المسرح الاردني …الى اين؟.
2022 ,05 أيار
دعاء مأمون: صوت العرب – الاردن.
يملك مسرحنا الاردني تجربة متراكمة،ونواة مهمه وملهمه من خريجين مسرح واعلام ومسرحيين وممثلين اكاديمين وغيرهم موهوبين وكتاب ،،ولكن.
الان وقد تجاوزنا جائحة كورونا،التي ربما كانت احيانا"شماعة" لتعليق ضعف الاعمال المسرحية عليها،ولم يوثق لدينا مسرحا مهما ولم نر مسرحيا مهما او ملهما. وكنا نتفاجأ بالعروض التي يمكن ان نصفها بالسمجه سواء من محاولات فرديه او مدعومه من قبل وزارة الثقافة. 
وبالرغم من وجود اسماء مهمة في كافة عناصر العرض المسرحي ، الا ان ماشاهدناه في كثير منه لايمتلك الحد الادنى من مواصفات المسرح. ومن المؤكد ان المسرح الاردني يمر بمرحلة بحاجة الى الغربله والكثير الكثير من الدراسات والابحاث.
وما مايقدم الان ماهو الا مجرد فوائد تعود لجيوب بعض المهرجين المعروفين تحت مسمى "تنفيعه" جعلت بعض من الفنانين اصحاب القامات الرفيعه جالسين من منازلهم وحجبوا انفسهم عن الحضور للمسرح نظرا لكون مايقدم تحت مسمى المستوى الهابط فنيا وفكريا.
لقد كان المسرح الاردني معروفا في بداياته يقدم مسرحيات تاريخيه ودينيه واجتماعيه واعمال عالمية، وبعض المحاولات في التأليف،واستطاع المسرح الاردني ان يضع بصمته على المستوى العربي. 
ولاحقا كانت الاعمال المسرحية والمهرجانات الاردنية لها حضورها، تمثل حالة نشطه،وقدمت كليات الفنون اسماء في مختلف المجالات، رفدت الحركة المسرحية،لكن بعضها غادر المسرح، والاغلب فقد شغفه، ربما لاسباب تخص المسرحيين انفسهم ومدى ايمانهم بانفسهم وفنهم،فاصبحت اعمالهم اما لمجرد المشاركة، او انها وسيلة ل"العيش".
في نظرة للمواسم المسرحية الاردنية فان غالبية مايتم انتاجه هو بدعم من وزارة الثقافة،وشكلت حالة كان يمكن البناء عليها بشكل تراكم ايجابي،الا انه في الفترة الاخيرة اصبح الدعم مجرد اموال مهدورة، على نفس المخرجين وتنفيع للاصحاب اكثر من اعطاء فرص للمستحقين. وماشاهدناه مؤخرا من تجارب مسرحيه مقدمه على مسرح المركز الثقافي الملكي لا يقارن ابدا بما قدم عليه سابقا.
السؤال هو هل سيستمر نفس المسرح الذي شاهدناه في ظلال كورونا، ام ان وزارة الثقافة لديها رؤية مختلفة للمرحلة الجديدة؟ وهل ايضا..وهذا هو الاهم،هل المسرحي الاردني يبحث عن مسرح حقيقي،يسعى من خلاله تقديم اعمال تليق بوعي وذائقة المشاهد الاردني والعربي؟؟؟...سنرى..!!! 
 
2023 © جميع الحقوق محفوظة - صوت العرب للسينما والثقافة والفنون