حوارية في مؤسسة "شومان" بعنوان "كورونا.. مراجعة وماذا بعد؟".
2022 ,02 آذار
صوت العرب:الاردن.
استعرضت حوارية نظمها منتدى مؤسسة عبد الحميد شومان الثقافي، بعنوان "كورونا.. مراجعة وماذا بعد"، الإجراءات التي اتخذها الجهات المعنية عالميا ومحليا خلال العامين الماضيين من الجائحة، والآثار التي تركتها على مختلف الأصعدة وخاصة الصحية والاقتصادية والتعليم.
وحاولت الحوارية التي شارك فيها وزير التربية والتعليم ووزيرً التعليم العالي والبحث العلمي الأسبق وأستاذ علم الفيروسات في كلية الطب في الجامعة الأردنية الدكتور عزمي محافظة، ووزير الدولة للشؤون الاقتصادية الأسبق الخبير الاقتصادي الدكتور يوسف منصور، وأدارها الممثل المقيم للمعهد الهولندي للديمقراطية متعددة الأحزاب المهندس رامي العدوان، رسم خريطة للطريق الذي يجب سلوكه لكي تكون تأثيرات الجائحة في أقل مستوياتها.
الدكتور محافظة بين أن العالم يقترب من انتهاء الوباء، وهذا التطور الطبيعي للأوبئة، مشيرا الى أن الأوبئة عادة ما تستمر من سنة ونصف الى سنتين وتحدث موجتين أو ثلاث وتنتهي، مبينا أن متحور " أوميكرون" هو تطور طبيعي في المرض، وقد يحدث المرض الشديد وقد يتطلب الإصابة به الدخول الى المستشفيات وأحيانا قد تحدث الوفيات، على عكس ما يعتقد البعض بأنه متحور ضعيف، وقد أثبتت الدراسات أن "أوميكرون" يشبه متحورات الفيروس الأخرى بنسبة 75 بالمئة.
وقال إن الاختلاف والفرق الذي نشهده الآن بعدد الإصابات والوفيات وشدة المرض، بسبب المناعة التي اكتسبها الناس من خلال الإصابة السابقة بالمرض وتلقيهم المطاعيم التي حمتهم بنسب عالية، مشيرا الى أن معظم الوفيات بمتحور "أوميكرون" هم من غير المطعمين وكبار السن ومن لديهم أمراض مزمنة، مؤكدا في هذا الصدد أن نسبة الوفيات بين صغار السن وطلاب المدارس ضئيلة جدا.     
وأشار محافظة الى تأثر قطاعي التعليم والصحة بشكل كبير بسبب الجائحة، مبينا توقف العديد من البرامج الصحية خلال الجائحة ومنها برنامج التطعيم الوطني الذي توقف نحو 8 أسابيع تقريبا بشكل كامل، كذلك توقف البصمة الوراثية ومراكز الأمومة والطفولة، إضافة الى التوقف عن تقديم الخدمات الصحية لمرضى الأمراض المزمنة والصحة العقلية، مما سيترتب عليه نتائج سلبية على المدى القصير والطويل أيضا.
ونوه الى بعض الإنجازات التي تحققت على أرض الواقع وخاصة على مستوى المطاعيم، مشيرا الى ضرورة الاستمرار في برنامج المطاعيم للوصول الى نسب أعلى مما عليه هي الآن، كذلك الاستمرار في اتخاذ الإجراءات الوقائية وفتح مختلف القطاعات وخاصة المدارس.
من جهته أكد الدكتور يوسف منصور، أن الجائحة تركت آثارا سلبية واضحة ليس فقط على الاقتصاد الوطني بل على العالم ككل، مشيرا الى البنك الدولي أجرى دراسة في منتصف عام 2021 أظهرت أن نحو 41 بالمئة من الشركات في العالم كانت على وجه الإغلاق، بعضها واجهت هبوطا في المبيعات، مثلما كان الأثر السلبي على الشركات الصغيرة أكبر من الشركات الكبيرة والمتوسطة، وأن 26 بالمئة منها قامت بالاستغناء عن خدمات العمال لديها.
وأوضح أن الإحصاءات تدل على وجود تشوهات دائمة على الاقتصاد نتج عنها الارتفاع في معدلات البطالة والتراجع بمعدلات النمو، مؤكدا ضرورة أن نبقى نتعامل مع آثار كورونا باهتمام وبسرعة أكبر، مستشهدا بالأحداث التاريخية عندما واجه العالم كسادا اقتصاديا في العام 1929 و2008. 
كما أشار منصور الى مشكلة البطالة التي يعاني منها الأردن والتي تزايدت أرقامها بشكل كبير وخاصة خلال الجائحة، مبينا أن البطالة ليست مشكلة بحد ذاتها بل هي نتيجة أخطاء وسياسات وقرارات تراكمية. 
وأوضح أن العالم في بداية الجائحة لم يكن على معرفة بفيروس كورونا وكيفية التعامل معه، مستعرضا الإجراءات الاقتصادية التي تم اتخاذها من قبل الجهات المعنية في المملكة في سعيها للتخفيف من الآثار السلبية على المواطنين، داعيا الى ضرورة فتح القطاعات المختلفة لأن الاقتصاد الوطني لا يحتمل العودة الى الاغلاقات، كذلك زيادة ضخ السيولة المالية وفتح الإقراض والتركيز على الشركات الصغيرة إضافة الى التفكير في زيادة معدلات النمو.
وأستعرض العديد من أصحاب الاختصاص في مختلف القطاعات، خلال الحوارية، التحديات والصعوبات التي واجهتها قطاعاتهم خلال الجائحة، واقترحوا بعض التوصيات للخروج من الجائحة بأقل الخسائر.  
وكان العدوان أشار في بداية الحوارية الى الإجراءات التي اتخذتها الحكومة للحد من انتشار جائحة كورونا والتخفيف من آثارها على المجتمع، كذلك التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية التي احدثتها تلك الإجراءات التي فرضتها الجائحة.   
والجدير بالذكر أن "شومان" ذراع البنك العربي للمسؤولية الثقافية والاجتماعية، وهي مؤسسة ثقافية لا تهدف لتحقيق الربح، تعنى بالاستثمار في الإبداع المعرفي والثقافي والاجتماعي للمساهمة في نهوض المجتمعات في الوطن العربي من خلال الفكر القيادي والأدب والفنون والابتكار.
 
 
2023 © جميع الحقوق محفوظة - صوت العرب للسينما والثقافة والفنون