوظة - صوت العرب للسينما والثقافة والفنون