صوت العرب: الاردن.
ناقشت حوارية نظمها منتدى عبد الحميد شومان الثقافي مساء أمس، أثر الذكاء الاصطناعي على البشرية في الوقت الراهن، في ظل مساهماته التي شكلت إضافات نوعية للتقدم الإنساني.
كما طرحت الحوارية التي شارك فيها المؤسس والمدير التنفيذي لشركة ميس الورد المهندس نور خريس، ومدير منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا برابطة مشغلي الهواتف النقالة "GSMA" المهندس جواد عباسي، والأستاذ المساعد في جامعة عمان العربية (تخصص هندسة برمجيات) الدكتورة هيفاء أبو العدوس، وأدارها الرئيس التنفيذي المؤسس في "آب نيو نورمال فنتشرز" لتقنيات الذكاء الاصطناعي المهندس رامي الكرمي، التحديات التي خلقها الذكاء الاصطناعي والمتمثلة في العديد من المجالات.
وأشار المشاركون في الحوارية، الى أن التقدم العلمي الهائل، استطاع أن يمنح البرامج الحاسوبية خصائص معينة تحاكي من خلالها القدرات الذهنية البشرية، وأنماط عملها، كما منحتها تلك الخصائص القدرة على التعلم المستمر، ما يجعلها تطور من مهاراتها ومنتجها النهائي بذاتها.
وأكدوا أن الإنسان استفاد كثيراً من تطبيقات الذكاء الاصطناعي في العديد من المجالات الحيوية، خصوصا ً في المجالات الطبية وإجراء العمليات الجراحية الدقيقة، وفي مجالات تطوير الزراعة وزيادة مساحاتها لتأمين الطلب المتزايد على الغذاء. كما يستخدم في مجالات البيئة والهندسة وغيرها الكثير.
المهندس جواد عباسي قال: إنه يوجد في العالم نحو 7 مليار ونصف نسمة، منهم حوالي 5 مليارات يستخدمون الهاتف الخلوي، مشيرا الى أنه من المتوقع أن يرتفع هذا العدد الى 5 مليار و700 مليون نسمة في العام 2025، حيث ستكون الزيادة الأعلى في منطقة شرق آسيا والتي تقدر بنحو 188 مليونا.
وأضاف أن العالم يستخدم حاليا 4 تقنيات حديثة للهاتف الخلوي، وهي الجيل الثاني والثالث والرابع والخامس، مشيرا في هذا الصدد الى أن الأردن يستخدم فقط الجيل الثاني والثالث والرابع، مبينا أن العالم يتجه خلال الفترة المقبلة الى إغلاق شبكات الجيل الثاني والثالث في حين سينمو الجيل الرابع وكذلك الخامس الذي سيصبح المستخدمون له خمس الذين يستعملون الهاتف الخلوي في العام 2025.
ونوه عباسي الى أن الجيل الرابع يعد أول تقنية متجانسة على مستوى العالم، وهو كذلك أول من أطلق خدمات وتطبيقات يستخدمها الانسان في حياته اليومية، مشيرا الى أن الجيل الخامس يتميز بشكل واضح عن الجيل الخامس بالسرعة كذلك بسرعة الاستجابة، وهي تقنية مهمة جدا في السيارات ذاتية الحركة والمجالات والعمليات الطبية والمناجم وغيرها من المجالات.
من جهته أكد المهندس نور خريس، أهمية تقنية الجيل الخامس والسرعات التي يوفرها لاستخدامها في كثير من المجالات، كذلك توفير المعلومات ودراستها وتحليلها من أجل تحقيق التطور الذي ننشده، مشيرا الى أن ضعف بعض القطاعات في الأردن اليوم، يتمثل في عدم القدرة على جمع المعلومات اللازمة لأي مشروع، منوها الى ضرورة أن تقوم الجهات المعنية بجمع المعلومات وتوفيرها للخروج بنتائج مفيدة.
كما بين أهمية التشارك والتنسيق بين مختلف الجهات والقطاعات من حيث الشفافية في تبادل ونقل المعلومات فيما بينها، مؤكدا ضرورة تحسين شبكة الاتصالات وتوفير الجيل الخامس لتجنب التأخر في المجالات التي تهم المجتمع.
وقال خريس: اننا في الأردن نشاهد بعض الإنجازات في مجال الزراعة، حيث يقوم الكثير من المزارعين بقطع أشواط متقدمة في موضوع (الأتمتة)، كما أن منتجاتهم قادرة على المنافسة في الأسواق، لكنهم بحاجة الى الدعم.
وأشارت الدكتورة هيفاء أبو العدوس، في معرض تعريفها للذكاء الاصطناعي، الى أن الآلة أصبحت باستطاعتها الآن أن تحاكي ذكاء الانسان، وهذا الأمر كان في الماضي يعتبر تحديا فعليا بأن تقوم الآلة بذلك من حيث قدراتها كآلة.
وقالت إن العالم يتطور ويتغير باستمرار، مما يتطلب توفير التشريعات والموارد اللازمة لمواكبة هذا التطور، مشيرة الى أن من أهم التحديات التي تواجه التعليم والجامعات في هذا الشأن بالإضافة الى الموارد، هي المواد التي تطرح في الجامعات والتي يتطلب تدريسها أخذ الموافقات اللازمة من قبل الجهات المعنية، متطرقة الى الفجوة الكبيرة بين التعليم والتخصصات الجامعية واحتياجات سوق العمل.
وحول تخوف البشرية من أحلال التكنولوجيا والآلة مكان وظائفهم، أشارت الدكتورة أبو العدوس الى أنه عند ظهور تكنولوجيا جديدة تختفي بعض الوظائف وتظهر أخرى جديدة بديلة، مبينة أننا أصبحنا نسمع اليوم بوظائف جديدة كصانع محتوى أو (يوتيوبر) وغيرها من الوظائف المرتبطة بالتكنولوجيا والتي لم نكن نسمع بها من قبل.
وتعد مؤسسة عبد الحميد شومان؛ ذراع البنك العربي للمسؤولية الاجتماعية والثقافية والفكرية، مؤسسة ثقافية لا تهدف لتحقيق الربح، وتعنى بالاستثمار في الإبداع المعرفي والثقافي والاجتماعي للمساهمة في نهوض المجتمعات في الوطن العربي من خلال الفكر القيادي، والأدب والفنون والابتكار.