2024 ,31 آذار
صوت العرب:تونس.
في احتفال المسرح الوطني التونسي باليوم العالمي للمسرح، كان الاحتفاء بقيم "أب الفنون" الخالدة والنبيلة والجوهرية ينطلق من فلسطين وإليها يعود، خطابا وقضية وبرمجة... وقد تمّ اختيار عرض "مترو غزّة" لمسرح الحرية بجنين ليكون فاتحة تظاهرة "تونس مسارح العالم" في دورتها الثانية التي انطلقت تزامنا مع إحياء اليوم العالمي للمسرح مساء الأربعاء 27 مارس الجاري لتتواصل إلى غاية 2 أفريل 2024.
بحضور الوزير المكلّف بتسيير وزارة الشؤون الثقافية المنصف بوكثير، احتضنت قاعة الفن الرابع بالعاصمة الاحتفال باليوم العالمي وافتتاح تظاهرة "تونس مسارح العالم" في دورتها الثانية . وفي كلمته بهذه المناسبة، قال المدير العام للمسرح الوطني معز المرابط : "تحيي تونس هذا العام مع سائر دول العالم اليوم العالمي للمسرح الموافق ليوم 27 مارس من كل سنة. وللأسف تكتنف إحياء هذا اليوم مرارة من الآلام وجرعات من القهر والعجز أمام مشاهد التقتيل الوحشي في غزة التي تحوّلت غزة إلى ركح كبير تتجسد فيه المأساة الإنسانية بكل أبعادها العميقة ... إنّ الفنانين المسرحين التونسيين بإحيائهم لهذا اليوم العالمي لواعون تمام الوعي أنهم بما ينحتونه على مدار السنة من إبداعات وإنتاجات مسرحية إنما يحاولون الإسهام في نصرة القضايا العادلة وتوجيه دفة الإنسانية إلى بر السلام الشامل الذي ينعم فيه كل فرد من أفراد العالم بحقه في الحياة والحرية والعيش كما يشاء هو لا كما يسطّره الآخرون".
ومن جهته، أفاد الوزير المكلّف بتسيير وزارة الشؤون الثقافية المنصف بوكثير في كلمته بالقول: تُحيي دول المعمورة هذا اليوم العالمي في ظرف دقيق تشهد فيه غزّة مأساة إنسانية قاتمة الملامح، تتوزع فيها الأدوار بين كيان غاصب وبين شعب مقاوم... إنّ إحياء هذا اليوم العالمي للمسرح يستدعي وقفة تأمل في ماهيّة ما يقدّمه هذا الفن النبيل الراقي من إبداعات وإنتاجات خدمة لكل القضايا الإنسانية وفي مقدمتها حق الشعوب على اختلافها في تقرير مصيرها والعيش في أمن وسلام".
في اليوم العالمي للمسرح، كرّمت مؤسسة المسرح الوطني مديرها السابق والمخرج المسرحي أنور الشعافي اعترافا وعرفانا لمسيرة فنية متميزة قدّمت مرجعيات وجماليات مغايرة للسائد ومختلفة عن المعتاد في مجال الفن الرابع.
على ركح قاعة الفن الرابع بالعاصمة، قام الفنان أنور الشعافي بتلاوة رسالة اليوم العالمي للمسرح كما ترجمها بقلمه إلى العربية نقلا عن رسالة "جون فوسه" الذي كلفته الهيئة الدولية للمسرح بكتابة رسالة سنة 2024 ، فجاءت تحت عنوان "الفنّ هو السلام". وقد تعمّد أنور الشعافي قراءة الرسالة بشكل متقطع ومشوّش وفاء لروح كتابات المؤلف المسرحي النرويجي "جون فوسه" التي يميّزها الصمت والتكرار وغياب الحبكة...
في انتصار إلى بطولة فلسطين في التمسك بأرضها وفي تحية إلى غزّة في ملحمة صمودها، اختار المسرح الوطني التونسي أن يفتتح تظاهرة "تونس مسارح العالم" في دورتها الثانية مساء 27 مارس 2024 بعرض أول في تونس لمسرحية "مترو غزّة" لمسرح الحرية بجنين وإخراج هيرڤي لويشيمول وأداء كل من شادن سليم وأحمد طوباسي وياسمين شلالدة.
وقد تم اقتباس مضمون هذا العرض من عمل فنّي تركيبي متعدد الوسائط أنتجه قبل نحو 10 سنوات الفنان التشكيلي الفلسطيني محمد أبو سلّ في محاولة لتسهيل حركة النقل في قطاع غزة مقترحا إمكانية إنشاء شبكة قطارات تحت الأرض تصل الضفة الغربية بقطاع غزة عبر الأنفاق. على امتداد ساعة من الزمن، يجسّد "مترو غزة" حكاية فتاة من "حيفا" تقرّر السفر إلى غزّة بحثا عن صديقها "جميل" الذي فقدت التواصل معه افتراضيا. فتصادف في رحلتها الغامضة شابا يعمل في شبكة المترو وفتاة قد توصلها إلى مكان صديقها المفقود. تتواتر الأحداث والشهادات عن وطن جريح وقصص استشهاد وموت وحلم ... هي ثلاث شخصيات متشظية ومنكسرة تتلاقى وتتنافر لكنها تشترك في الحلم بالحرية... بالسلام !
