قدمتها "د.نجوى قندقجي"في شومان:"ملامح الشرطية المسرحية في الصورة السينمائية".
2024 ,04 شباط
الفنانة د. نجوى قندقجي
صوت العرب: الاردن.
ضمن برنامج نادي السينما، الذي تقيمه لجنة السينما في مؤسسة عبد الحميد شومان خلال نشاط جلسات (حوارات سينمائية) والذي يتضمن لقاءات نقاشية شهرية، تجمع محبي السينما للحديث عن موضوعات سينمائية مختلفة.
قدمت المخرجة المسرحية الدكتورة نجوى قندقجي من جامعة عمان الأهلية، جلسة هذا الشهر تحت عنوان "ملامح الشرطية المسرحية في الصورة السينمائية"، وذلك مساء يوم الخميس، الأول من شباط، في منتدى عبد الحميد شومان.
طرحت الدكتورة نجوى تساؤلات حول ما الذي تقدمه الشرطية المسرحية لسينمائية الصورة؟ وأين تكمن جاذبيتها؟ وكيف يتم التقاطع والتداخل بين عناصر الشرطية المسرحية ومفردات اللغة السينمائية؟ حيث وصفت السينما في بداياتها على أنها "مسرح مصور" وسعت الصورة السينمائية خلال تطورها التاريخي، إلى تجاوز فضاء جدران هذا المسرح، ولكن ما زالت بعض التجارب السينمائية المعاصرة البارزة تلجأ إلى الشرطية المسرحية في حلولها البصرية.
تضمنت محاور الجلسة، مفهوم الشرطية المسرحية وتقاطعاته مع المسرحة ولأسلبه، والذي يتعامل الكثير من المسرحيين على أنها هي ذاتها، ولكن هي مفاهيم متباينة قادرة على أن تنتظم في صيرورة تفاعلية فيما بينها عند توافق المرجعيات الفنية. يندرج ذلك في بداية القرن العشرين في الغرب، ضمن ردة فعل على المسرح لإيهامي المغلق الذي يطرح نفسه كمحاكاة تصويرية للواقع، وترسخ مع منهج مايرخولد الذي قارب بين لأسلبه والشرطية المسرحية، معارضا منهج ستانيسلافسكي الواقعي.
واستحضرت الفنانة قندقجي تاريخيا، تجربة جورج ميلياس الرائدة، ومسيرته من المسرح إلى السينما، في أول إنتاج لمادة فيلمية مستمدة من تجربة مسرحية، عندما طلب منه المخرج المسرحي فولي بيرجير تحويل إحدى مسرحياته الساخرة إلى فيلم عام 1904، وكان ميلياس يعرض أفلامه منذ عام 1896 في مسرح روبير هودان، حيث كانت الأفلام تعرض في القاعات الموسيقية ومسارح الفوديفيل، إلى جانب برامجها من العروض الكوميدية والألعاب السحرية والرقص، قبل أن تنشأ ضرورة بناء دور السينما.
وهكذا أنتج فيلم "غارة باريس- مونتي كارلو في ساعتين"، وكان حدثا معاصرا زاوج أيضا بين آخر التكنولوجيات، التي شغلت النظارة بثوريتها في ذاك الوقت، وهي السيارة والفيلم.
هذه التجربة وما تلاها من إنجازات "ميلياس"، كانت الشرارة الأولى لمقاربات عملية، استقدمت مبكرا ذاك الجدل حول التقاطع والتداخل ما بين المسرح والسينما، على صعيد الآليات التأسيسية، حول العلاقة بين ممثلي الفيلم وطاقم الخشبة، ومكان الفيلم والفراغ المسرحي، والتكثيف في السرد الفيلمي واختلافه عن ذاك الجاري على الخشبة، وقدرة المونتاج على الانتقال الزماني- المكاني وصناعة الخدعة البصرية.
وعلي الصعيد النظري، قارب المخرج السوفييتي المخضرم ميخائيل روم الفروقات بين مصطلح "الميزانزين" و "الميزانكادر" الذي جاء مقترحا من قبل أيزنشتاين في مقالته "من المسرح إلى السينما" والتي نشرت عام 1934، حيث يؤكد "روم" في كتابه "أحاديث عن الإخراج السينمائي"، ترجمة عدنان مدانات، على أن بذور المونتاج تعود إلى المسرح والإخراج المسرحي، وبأن تعلم الإخراج السينمائي يجب أن يكون عبر مبادئ الإخراج المسرحي، بعد أن أسس لمفهوم المونتاج بأنه عصب الفن السينمائي.
تخللت الجلسة استعراض أفلام قاربت المسرحة والشرطية المسرحية في مساقات مختلفة، مثل تلك الأفلام المأخوذة عن نصوص مسرحية، وأفلام قدمت مسرحيات شكسبير، وأفلام تضمنت مشاهد حوارية طويلة في لقطات ثابتة، ما جعلها تحمل طابعا مسرحيا، إضافة إلى تلك الأفلام حيث تعلقت المفردات المسرحية والسينمائية، ضمن آليات التفكيك والتراكب بين العناصر السردية الدرامية والبصرية في الفيلم.
وأكدت الفنانة "د. نجوى قندقجي" على الملامح العامة لحضور الشرطية المسرحية في السينما، مثل أهمية الممثل ودوره في تحقق هذه الشرطية ونجاح المنتج السينمائي، والانفتاح على التبادل بين الزمان والمكان، والتحدي الإخراجي في بناء الاستمرارية وضبط الإيقاع والتناغم مع الفضاء البصري.
 
 
2023 © جميع الحقوق محفوظة - صوت العرب للسينما والثقافة والفنون