الليلة :ختام ليالي الفيلم النرويجي بفيلم" التعامل بعناية".
2022 ,17 تشرين الثاني
قسيسية: نعمل على عرض نماذج من الأفلام ذات النوعية الرفيعة سينمائيا وفكريا، وتعريف الجمهور المحلي في الأردن بالثقافات الانسانية.
السفير ايسبن: نحن معكم هذه الليلة هنا لمناقشة ابعاد فيلم الافتتاح،ونتطلع الى سماع اراءكم،لان الثقافة والفنون، هي ضرورة لبناء الجسور بين الشعوب.
رسمي محاسنة:صوت العرب – الاردن.
تختتم اليوم"ليالي الفيلم النرويجي"، التي اقامتها لجنة السينما في مؤسسة شومان، بالتعاون مع السفارة النرويجية في الاردن، وبحضور الرئيسة التنفيذية لمؤسسة شومان"فالنتينا قسيسية، والسفير النرويجي"ايسبن ليندباك"،ورئيس واعضاء لجنة السينما، وعدد من اركان السفارة،وجمهور لجنة السينما.
وكانت رئيسة المؤسسة،" فالنتينا قسيسية" قد القت كلمة في حفل الافتتاح ، قالت فيها"يسرنا في مؤسسة عبد الحميد شومان، أن نرحب بضيوفنا من السفارة النرويجية بمناسبة افتتاح عروض ليالي الأفلام النرويجية في مؤسسة عبد الحميد شومان التي يتم تنظيمها بالتعاون ما بين مؤسسة شومان والسفارة النرويجية في عمان وتستمر على مدى ثلاثة أيام متواصلة".
واضافت"دأبت مؤسسة شومان منذ تأسيس قسم السينما قبل ما يزيد على الثلاثين عاما على الاحتفال بالأفلام  المنتجة في كل أنحاء العالم، وعرضها على الجمهور المحلي، ضمن برنامج العروض الأسبوعية، أو عروض الأسابيع السينمائية المتخصصة، التي يتم تنظيمها في العادة بالتعاون مع السفارات المعتمدة في الأردن أو المؤسسات السينمائية في أرجاء العالم المختلفة، وذلك  للتعريف بنماذج من الأفلام ذات النوعية الرفيعة سينمائيا وفكريا، وتعريف الجمهور المحلي في الأردن من خلال هذه الأفلام على ثقافات دول العالم معبرا عنها بما تنتجه من أفلام سينمائية، حيث يرافق هذه العروض نقاشات موسعة حول الأفلام المعروضة ومضامينها تعميما للفائدة".
وحول ليالي الفيلم النرويجي قالت "قسيسية""نأمل أن تكون إقامة عروض ليالي الفيلم النرويجية بداية تعاون مثمر بين مؤسسة عبد الحميد شومان والسفارة النرويجية في عمان، تعاون لا يكتفي فقط بعروض مشتركة للافلام، بل يشمل المجالات الإبداعية في كافة الحقول الفنية والأدبية والفكرية".
السفير النرويجي" ايسبن ليندباك" القى كلمة قال فيها" سعيد جدا بوجودي معكم في ليالي الافلام النرويجية، التي تقام للمرة الاولى في الاردن،لان المشاركة في النشاطات الثقافية، هي طريقة رائعة للتعرف على ثقافات بعضنا البعض.
وحول فيلم الافتتاح، قال السفير" فيلم "تمرد كاوتوكاينو"،فيلم مميز جدا، وله اهمية خاصة عدنا في النرويج،لانه يصور احداث من تاريخ بلدنا، لانفتخر بها،حيث يحكي عن تمرد الشعب"السامي" الذي حصل عام 1852 في شمال النرويج،عندما كان المجتمع والدولة على خلاف مع السكان الاصليين الساميين،ولاتزال الدولة تتصالح مع هذه المرحلة من تاريخها،وفي عام 2018 انشئت لجنة الحقيقة والمصالحة"
واضاف السفير" يعرض هذا الفيلم في المدارس النرويجية، لتسليط الضؤ على هذه المرحلة المظلمة من تاريخنا، وهذه اهمية الفن الذي يمكن ان يكون وسيلة مثالية للحوار، ولهذا نحن معكم هذه الليلة هنا لمناقشة ابعاد الفيلم،ونتطلع الى سماع اراءكم،لان الثقافة والفنون، هي ضرورة لبناء الجسور بين الشعوب"
وفي نهاية كلمته اكد السفير" ايسبن" على انه يوجد اليوم في النرويج المجتمع "السامي" ،وهومليء بالحياة والفخر.
وحول فيلم الليلة الاخيرة " التعامل بعناية"،من ليالي الفيلم النرويجي، كتبت الزميلة" رانيا حداد":
  "هل تذكرت شراء مقعد سيارة للطفل؟" هذه الجملة البسيطة ستظل تلاحق شيتيل -بطل الفيلم النرويجي (التعامل بعناية) -  بعد وفاة زوجته كاميلا في حادث سيارة عندما كانت على وشك القيام بالأعمال التي كان ينبغي على شيتيل القيام بها لكنه قصر بذلك، ولم يولِها الاهتمام والعناية اللازمة، كشراء مقعد خاص بالطفل يركب في السيارة، وكبذل جهد للتعرف أكثر على ابنه بالتبني دانيال البالغ من العمر ست سنوات، اذ ان ظروف عمله التي تضطره للغياب طويلا عن المنزل خلقت مسافات بينه وبين دانييل.
يتفحص فيلم (التعامل بعناية) الذي تم انتاجه عام 2017، ثيمة العلاقة بين الأب والابن، لنجد في الفيلم أن التزام الأب شيتيل اتجاه ابنه بالتبني دانييل أقل إلى حد كبير من التزام الآباء الآخرين، ووفاة  زوجته كاميلا تركت شيتيل –الذي يعمل في مجال استخراج النفط البحري- وحيداً مع دانيال الذي كان قد تبناه قبل ثلاث سنوات مع زوجته، وأضحى شيتيل بعد وفاتها يواجه مأزقاً حقيقياً، فعليه الآن تحمل كامل المسؤولية اتجاه هذا الطفل –الذي لا يملك اتجاهه المشاعر الكافية، ولا يرغب بتحمل المسؤولية التي توجب عليه أن يمنح دفق من المشاعر للابن دانيل كي يعوضه عن حنان الأم وشعور الفقد والوحدة وعدم الأمان، لكن الحقيقة القاسية أن شيتيل البارد وغير الإنساني والقاسي في بعض الأحيان غير قادر أبداً على حب دانييل وعلى منحه العناية والمشاعر الأبوية الكبيرة، فإن تربية طفل هي أصعب محاولة يمكن أن يفكر فيها شيتيل، اذ  أن مشروع التبني كان "مشروع زوجته" لا مشروعه الشخصي.
المسافة النفسية والجسدية التي يُظهرها شيتيل اتجاه دانيال مدمرة للصبي، وقبل أن تسوء الأمور تماماً بين الاثنين، يتخذ شيتيل خياراً، يأخذ دانيال معه إلى الجانب الآخر من العالم، إلى كولومبيا المشمسة ولكن الأفقر  اقتصادياً في محاولة للعثور على الأم البيولوجية للصبي، لجعلها تستعيد الطفل الذي ربما تخلت عنه بدافع الضرورة، لم يترك شيتيل مكاناً محتملاً لوجود الأم إلا وبحث عنها فيه، يساعده في رحلة البحث هذه تافو، وهو شخصية ذات أهمية كبيرة سبق لشيتيل وأن تعرف عليه عندما تبنى دانييل، ويعمل تافو مترجماً ومرشداً وسائقاً، علاوة على كونه مستشاراً جيداً، في كثير من الأحيان كان تافو يشكل صوت العقل بالنسبة لشيتيل، التي تبوء جهوده في البحث عن الأم البيولوجية غالباً بالفشل، فالنساء العاملات هناك كن يرفضن الاستجابة والمساعدة.
إذا يذهب شيتيل ودانييل إلى كولومبيا في رحلة من شأنها أن تغير كلاهما، لكن كيف يمكن أن تغيرهما؟ وبأي اتجاه؟ لنشاهد ونرى.
 
2023 © جميع الحقوق محفوظة - صوت العرب للسينما والثقافة والفنون