مشاركة وزيرة الثقافة هيفاء النجار في أعمال قمة العافية الشمولية
النجار: من المهم لنا أن نعرف كيفية التجسير مابين الذات والروح، وبين ما نعرفه وما نؤمن به لنحصل على العافية.
صوت العرب: الاردن.
شاركت وزيرة الثقافة هيفاء النجار في أعمال قمة العافية الشمولية من أجل مجتمعات أكثر إنسانية وفاعلية وحوارية،
The Wellbeing Summit for Social Change التي عقدت خلال الفترة من الأول وحتى الثالث من حزيران الجاري في مدينة بيلباو بإسبانيا، في جلسة حوارية بعنوان (كيفية إدماج مفهوم العافية في السياسة العامة) ضمن محور العافية والسياسات العامة.
وقدمت النجار في الجلسة الحوارية التي عقدت اليوم الجمعة 3/6 بمشاركة وزيرة التربية الفرنسية السابقة، ونائب رئيس الوزراء الأرجنتيني، ورئيس جامعة إعداد السياييين الجدد، تصورا شاملا حول كيفية مساهمة السياسات الثقافية في تعزيز مفهوم العافية كمدخل من مداخل تغيير المجتمعات التي تؤدي لإحداث تحولات مجتمعية إيجابية.
وقالت النجار إن مفهوم العافية ما زال سؤالا مطروحا للنقاش والتفاعل، وإن هذه الكلمة بكل ما تحمل من معنى كانت جزءا مهما من رحلة التعلم الطويلة في عملي كمربية، وجزء من رحلتي إلى الجزء الداخلي من ذاتي، وعلاقتي بمن حولي من عائلتي وزملائي ومجتمعي، وجزء من تعريفي لهويتي وما أمثله.
وأضافت، أنه من المهم لنا أن نعرف كيفية التجسير مابين الذات والروح، وبين ما نعرفه وما نؤمن به لنحصل على العافية، وأن العافية والعقلانية والانفتاح على العالم هي التي ستجلب لنا الحرية والعدالة والوئام، ومد الجسور إلى علاقات جديدة والقدرة على تبني هذه العلاقات، وهي التي ستفتح أمامنا أبواب الاستمتاع بنظم وتذوق الشعر، وجمال الطبيعة وتجنب الإساءة للآخرين.
وقالت إننا قمنا نوعًا ما بسجن إنسانيتنا في غرف الفصول الدراسية، وسمحنا بتغول العلوم من كيمياء وفيزياء وغيرها على أهميتها لتطغى على إنسانيتنا، و تركنا العنان للمؤرخين و السياسيين بسرد قصصنا و لم نسردها بأنفسنا، وهذا أدى لما يشهده واقعنا الحالي، وإن علينا اليوم أن نستدعي قصصا جديدة مبنية على أسس الإنسانية والجودة والمساواة والعدالة، والإنسانية المشتركة، والانفتاح على العالم، وإعادة البناء على علاقاتنا والاحتفاء بحياتنا والعيش المشترك بشجاعة.
وقالت، نحن هنا اليوم لنناقش أمرا مثل كيفية تحويل أستاذ رياضيات في مدرسة حكومية ليكون استاذا متمكنا من مادته التي يدرسها و أستاذا للفن والمسرح في ذات الوقت، وقائدا ملهما للتغيير.
وشددت على أننا بحاجة للاحتفاء باختلافنا لخلق طاقات جديدة وسياسات جديدة، وإعادة تشكيل قيمنا وترسيخ العافية لنتخطى دواخلنا إلى الاحتفال الجمعي، بدءا من الاحتفاء بالاشخاص بأسماءهم، والمعارف التي يمتلكونها، وسياساتهم وتوجهاتهم العاطفية والسلوكية، ثم تعلم كيفية إطلاق وخلق أسئلة جديدة، والتوافق على كتابة قصصنا ومواصلة استدعاء الأمل والحياة، وتربية الأجيال القادمة على الكرامة والنزاهة دون أن نفرض عليهم أجنداتنا الخاصة أو السياسية.
وأضافت ، إذا لم نتحد معا بطريقة مختلفة بحيث نضع إنسانيتنا كأولوية، ولا نصنف قطاعات العمل لعامة وخاصة، ونعيد النظر في الاقتصاد والسياسات الحالية، وإنتاج المزيد من الدراسات والأبحاث، فلن نحقق أهدافنا وصولا إلى التغيير والتحول المجتمعي الإيجابي.
كما عبرت النجار عن اعتزازها بأردنيتها وعروبيتها وتاريخ وحضارة أمتها، مشيدة بالدور العظيم الذي يقوم به الأردن وقيادته الحكيمة في ترسيخ أسس السلام والعيش المشترك و تقبل الآخر، و تبنى مفهوم المساءلة، ونبذ العنف والحروب، وأن دورها وزيرا للثقافة يحتم عليها أن تكون قائدا للتغيير من خلال بث الأمل، والعمل بشفافية واحترام، وخلق القيم وترسيخها في النفوس، معلنة البدء بوضع الأساس لسياسة شاملة للعلاقة بين الثقافة و العافية كنتاج لهذه القمة .
يذكر أن هذه القمة تعد الأولى من نوعها، حيث تجمع أكثر من 1000 من القادة العالميين في مجالات التغيير الاجتماعي والحكومة والأعمال لإجراء محادثات واستعراض تجارب فنية من شأنها أن تعمق الفهم الجماعي للعافية الفردية والجماعية في سياق التغيير الاجتماعي، من أجل تغيير الثقافة السائدة سعيا لتحسين الصحة العقلية، وتسليط الضوء على كيفية قيام الأفراد والمنظمات بتحولات عميقة، وما يجب فعله لضمان تعزيز هذه الجهود وتوسيع نطاقها.
وقد ناقشت جلساتها الروابط بين العافية الفردية والتنظيمية والمجتمعية، وتتنوع موضوعاتها من علم الأعصاب، الانتماء البيئي، الصدامات بين الأجيال، وكيفية تشجيع الثقافات التنظيمية الصحية، الروحانيات والطقوس، التنوع والإنصاف والشمول، كما وتضمنت برنامجا للفنون المرئية وفنون الأداء بمشاركة أكثر من 85 فنانًا في 10 أماكن.
علما بأن منظم القمة هو مشروع العافية
The Wellbeing Project وهو مبادرة عالمية منهجية تحفز ثقافة العافية والصحة العقلية لجميع صانعي التغيير، وتم اختيار مدينة بلباو إسبانيا لعقد القمة كونها تعد مركزا دوليا للفن والثقافة.