2024 ,30 أيار
رانيه حداد:صوت العرب – الاردن.
ضمن فعالية "ليالي الفيلم المغربي" للمخرج المغربي عبدالاله الجوهري، التي تقيمها لجنة السينما في مؤسسة شومان،يعرض غدا الخميس 30/5/2024 ،اخر افلام ليالي الفيلم المغربي "هلا مدريد...فيسكا بارصا"،
وبحضور المخرج،وذلك في تمام الساعة السادسة والنصف مساء في قاعة السينما بمقر المؤسسة بجبل عمان.
"هلا مدريد... فيسكا برصا" هو الفيلم الروائي الطويل الثاني للمخرج عبد الإله الجوهري، وعنوانه يشير على التوالي إلى كلمات المناصرة التي ترددها الجماهير المغربية المشجعة لكل من الفريقين الإسبانيين؛ ريال مدريد وبرشلونة، حيث "فيسكا بارصا" تعني "تحيا برشلونة".
إذن هل نحن أمام فيلم عن كرة القدم وجماهيرها المشجعة؟
تدور أحداث الفيلم في ضواحي مدينة مراكش، حيث يتسيد الشيخ الملتحي "بو الحواجب" المشهد بنفوذه وسلطته، ويتوارى خلف ستار العمل الاجتماعي والخيري لإخفاء فساده، موظفاً الدين والسلطة في خدمة مصالحه الشخصية، مستخدماً المال في إغواء الناس لتنفيذ تلك المصالح، والعنف لتطويع من يعصي رغباته، كما يفرض على الناس مناصرة فريق ريال مدريد المحبب لديه، فيمنع الانتماء لأي ناد آخر، خصوصا فريق برشلونة، الخصم التاريخي لفريقه المفضل الريال.
في مواجهة «بو الحواجب» الذي يمثل تيارات دينية حاولت بطرق انتهازية الوصول إلى سدة الحكم بمساندة بعد الفئات السياسية الفاسدة، نجد صوتاً صارخاً في البرية، متمثلاً بشخصية المعتوه مختار السكايري الذي ينطق بالحكمة وهو يجوب شوارع المدينة مردداً "تحيا برشلونة ويسقط بو الحواجب"، لتصبح هذه الصرخة كنداء ثوري للشعب المسحوق الذي يمثله مختار، وكتعبير عن الصدق وحُسن البصيرة في مواجهة الفاسدين دينياً وسياسياً، ولتمثل مناصرة فريق برشلونة مناصرة طرف الصراع المظلوم، الذي لا يستسلم في معركته وإن اغتيل صوته -مختار السكايري- فسيظهر غيره لاستكمال المسيرة، كما فعل "الأخــضر"، الذي عاد إلى بلده بعد أن قُتلت والدته بسبب "بو الحواجب".
في "هلا مدريد... فيسكا برصا" يلعب المخرج على فكرة توظيف رياضة جماهيرية ينقسم حولها المشجعون، ليعكس من خلال هذا الانقسام صراعاً على مستويات أبعد وأعمق، تعكس معها صراع السياسة والسلطة والدين والمال في أسلوب من الكوميديا السوداء، يعري الواقع السياسي المغربي من ورقة التوت الأخيرة التي تغطي الانتهازيين والفاسدين في الدين والسياسة.