لجنة السينما /مؤسسة شومان تعرض الفيلم الكلاسيكي المصري " العزيمة" للمخرج "كمال سليم" رائد الواقعية في السينما المصرية.
2022 ,24 كانون الثاني
صوت العرب: الاردن.
ضمن عروضها الاسبوعية المنتظمة كل يوم ثلاثاء، تعرض لجنة السينما في مؤسسة عبد الحميد شومان فيلم "العزيمة " الذي يعتبر واحدا من أهم الكلاسيكيات في تاريخ السينما المصرية واحتل المرتبة الأولى في استفتاء على أفضل مائة فيلم مصري. كما أدرج الفيلم ضمن أفضل مائة فيلم في تاريخ السينما في العالم العربي في استفتاء أجراها مهرجان دبي السينما وشارك فيه مائة ناقد سينمائي.
الفيلم أنتج عام 1939 وكتبة وأخرجه كمال سليم رائد الواقعية في السينما المصرية، والذي وصف بأنه اول مخرج مؤلف قي السينما المصرية.
يبدأ الفيلم بمجموعة مشاهد تجري داخل الحارة تستعرض فيها الكاميرا المكان والناس وطبيعة اعمالهم والعلاقات اليومية بينهم عبر لقطات طويلة من النوع الذي يوصف بأنه اللقطة / المشهد. وهذا كان بمثابة إنجاز سابق على زمنه في السينما المصرية، وخاصة أن هذه الطريقة في تصوير المكان والحدث أعطت للفيلم بعدا ومضمونا واقعيا وهو أمر لم يكن مألوفا في السينما المصرية خاصة من حيث تصويره المقنع للحارة الشعبية، في وقت كانت فيه معظم الأفلام تصور في القصور والملاهي والفنادق والمنازل الفاخرة ويجري تصويرها داخل ديكورات الأستوديو. وبالرغم من أن الهيكل العام للحكاية والدراما في الفيلم لم يكن جديدا تماما من حيث استناده على موضوع الفوارق الطبقية التي تحول دون زواج الحبيبين، إلا أن الفيلم عالج بصدق من خلال هذا الموضوع أزمة البطالة بين الشباب والفساد الإداري وتأثير الوضع الاقتصادي على مصائر الناس..
يروي الفيلم قصة حب تنشأ بين فاطمة ومحمد الذي مازال في اول خطواته في العمل بعد تخرجه ويتعاون مع صديقه عدلي، ابن الباشا، في عمل خاص سرعان ما تحيق به الخسارة. يعثر محمد على وظيفة بمساعدة من الباشا ويتمكن بعد ذلك من الزواج من حبيبته. ويتم تلفيق تهمة ممكن ان تتسبب في ضياع مستقبله بأكمله ويضطر للعمل في وظيفة صغيرة لا يستطيع من خلالها تحقيق مستلزمات حياته وتتطور الأحداث بعد ذلك وتزداد تعقيدا.
يصور المخرج كل هذا بأسلوب واقعي استمر طوال الفيلم، سواء في المشاهد الخارجية أو في المشاهد الداخلية التي يغلب عليها الحوار.
 من الطرائف المتعلقة بهذا الفيلم أن المخرج اضطر لتغيير العنوان الذي اختاره المخرج لهذا الفيلم، وهو "الحارة"، بسبب رفض شركة الإنتاج له، فاختار عنوانا بديلا هو "العزيمة". والعنوان الجديد للفيلم لم يعد يعكس مضمون الفيلم الذي يعبّر عن مشاكل الطبقة الوسطى وما دونها، بقدر ما يعكس فكرة الإصرار على النجاح رغم الصعوبات. 
 المؤرخ السينمائي جورج سادول حول الفيلم: إن فيلم «العزيمة» يعرض مضموناً فكرياً يشغل قطاعاً هاماً من قطاعات المجتمع، ويعتبر هذا الفيلم أحد الأفلام الرائدة في تاريخ السينما العالمية، الذي يشير لظهور المذهب الذي عرف بعد ذلك في إيطاليا باسم “الواقعية الجديدة”، لقد وقفت السينما المصرية بهذا الفيلم على أرض صلبة ودخلت به مجال التعبير الواقعي في مجال الفن والفكر.
يأتي عرض الفيلم انسجاما مع خطة لجنة السينما في مؤسسة شومان للتعريف بكلاسيكيات السينما العربية والعالمية.
 
 
2023 © جميع الحقوق محفوظة - صوت العرب للسينما والثقافة والفنون