مؤسسة "شومان" تستضيف "الاخضر الإبراهيمي" في حوارية بعنوان "العرب في عصر الحرب الباردة الثانية".
2022 ,31 آذار

صوت العرب: الاردن.

قال السياسي والدبلوماسي الجزائري الأخضر الإبراهيمي، إن الحرب العالمية الباردة انتهت بانهيار الاتحاد السوفيتي في أواخر الثمانينيات من القرن الماضي، وأصبح هناك قطبا منتصرا وآخر منهزم.  

وأضاف خلال حوارية نظمها منتدى مؤسسة عبد الحميد شومان، ذراع البنك العربي للمسؤولية الثقافية والاجتماعية، بعنوان: "العرب في عصر الحرب الباردة الثانية"، وأدارتها العين الدكتورة علياء بوران: " قيل لنا آنذاك أن القطب المنتصر من حقه أن يفرض نظاما جديدا على العالم، وأنه سوف يستمر في السيطرة لمدة طويلة قد تمتد الى نحو 100 عام". 
وبين أن البعض كانوا يدركون بأن الحرب الباردة انتهت ودخل العالم في فترة انتقالية قد تكون طويلة أو ربما قصيرة مع تأكدهم بقيام نظام عالمي جديد تكون الولايات المتحدة الأميركية هي الأقوى وربما تجد من يكون ندا لها من القوى الجديدة في العالم، منوها الى ظهور قوى عظمى جديدة عالميا وهي الصين الشعبية التي أصبحت ندا قويا للولايات المتحدة، كما أشار الى أن التكهنات جميعها تفيد بأن الصين ستسبق الولايات المتحدة في بعض المجالات وخاصة الاقتصادية في غضون 30 عاما. 
وكشف الإبراهيمي أن الولايات المتحدة كانت قد ساعدت الصين في بداياتها على أن تتطور وتتقدم، لأن الصين في نهاية القرن الماضي كانت علاقاتها متوترة مع الاتحاد السوفيتي، في سعي منها لتكون الصين حليفة لها ضد الاتحاد السوفيتي.
وزاد الإبراهيمي: أن الصين أصبحت الآن منافسة قوية للولايات المتحدة في مجالات مختلفة وقد تغير موقف الولايات المتحدة تجاهها، وقد ظهر هذا التغير بداية في عهد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، وتأزمت العلاقات بين الطرفين في عهد الرئيس ترامب، وأستمر كذلك إلى الآن.
وحذر الإبراهيمي من الأزمات المحلية والعالمية، لأن أي واحدة منها قد تتطور الى الأسوأ كما نشهد الآن في أوكرانيا، مشيرا الى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمح إلى أمكانية استعمال الأسلحة النووية في الحرب. 
وبين أن الأزمات العالمية يتزايد عددها سنة بعد أخرى، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة لاحظت أنه بعد نهاية الحرب الباردة تضاءل عدد الحروب المحلية حتى عام 2005 – 2006، حيث بدأ يرتفع من جديد. 
وقال إنه في نهاية الحرب الباردة كانت هناك وعود صريحة من قبل حلف الناتو بعدم التوسع شرقا، وقد خالفت وعدها في ظل عدم مبالات الدول الغربية حتى وصلنا الى اندلاع حرب قاسية على الشعب الأوكراني، "حرب أعلنت بوضوح أننا سندخل في حرب باردة جديدة، ليست بين روسيا والولايات المتحدة الأميركية، وإنما بين الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة، والصين الشعبية"، موضحا أن هذه الحرب لم تتضح معالمها بعد فيما يتعلق بالدول التي ستنضم الى الجانبين.
وأشار الإبراهيمي الى العديد من الأزمات السياسية في عالمنا العربي مثل أزمات العراق ثم سوريا وليبيا إضافة الى القضية العربية الأساسية وهي فلسطين، موضحا أنه لا يمكن لأي أزمة أن تبقى داخلية بل لا بد لها أن تتحول فورا إلى إقليمية ثم دولية، وهذا ما شهدناه في منطقتنا، مستعرضا الآثار الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي خلفتها تلك الأزمات على الدول والشعوب العربية.
وحول القضية الفلسطينية، قال: "أيدت مقاطعة جنوب أفريقيا، وأنا اليوم كذلك أقاطع وأؤيد مقاطعة إسرائيل، لأن النظام الذي قاطعته في جنوب أفريقيا، هو نفسه القائم الآن في فلسطين".
وتطرق الأخضر الإبراهيمي في الحوارية الى العديد من الأمور والقضايا السياسية الإقليمية والدولية التي تشغل العالم العربي والعالم في الوقت الراهن.    
 وكانت بوران أشارت في بداية الحوارية، إلى أنه خلال القرن الماضي، عاش العالم انقساما حادا فيما كان يعرف بعالم ثنائي القطبية، أو بين حلف شمال الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة وحلف وارسو بقيادة الاتحاد السوفيتي السابق، مبينة أنه خلال تلك الفترة لم تكن هناك حرب معلنة، ولكن التنافس الأميركي السوفيتي أفرز ما عرف بالحرب الباردة؛ اندرجت خلالها القوتان بتنافس شديد وسباق للتسلح وصراعات سياسية واستقطاب الدول الأخرى، ليخرج هذا التنافس من دائرة أوروبا ويشمل العالم بأجمعه تقريبا.
وأضافت بوران، أن تلك الحقبة انتهت تقريبا وأصبحت اليوم تاريخا أو هكذا ظن العالم، بانهيار الاتحاد السوفيتي وتفككه، مبينة أنه ومنذ مطلع التسعينات عاش العالم في ظل قطبية واحدة هيمنت عليها الولايات المتحدة الأميركية.   
وحضر الحوارية عقيلة الإبراهيمي، وكريمته سمو الأميرة ريم علي، والعديد من السياسيين والدبلوماسيين، ورئيس مجلس إدارة مؤسسة عبد الحميد شومان صبيح المصري، والمديرة العامة التنفيذية للبنك العربي رنده صادق، والرئيسة التنفيذية للمؤسسة فالنتينا قسيسية، وجمع من المهتمين. 
يشار الى أن الأخضر الإبراهيمي ولد عام 1934 في الجزائر، ودرس القانون والعلوم السياسية في الجزائر وفرنسا، ما أتاح له تقلد العديد من المناصب في بلاده وفي الأمم المتحدة، فقد مثّل جبهة التحرير الوطني في جاكرتا وهو في الـ 22 من العمر، وقد شغل العديد من المناصب كسفير للجزائر في المملكة المتحدة، ومساعد للأمين العام لجامعة الدول العربية في الفترة 1984-1991، ووزير لخارجية بلاده بين عامي 1991-1993.
انتقل الإبراهيمي بعدها للعمل في الأمم المتحدة، ليدخل مرحلة جديدة من العمل الدبلوماسي الأممي، فكان مبعوثا خاصا إلى جنوب أفريقيا، ثم هاييتي. وفي العام 1997 أصبح ممثلا خاصا للأمم المتحدة في أفغانستان والعراق. كما تم اختيار الإبراهيمي مبعوثا مشتركا للجامعة العربية والأمم المتحدة إلى سورية.
وتعد مؤسسة عبد الحميد شومان؛ ذراع البنك العربي للمسؤولية الاجتماعية والثقافية والفكرية، مؤسسة ثقافية لا تهدف لتحقيق الربح، وتعنى بالاستثمار في الإبداع المعرفي والثقافي والاجتماعي للمساهمة في نهوض المجتمعات في الوطن العربي من خلال الفكر القيادي والأدب والفنون والابتكار.
 

 

2023 © جميع الحقوق محفوظة - صوت العرب للسينما والثقافة والفنون