2022 ,26 أيلول
صوت العرب: الاردن.
تعرض لجنة السينما في مؤسسة عبد الحميد شومان، يوم غد الثلاثاء الموافق 27 أيلول، الفيلم الامريكي"عربة اسمها الرغبة"، للمخرج ايليل كازان، والذي تم انتاجه في العام 1951، وذلك في مقر المؤسسة بجبل عمان، حيث سيتم عرض الفيلم على فترتين الأولى الساعة السادسة والنصف مساء في قاعة السينما والثانية في تمام الساعة الثامنة مساء في الهواء الطلق.
يحتل فيلم "عربة اسمها الرغبة" المرتبة الخامسة والأربعين في قائمة معهد الأفلام الأميركي لأفضل 100 فيلم أميركي. وتستند قصة هذا الفيلم إلى مسرحية للمؤلف المسرحي تنيسي وليامز عرضت على مسارح برودواي بمدينة نيويورك في العام 1947 وعلى مسارح لندن في العام 1949.
واحتفظ فيلم "عربة اسمها الرغبة" بمخرج المسرحية وهو إيليا كازان وكاتبها تنيسي وليامز الذي كتب سيناريو الفيلم وبثلاثة من ممثليها الرئيسيين الأصليين الأربعة وهم مارلون براندو وكيم هنتر وكارل مالدين. غير أن المخرج إيليا كازان أسند دور بلانش، وهي الشخصية المحورية للرواية، إلى الممثلة البريطانية فيفيان لي التي قامت ببطولة المسرحية على مسارح لندن بدلاً من الممثلة جيسيكا تاندي التي قامت بالدور على مسارح برودواي، وذلك بالنظر للشهرة السينمائية التي تمتعت بها فيفيان لي منذ قيامها بدور سكارليت أوهارا في الفيلم الشهير "ذهب مع الريح" في العام 1939 وفوزها بجائزة الأوسكار الأولى عن ذلك الدور. وكان فيلم "عربة اسمها الرغبة" أول فيلم أميركي تظهر فيه فيفيان لي منذ فيلم "ذهب مع الريح".
تتمحور قصة فيلم "عربة اسمها الرغبة" حول شخصية بلانش (فيفيان لي) شقيقة ستيلا (كيم هنتر) الزوجة الحامل لستانلي (مارلون براندو). بلانش شخصية مأساوية محطمة تصل إلى مدينة نيو أورليانز في جنوب الولايات المتحدة لتعيش مع شقيقتها الحنونة الطيبة ومع زوج شقيقتها الفظ. يطارد بلانش شبح ماض حافل بالمآسي والمشاكل. فالشاب الذي سبق أن أحبته شاذ جنسياً وانتهى به الأمر بالانتحار. كما أنها طردت من الفندق الذي كانت تقيم فيه بسبب مغامراتها المشبوهة مع الرجال. كذلك فقدت وظيفتها كمعلمة بسبب علاقتها مع شاب في السابعة عشرة. إنها امرأة يائسة وإنسانة مضطربة وتائهة تبحث عن شخص يواسيها ويتعاطف معها. إلاّ أن زوج شقيقتها الأناني الفظ يعاملها بمنتهى القسوة.
أما ميتش (كارل مالدين) الذي يحاول مصادقتها في البداية فيتخلى عنها عندما يكتشف ماضيها المشين. وفي النهاية يقوم ستانلي باغتصاب بلانش في الليلة التي تضع فيها زوجته مولودها وينقل بلانش إلى إحدى المصحات.
يعدّ فيلم "عربة اسمها الرغبة" واحداً من أقوى الأفلام المبنية على أعمال مسرحية. ويتميز الفيلم بحواره البارع لتنيسي وليامز وبقوة إخراج المخرج إيليا كازان الذي أخرج عدداً من أفضل مسرحيات وأفلام فترة الخمسينيات. ومن المعروف عن المخرج إيليا كازان قدرته على توجيه ممثلي أفلامه الذين يتميزون عادة بأدائهم الرائع. وقد هيمن أبطال أفلامه على جوائز الأوسكار في معظم الأحيان. ورشح الأبطال الأربعة لفيلم "عربة اسمها الرغبة" لجائزة الأوسكار، وفاز ثلاثة منهم بالجائزة، وهي أول مرة يفوز فيها ثلاثة ممثلين بجائزة الأوسكار في نفس الفيلم. والممثل الذي لم يفز بالجائزة هو مارلون براندو. وقد أثار ذلك دهشة الكثيرين من النقاد.
ويعدّ أداء الممثلة فيفيان لي في فيلم "عربة اسمها الرغبة" واحداً من أفضل دورين أو ثلاثة أدوار نسائية في تاريخ السينما الأميركية. ويعزو النقاد قوة أدائها – بالإضافة إلى كونها ممثلة موهوبة وقديرة – إلى التشابه الكبير بين دورها في الفيلم وبين التجارب الشخصية لفيفيان لي التي كانت تعاني من الاكتئاب الشديد وتعرضت لسلسلة من الانهيارات العصبية.
وفاز فيلم "عربة اسمها الرغبة" بأربع من جوائز الأوسكار. فعلاوة على جوائز التمثيل الثلاث فاز أيضاً بجائزة أوسكار عن الإخراج الفني والديكور. كما رشح الفيلم لسبع جوائز أوسكار أخرى. ورشح الفيلم لثلاث من جوائز الكرات الذهبية، وفاز بإحدى هذه الجوائز لأفضل ممثلة في دور مساعد للممثلة كيم هنتر. وكان مجموع الجوائز السينمائية التي حصل عليها الفيلم 13 جائزة. كذلك حقق الفيلم نجاحاً كبيراً على شباك التذاكر، وجاء في المركز الخامس في الإيرادات بين أفلام العام 1951 في دور السينما الأميركية، حيث بلغت تلك الإيرادات تسعة ملايين دولار، علماً بأن ميزانيته بلغت 1,1 مليون دولار.
وقد احتفظ فيلم "عربة اسمها الرغبة" بقوته وحيويته على مر السنين. ويقول المعلق السينمائي جاي براون في كتاب "تصنيف الأفلام السينمائية" "إن أداء ممثلي هذا الفيلم من أقوى ما قدّم في تاريخ السينما الأميركية، كما أن تصويره الواقعي في مواقع الأحداث يتسم بالحيوية والبراعة".
