غدا الثلاثاء:لجنة السينما في "شومان" تعرض الفيلم الأميركي "الواجهة" للمخرج "مارتن ريت".
2022 ,26 تموز
رسمي محاسنة: صوت العرب – الاردن.
ضمن عروضها الاسبوعية المنتظمة،تعرض لجنة السينما في مؤسسة عبد الحميد شومان، يوم غد الثلاثاء 26 تموز، الساعة الثامنة مساء، الفيلم الأميركي "الواجهة"، للمخرج "مارتن ريت"، وذلك في الهواء الطلق بمقر المؤسسة بجبل عمان.
"المكارثية" واحدة من النقاط السوداء في التاريخ الأميركي، عندما تزعم" مكارثي" حملة ضد اليسار الأميركي بشكل عام، والشيوعي بشكل خاص، لكن كانت الاتهامات محكومة بالأهواء، وكانت "اللجنة المكارثية" تستطيع ان تضع أشخاصا في "القائمة السوداء"، دون دليل مقنع.
فيلم الذي تم إنتاجه في العام 1976 للمخرج "مارتن ريت" والكاتب "ولتر برينشتاين" – كلاهما كانا على القائمة السوداء، يستحضر تلك الفترة، وتحديدا العام 1952، ويستهلها بصور بالأبيض والاسود، تنتمي لفترة "المكارثية"، تظهر فيها صور القصف الأميركي في كوريا، والملاجئ، والجنود الذين عادوا، ونجمات هوليوود، وملكة جمال أميركا، والمظاهرات للإفراج عن "روزنبرغ" المتهمة بالتجسس لصالح روسيا، وإعدامها لاحقا، وهذا على خلفية صوت وموسيقى "فرانك سيناترا".
في ذروة "المكارثية" يعمل "هوارد" (وودي اّلن)، في أحد المطاعم، يعيش على هامش الحياة، وليس لديه أية اهتمامات سياسية أو ثقافية، وبالرغم من راتبة القليل، إلا أنه مدمن على المراهنات، رغم خساراته المتلاحقة.
فجأة يظهر زميلة القديم من أيام الدراسة، الكاتب "ميلر" (مايكل مورفي)، ويطلب منه أن يقدم "السيناريوهات" إلى الاستوديوهات لإنتاجها، وأن يكون "واجهة" له، لأن اللجنة "المكارثية"، وضعته على القائمة السوداء، بتهمة أنه شيوعي، وذلك مقابل 10% من قيمة عقد كل سيناريو.
هذا الظهور المفاجئ لكاتب موهوب، يبهر الجميع، ويصعد نجمه في عالم الكتابة، ويصبح "واجهة " لعدد من الكتاب، ويقع في حب، فلورنس باريت (أندريا ماركوفيتشي)، التي تعمل في تقييم السيناريوهات، والتي تعجب بما يكتبه "هوارد" وهذا الاعجاب تطور إلى علاقة حب، استمرت بعد أن تركت "فلورنس" شركة الانتاج، احتجاجا على ممارسات لم يقبل بها ضميرها.
تأخذ علاقة "هوارد" مع فلورنس، جزءا من وقت الفيلم، لكن نظرته تبدأ بالتغير، خاصة عند انتحار الممثل الكوميدي "هيكي" (زيري موستل)، والذي يمثل نموذجا لما الحقته "المكارثية" من دمار مهني واجتماعي ومادي في حياة الفنانين، حيث قامت اللجنة بابتزازه، وتجنيده لجمع معلومات عن "هوارد"، وخطيئته الوحيدة أنه سار في مظاهرة في يوم "عيد العمال".
 أقوى مشاهد الفيلم، في النهاية، حيث التصالح مع الذات، والوعي بمسؤوليته، حيث يقرر "هوارد" الكشف عن حقيقة شخصيته لحبيبته" فلورنس"، وأنه مجرد "واجهه" لا علاقة له بالكتابة، وأيضا عندما يقف أمام لجنة الأنشطة المعادية لأميركا، حيث يراوغ في إجاباته، أمام إصرار اللجنة على انتزاع اعتراف منه، وأن يلصق أي تهمة بأي أحد، حتى لو كان ميتا، لأن اللجنة لا تريد أن تخرج بدون أي معلومات، حتى ولو كانت ملفقة.
وما بين مراوغة "هوارد" واستجداء اللجنة بأي معلومة، ينهض، ويسأل عن مدى شرعية هذه اللجنة، ويعلن أنه يرفض أن توجه إليه أية أسئلة، ويغادر مكان الاستجواب، مخاطبا اللجنة "اذهبوا إلى الجحيم".
 ويخرج، لنراه في المشهد الأخير، مكبلا بالقيد بيد شرطي، حيث تعانقه "فلورنس" فرحا بموقفه، وحوله مجموعة من الأشخاص الذين يشدون على يده، مؤيدين له.
قد لا يكون فيلم "الواجهة" هو الرواية الكاملة، لتلك المرحلة الصعبة، رغم أن المخرج والكاتب هما من ضحايا "المكارثية"، وتنزل أسماء أشخاص من الذين تم وضعهم على القائمة السوداء. لكن نهاية "هيكي"، تمثل ذروة مأساة تلك المرحلة السوداء، بتأثيرها المادي والنفسي على المبدعين، وعلى عائلاتهم وأصدقائهم، كما أن المشهد الأخير، يطرح سؤالا هاما حول شرعية "المكارثية" التي تعتبر خارجة على القانون، وتلفيقها التهم تجاه الأشخاص المستهدفين.
إيقاع الفيلم، يعطي المتلقي فرصة للتأمل، وقد يبدو بطيئا، بالرغم من الموضوع السياسي الذي يحتمل الإيقاع السريع، ويقدم "وودي اّلن" دورا مختلفا إلى حد كبير عن غالبية أدواره، ويبرز أداء "زيرو موستل"، بدور "هيكي"، بكل ما تحمله من الشخصية من خيبات واحساس بالاحتقار والخضوع للشروط، وصولا إلى لحظة التمرد والانتحار.
كما تم توظيف اجواء الاربعينات والخمسينات في بداية الفيلم،بمرافقة اغنية”young at heart”.في البداية والنهاية.
 
2023 © جميع الحقوق محفوظة - صوت العرب للسينما والثقافة والفنون