غدا الاحد: فيلم (رصاصة طائشة) لجورج الهاشم..اولى عروض ليالي الفيلم اللبناني في شومان.
2023 ,20 أيار
ناجح حسن: صوت العرب – الاردن.
تقيم لجنة السينما في مؤسسة عبدالحميد شومان، ليالي الفيلم اللبناني، حيث ستكون غدا الاحد 21-5-2023 في الساعة السادسة والنصف مساء، اولى هذه العروض بفيلم"رصاصة طائشة" بحضور المخرج" جورج الهاشم".
اختار المخرج اللبناني جورج الهاشم وقائع فيلمه الروائي الطويل الاول المعنون (رصاصة طائشة)، تسري في اطار درامي اجتماعي على خلفية سياسية تعود الى بدايات الحرب الاهلية التي عصفت بلبنان منتصف عقد السبعينيات من القرن الفائت.
يتتبع الفيلم مصائر افراد وجماعات من بين افراد اسرة (الأم التي تلقى حتفها برصاصة طائشة وهي على شرفة البيت وهناك البنت الكبرى والبنت الصغرى والاخ جميعهم الى جوار آخرين من بيئتهم الاجتماعية في حراك داخل جملة من العلاقات المضطربة، محورها الأحوال المتباينة في واقع متفجرة ينذر بالانهيار يتلخص في حياة امرأة في عنادها لتقاليد اسرتها السائدة، ساهمت الحرب اللبنانية في صعودها وهبوطها، وهي تتهيأ الى الاحتفال بزفافها على زوج غير راغبة في الاقتران به، تم اجبارها عليه من قبل اسرتها تلافيا عن وقوعها في فخ العنوسة، لكنها واقعة في حالة عشق وهيام مع رجل آخر تتواعد معه بعيدا عن رقابة افراد اسرتها في منطقة نائية، ويحدث ان يصادفهما مجموعة من المسلحين يقومون بقتل احد خصومهم.
يأخذ الفيلم من هذه الحادثة، بوصلة اتكاء في تشريح العلاقات الانسانية ابان الحرب الاهلية اللبنانية وانعكاساتها على الأسرة، فهناك الفتاة الواقعة تحت أزمة ضغوطات العادات والتقاليد والسطوة الذكورية، يصورها الفيلم في حالة مشهدية من التوق في التصميم والتحدي من الانفلات على هذا الواقع الصعب بشموخ، لكن بعد ان تكون قد دفعت ثمنا مكلفا جراء ما يحيط بها من تحولات جسيمة على اكثر من صعيد.
 تسلك احداث الفيلم منحى يقترب من الميلودراما الفطنة، في اتكاء على نص لسيناريو قوي مختلف عن السائد في هذه النوعية من الافلام، مجبول بزخم من الشخصيات والتفاصيل - ادت فيه الممثلة والمخرجة اللبنانية نادين لبكي احد ابرز ادوارها - تضيف لجوهر فكرة الفيلم ابعادا درامية وجمالية لافتة حول انهيار اسرة في ظل حرب طائفية طاحنة بالوطن اكمله، وهو ما اكسب العمل ميزة وحضورا آسرا في كثير من المهرجانات السينمائية.
يصب الهاشم في (رصاصة طائشة) جوانب من سيرته الذاتية لينجز منها شهادة فيلمية هي اشبه بالترنيمة السمعية البصرية، تتأرجح بين لحظات من الشوق والافتتان لأمكنة وشخصيات تبغي العدل والحق والجمال والمودة في العيش الهادئ في نكء لجراح الحرب الاهلية وعبثيتها، وذلك دون أي تنازل مع النزعة الميلودرامية التي حاولت ان تحوم بظلالها على شكل الفيلم، الا انه يحسب للمخرج جورج الهاشم الذي نال تعليمه السينمائي في لبنان وفرنسا، براعته في رسم احداث فيلمه وتأثيراته النفسية والواقعية على شخصياته بعيدا عن الخوض في غمار الحرب مباشرة، بقدر ما يجعلها كحدث اساسي تلقي بظلالها على مجمل الاحداث ومصائر افراده من خلال تصوير قصّة عائلة لبنانية هي اشبه بحال الوطن الآخذ في التشظي والانقسام والممتلئ برهاب الخوف والرحيل والموت. 
واللافت في الفيلم الذي انجز العام 2010، انه انتج بدعم وتمويل ذاتي مستقل، بعيدا عن الصناديق الاوروبية التي دأبت على تقديم منح وتمويل الافلام العربية الجديدة، وهو ما اعطى مخرجه حريته في البوح والتعبير عن احاسيس ومشاعر من صنوف الألم والفقد والاوجاع الغائرة في ذاكرته وتصويرها بصدق ورقة وسلاسة وعذوبة .
يشار الى ان (رصاصة طائشة) شارك في الكثير من المهرجانات العربية والدولية، وظفر بالعديد من الجوائز المهمّة من بينها جائزة أفضل تصوير من مهرجان مونتريال، وجائزة أفضل سيناريو في مهرجان القاهرة، كما قطف الجائزة الأولى في مسابقة المهر العربي للأفلام الروائية الطويلة في مهرجان دبي السينمائي الدولي.
 
 
 
2023 © جميع الحقوق محفوظة - صوت العرب للسينما والثقافة والفنون