فيلم باران للمخرج الإيراني مجيد مجيدي:تدفقات شعرية تقدس العشق والأنسان وتفجر الأسئلة حول الحرب..
2023 ,17 حزيران
حميد عقبي:صوت العرب – باريس.
 
قليلة جداً الأفلام الإيرانية التي تتناول قضايا اللاجئين الأفغان في إيران رغم تشكيلهم كتلة اجتماعية لكن النظام في البلاد لا يحبذ تناول حكاياتهم وما يتعرضون له من قسوة وتمييز وهذا أنتج الكثير من التراجيديات الجديدة ذات عمق إنساني لا تقل عن تراجيديات إنسانية قديمة لاتزال تلصق في ذاكرتنا ونستلهم منها الكثير من الأعمال الفنية، فيلم باران للمخرج الإيراني مجيد مجيدي، يستحق نظرات تأملية وحتى يومنا هذا لايزال تدفق  اللاجئين الأفغان في الكثير من الدول حول العالم وهناك جيل جديد لم يعرف وطنه ويبدو أن حلم السلام لايزال بعيداً.
 
مطر أو باران، فتاة ابنة مهاجرين أفغان. جاءت إلى إيران عندما كانت طفلة صغيرة بعمر 3 سنوات و تمكنت من الذهاب إلى المدرسة في مخيم تعليم للاجئين وكانت لديها مؤهلات لتستكمل دراستها وتصل إلى الجامعة ، ولكن لآن القدر قذف بها كلاجئة فقيرة ولكي تعول عائلتها تتنكر بزي صبي وتواجه الكثير من المصاعب والقسوة..
والد الطفلة كان عامل بناء أفغاني بأحدى العمارات الكبيرة قيد الانشاء وكان يعمل يعول أطفاله الخمسة ولكنه تعرض لحادث خلال عمله وكُسرت قدمه وأصبح عاجراً ولم يكن هناك من حل إلا أن يقذف بأبنته الشابة الصغيرة جداً إلى العمل في العالم الجحيمي الشاق وكان عليها أن تخلع ثوب الفتاة والبنت وتصبح ولداً تحت أسم رحمات، نرى في أول مشهد تظهر فيه بجانب برميل به حطب يحترق للتدفئة ويتصاعد الدخان لعله أيضاً يساهم إلى جانب الملابس وغطاء الرأس في تورية ملامحها الأنثوية، تظل مطاطأة الرأس ولا تتكلم وتبدو ملامح الخوف والرهبة في عالم جديد يعج بعشرات العمال الرجال وبالتأكيد أغلب هؤلاء عزاب ومحرومين حتى من العالم الخارجي فبعضهم بل أغلبهم يعملون بشكل غير قانوني وبعد العمل يختبئون في أماكن مغلقة كئيبة وتفتقد لأدني مقومات السكن الإنساني، يبدو الطقس بارداً أيضاً في الخارج وهكذا يتحول كل شيء إلى رمز ودلالة.
 
بعد لحظات من قبول المقاول عملها، يحدث شجاراً عنيفاً بين عاملين، ثم تأتي دورية تفتيش ويهرب معظم العاملين إلى الأسفل وهنا كأنها تخوض أول تمريناً والمشهد يرسم الحرب بمشهدية بديعة وكأن هذا المبنى يتعرض للقصف ويهرع هؤلاء إلى ملجأ تحت الأرض، يُذكرنا المخرج مجيد مجيدي أن هؤلاء ضحايا حرب وصراعات وقمع هناك وكذلك سيلاحقهم تأثيرات هذه الحرب وهو لا يكتفي بالأشارات في قوالب الحوار أو يذهب إلى فلاش باك ،هو يجعلها حية ومعاشة وضمن حياتهم اليومية.
شعرية مجيد مجيدي لا تأتي من روعة الحكاية أو التأثيرات العاطفية وتدفقاتها المدهشة ولكنها تتشكل من أول لحظة وتتواصل برسم ما هو مكاني خارجي بعيد جداً أي أفغانستان والحرب وكذلك الداخلي النفسي لهذه المخلوقات ،وماتحمله من خوف وقلق، وهو لا يعرضهم كأنهم ملائكة علينا محبتهم هم بشر مثلنا يمكن أن تحدث بينهم شجارات ويمكن أن يخضعوا للاستغلال والذل، مجرد توظيف أفغاني بدون تصريح يُعتبر جريمة في نظر القانون وهذا القانون كثير التعقيد وليس من السهل أن يحصل اللأجئ على تصريح عمل ولا توجد هيئات دولية تساعدهم، أي أنهم يعيشون الحرمان ولا أحد يكترث بحل هذه القضية والتي لاتزال إلى يومنا هذا.  
مجيد مجيدي والعديد من المخرجين والمخرجات في إيران، أن نجحت أفلامهم  ووصلت إلى العالمية وتتمتع أفلامهم بشعبية وجمهور ولعل من عوامل نجاح هذه السينما يعود إلى قداسة القيم الإنسانية  والتي تجعل الجمهور في الخارج  ينسون الحدود بين الشعوب، قيمة الإنسان وتقديسها وتقديمها بأسلوب ولغة إنسانية تصبح مفهومة ويتحول الفيلم لقصيدة ولوحة كونية بغض النظر عن لغة الحوار واللهجة ويصبح الفن  وعياً إنسانيا مشتركاً وحتى إن اختلفنا مع الفنان في بعض النقاط ،وهنا تثور الأسئلة وينتعش الحوار الإنساني والحضاري وعالمنا اليوم يعيش حالة من الخوف وتزايد الحروب والكل  يحلم بالحب والسلام.
هذا الفيلم هو بمثابة محاولة جادة لفهم هذه الفئة المهمشة والمتعبة والتحاور معهم وجعلهم يقدمون أنفسهم ويعبرون عن مخاوفهم كبشر وهم ليسوا طرفاً في الحرب وبعضهم لم يعرف أفغانستان وهنا بدلاً أن يدافع المخرج عنهم في شكل مقالي خطابي يُقدم لنا نماذج حية ونلاحظ أن المخرج يُكثر من استخدام وجهات نظر الشخصيات لهذا العالم وحتى لبعضهم بعض وهم أيضاً يحتاجون أن يفهموا أنفسهم ويفهم بعضهم بعضاً بشكل إنساني.
ستلاحظون أن هذه العمارة قيد الإنشاء بتفاصيلها ترسم جغرافيا أفغانستان ولو ركزنا على الدرج فهو يشبه الطرق الجبلية الوعرة الأفغانية وهذه التأكيدات المتنوعة والمتكررة التي مارسها المخرج بذكاء تأتي وكأنها عفوية وهذه النيران المشتعلة في كل الطوابق والتي هي لغرض العمل وليس تدفئة هؤلاء العمل ولكنها توزيعتها بمسرح هذا الفضاء المشحون بالحذر والخوف من مداهمة الشرطة وكذلك بالصراخ والتوتر والذي يحدث بسبب أخطاء العمال الجدد الذين لا خبرة لهم مثل بطلة الفيلم الصغيرة والتي تعجز عن حمل كيس من مادة الجبس الأبيض وتتعثر وهي تصعد هذا الدرج الوعر وينسكب الكيس على رأس أحدهم ويسارع بالصراخ والشتم، هنا يستبق المخرج التنبوء بتعثر هذه البطلة وعجزها ويتحول هذا المكان ليست فقط رمزاً لبلدها المدمر ولكن تتسع وتتطور دائرة الرمز والدلالة لتعني وتشير إلى الكون بأكمله والحياة، هذا الجبس الأبيض يأتي كذلك بلون يحاول تغيير شيء ما ويمكن كذلك تأويله أكثر، علينا أن ننتبه لهذا المشهد بالدقيقة 19 تقريبا وتظهر صورة العامل الذي تناثرت فوقه المادة وكأنه من ضحايا اولئك الذين تعرضوا للكثير من الأسلحة الكيمائية المحرمة دولياً في أفغانستان وغيرها من البلدان الموبؤة بالحروب والصراعات وتدخلات دول كبرى.
الكثير من المشاهد تتحول إلى لوحات متخمة بالدلالات الكبيرة وهي تتجاوز موضوع الفيلم وتعطيه الكثير من الأبعاد الإنسانية وتنشيط ذاكرتنا حول كوارث الحروب القديمة والحديثة والجرائم الشنيعة التي ارتكبت في حق شعوب ومدن، في حق البشر والطبيعة وحياة هذا الكون الذي أصبحت بعض أجزائه لا تصلح للحياة. 
لدى مجيد مجيدي قدرة إبداعية في أدارة حركة الممثلين والعديد منهم غير محترفين ومن أصول أفغانية وأكتسب خبرة كبيرة وخاصة أنه صور أول فيلم روائي له بادوك عام  وكانت الأحداث على الحدود الإيران والباكستانية والأفغانية، وهناك تعرف بشكل جيد على الأفغان وقد يزج بشخصية أفغانية في بعض أفلامه، أي أنه يعي تماماً ما تعنيه كلمه أفغاني ليس كشكل ولا كلهجة ولغة ولكن الأكثر من ذلك كروح، روح قلقة خائفة وقد تنفعل وتشاكس وتصارع.
كما أن وجود ممثل قدير ومخضرم مثل الفنان رضا ناجي الذي قام بدور شخصية مينمار المقاول، هذا الممثل يمتلك قدرات عجيبة وقوية وقد أعطى لشخصية مينمار الكثير من الدهشة فهو متهكم وكوميدي ومخادع ولكنه حاول أيضاً أن يُظهر أن  مينمار متعاطف ولو قليلاً، طبعاً نعلم جميعاً أن اللأجئين وفي بلدان كثيرة يعانون من الاستغلال والذي قد يصل لجريمة الاستعباد وأن تشغيلهم ليس من باب التعاطف ولكن فيه فائدة مادية لهم وحتى في البلدان الغربية توجد قوانين منع الاستغلال والعبودية ولكنها تحدث وتحدث كثيراً ومن النادر جداً القبض على متهمين باستغلال واستعباد اللأجئين وخاصة الغير شرعيين، يعي مجيدي كسينمائي أن القضية شائكة وذات تعقيدات ليس فقط على مستوى إيران بل هي قضية عالمية وإنسانية كبرى.
تتعرض البطلة لخوض صراع مع لطيف وهو عامل إيراني (الممثل الإيراني حسين عابديني) والذي هدد وتوعد وصفع بطلتنا ولكنها رغم خوفها وصمتها بادرت والتقطت حجراً لتدافع عن نفسها، تأخذ البطلة عمل لطيف أي اعداد الشاي والطعام للعمال وتنال الثناء لبراعتها الكبيرة، تضفي جمالية كبيرة على ذلك المطبخ الصغير والذي كان في حالة فوضى ،وسنلاحظ حتى لون الشاي أصبح أحمراً وجميلاً والأكواب نظيفة جداً وكأن المخرج يُلمح ويعكس وجهة نظر مجتمعاتنا الذكورية وأن نجاح المرأة في المطبخ وتنظيف البيت و..و..، ولكن قد تذهب بعض التأويلات لمنحى آخر أي هذه الفتاة بعثت الجمال في المكان واضفت نوعاً من السعادة إلى هؤلاء فقلت صراعتهم وأصبحوا يستمتعون بأكلهم وشرب الشاي اللذيذ، لكننا نُصبح في حالة قلق من الشاب لطيف وكأن في نظراته نوعاً من المؤامرات الجديدة ضد بطلتنا. 
يكتشف لطيف السر وبمحض الصدفة ونرأه كأنه في حلم يقظة وغير مصدق وهو يرأها تمشط شعرها، يظهر وجهها الأنثوي الجميل من خلال مرآة صغيرة، هنا كمن اصيب بسهم الحب القاتل وربما بالبداية سيتخوف البعض منه وأن يحيك مؤمرة قاسية، تحدث تحاولات مهمة في شخصية لطيف، يهتم بمظهره ويترقب عودته بشوق ويدافع عنها ويتحول إلى مغرم وعاشق، يواصل التلصص عليها ليكشف لنا براءة هذه الشخصية وجمالها الروحي، حيث تجمع فتافيت الخبز وتصعد به إلى الأعلى لتطعم الحمام، وهنا يستغل مجيد  مجيدي الفرص لتدخل ألوان جديدة بهيجة ونعرف ولعه الإبداعي في خلق لواحات تشكيلية، وبميلاد هذا العشق فإن بعض التحولات الجمالية تحدث وتتطور وتتغير الدلالات فالدخان المتصاعد من البراميل يتحول كأنه ضباب وحتى منظر الدرج وكأننا هنا نرى جمال الطبيعة الأفغانية ثم العمال يغنون ويرقصون في الليل مجتمعين حول براد الشاي والحطب المشتعل، ويصبح لطيف عدو الأمس يقوم بحراستها وكأنه الملاك الأمين وكأنه يخاف أن يفتضح أمرها ويطردونها، لا تبدو نظراته شهوانية وجنسية وربما هو كشاب لم يرى في حياته كلها شابة أو فتاة تمشط شعرها.
هذه الأجواء اللطيفة لا تدوم ويحدث في الدقيقة 42 ما يشبه تعرض المكان لغارة أو للقصف وذلك بمهاجمة دورية تفتيش وهنا سيأتي دور العاشق لطيف لينقذ حبيبته من مطارديها  وينجح كبطل وينقذها غيرمهتم بالصفع والضرب الذي تعرض له.
سنلاحظ أن الكاميرا كانت أشبه بالحبيسة داخل هذا المكان منذ بداية الفيلم إلى هذه الغارة، وكانت تنظر إلى الأشياء والشخوص وهي تتموضع بالداخل ونادراً ما كانت تلتقطت لقطة عامة للمبنى كاملاً بكل عوالمه ولكن من هنا تحررت الكاميرا أكتر وتابعت المطاردة ولم تصبح ملزمة كرهينة ضمن رهائن هذا  المكان، تتطور نزعة لكاميرا في خلق لوحات تشكيلية والتحرر أكثر إلى الخارج.
تراقب لطيف وهو يعبر الجسر ويتجول في مكان يشبه الغابة تكسوها الثلوج، وكأنها تدفع لطيف للتحرر من وصاية المقاول ويطلب اجازة لزيارة قريته وبسرعة نشعر بما يعانية من شوق وولع بالبطلة التي لم تعد للعمل وندرك أنه سيبحث عنها، لم يعد لطيف مولعاً بجمع المال والمطالبة به، شخصية المقاول لها أيضاً دلالة فهي أبوية وسلطوية وكأن هذا الشاب أدرك معنى الحياة وأنها لا تعني المادة والصراعات وأن ثمة شيء أسمه الحب والتعلق بشخص آخر يمنحك السعادة والأمان، وفعلاً يفعلها لطيف ويخوض رحلة البحث عن حبيبته وإلى هذه اللحظة لم نسمعه يقول حبيبتي لكننا نراى في عينيه كل الكلمات.
في الدقيقة 55 ولأول مرة نرى الفتاة بملابس الفتاة وبجمال الفتاة ولأول مرة لا تبدو مطاطأة الراس وتحاول أن تفلت من نظرة الكاميرا، هنا تظهر جميلة وأنيقة وتكتشف وجود لطيف لكنها لم تبادر نحوه.
يستمر لطيف في رحلة بحث شاقة إلى ان يعرف مكان عملها الجديد حيث تعمل مع فتيات كثيرات مهاجرات مثلها تلتقط الحجر والصخر من مجرى أحد الأودية، شاهدها تسقط من الارهاق وشعر بعجزه وضعفه، هنا كان صوت هدير الماء صاخباً وكأنه يترجم الضجيج الداخلي في نفس العاشق.
من أجل حبيبته يضحي بمال عمل كامل ليمنحه والدها نجف، وهنا نجده ينتظر بشوق متمنياً ألا يتم رفض المال وهو يعطيه بدون مقايضة ولا شرط، تكون الصعقة عندما يكتشف أن سلطان العامل الأفغاني العجوز أخذ المال وذهب ليعالج زوجته في أفغانستان، يعود لطيف لجمع القليل من المال كان يخفيه في شق بالجدار ويضحي به ليصنع عكازين لنجف والد حبيبته، ويذهب بهذه الهدية الثمينة وكأنه وصل في وقت حرج حيث نسمع نجف يبكي بحسرة وهو يستلم بقايا أغراض ربما لولده الكبير الذي قُتل في الحرب، يعيد مجيد مجيدي تذكيرنا أن الحرب لا تحمل المسرات للذين بالداخل أو الخارج وأن الموت والأحزان تلاحق اللاجئ أينما يذهب أو يحل، هنا أيضاً ولأول مرة نسمع كلمة باران أي بالدقيقة 70 تقريباً، يتجمد لطيف، يترك الهدية وينسحب بهدوء. 
ماذا يحل بالجميع؟
يأتي الرد من نجف بقوله يوجد الكثير من الألم ينسيني ألم رجلي،  لم يتبقى شيء على مايرام.
يطلب نجف من ميمار سلفة لكن الأخير بظروف صعبة، هنا يتحرك لطيف ويخوض مغامرة خطرة ببيع هويته أي بطاقتة الوطنية لينقذ نجف أي لينقذ حبيبته باران من ذلك العمل الشاق والقاتل.
يسلم المال ويعلم أن نجف سوف يسافر مع أطفاله إلى أفغانستان، ترتفع الشعرية في اللحظات الأخيرة من الفيلم، كمشهد اللقاء الأول وجها لوجه، لحظة مغادرة باران حيث تقع منها سلة وتتناثر بعض الخضروات كالطماطم والبصل وكعادته يستغل مجيد مجيدي أي لحظة ليتخلى عن الحكاية ويُلقي قصيدته ببلاغة سينمائية، تبتسم باران، ابتسامة حبيبة لحبيبها، ثم تضع البرقع الأفغاني، فعل صغير يعادل مئة كلمة وأكثر وكأنها تقول له أنا أفغانية وستفصل بيننا الحدود وتلك الأرض ملتهبة بالحرب والدمار، تمشي نحو سيارة المغادرة وعلى هذه الأرض الطينية يلتصق حذائها، يسرع لطيف ويلتقطه ويمسحه ويساعدها على لبسه، هنا كأننا نستعيد ساندريلا الجميلة الطيبة وهذا العاشق يعرف ساندريلته وهي تعرفه وكأنهما هنا يتبادلان الوعود والمواثيق، كأن هذه الأرض تحاول أن تتمسك بها ولو لحظة ليتم تبادل الوعود أي هي تعده بالحياة والعودة وهو يعدها بالانتظار، في اللقطة الأخيرة  تُمطر السماء وتملئ قطرات المطر تلك الرسمة التي رسمتها باران بفردة حذائها وكأنها فعلتها عن قصد وهاهي السماء تبارك هذه المواثيق وتعمدها بقطرات المطر الطاهر.
 
 
2023 © جميع الحقوق محفوظة - صوت العرب للسينما والثقافة والفنون