طَـــعْـمُ الغَوَايَةِ .
2024 ,28 أيار
شيماء عبيد :صوت العرب -مصر.  
طَـــعْـمُ الغَوَايَةِ     .
=======   
نَزَلَتْ بِجَوْفِ اللّيلِ.. تَشْحَذُ هِمَّتِي
فَتَعَثَّرَتْ دِيَمُ الحُرُوفِ مِنَ الجَوَى
مَا بَالُ صَدْرِي.. لا يَرِقُّ لِكَاسِهَا
 وَنَبِيذُ   أَشْوَاقِي.. يُغَرْبِلُهُ النَّوَى!
وَهِيَ الفُرَاتُ.. تَصُبُّ فِي مَجْرَى دَمِي
  تَنْجُو بِذَاكِرَةِ الفُؤادِ إنِ اِكْتَوى!
          *****
تُهْدِيهِ أَسْرَارَ الحَيَاةِ بِنَظْرَةٍ
 مِنْ ثَغْـــرِ نَافِذَةٍ يُلاحِقُهَا الظــَّمَا!   
  تَعِدُ السَّفِينَةَ أنْ يَطـُـولَ غِنَاؤهَا 
  لِيَعُودَ مَوْجُ البَحْرِ طِفْلًا نَائِمَا
أحْلَامُهَا الخَضْرَاءُ.. سِرْبٌ حَالِمٌ
 يَجْنِي حَكَايَا الطـَّـيْفِ مِنْ خَدِّ السَّمَا   
              *****
يَسْتَافُ عِطْرَ بَدَاوَةٍ مِنْ شَوْكَةٍ 
 بِالوَرْدِ تَلْسَعُ مَنْ أَحَاطَ وَمَنْ دَنَا!
رُغْمَ اِنْتِحَارِ الثَّلجِ مِنْ شُـبَّاكِهِ 
دَخَلَ الرَّبِيعُ يَبِيعُ لِلوَرْدِ السَّنَا
فَتَحَرَّرَتْ رِئَــة ُ الحُرُوفِ وَأثْمَرَتْ
 مِنْ بَعْدِ جَدْبٍ سَالَ مِنْ قَوْسِ الأنَا
                *****
فِي مَسِّهَا.. طَعْمٌ يُغَيِّرُ غُرْبَتِي 
فِي بَوْحِهَا.. فَيْضٌ يُحَرِّرُ رَقْصَتِي
هَلْ حَانَ رِيُّ سَنَابِلِ الصَّدْرِ الخَلِي؟
 إِي, حَانَ وَاللهِ.. وَهَذِي قِصَّتِي
مُنْذُ الْتَقَيْتُ بِرَبَّةِ الشِّعْرِ الشَّجِي 
 واللَّيلُ يَشْهدُ كُلَّ يَوْمٍ رِحْلَتِي 
              *****
يُصْغِي إِلَى النَّايِ المُعَتَّقِ فِي فَمٍ  
 لِشُجَيْرَةٍ.. أوْرَاقُهَا لَمْ تَنْطَفِي!               
تَشْتَاقُ رُوْحَ يَمَامَةٍ تَحْكِي لَهَا  
مَعْنَى اِكْتِمَالِ الْبَدْرِ فِي لَيْلٍ خَفِي! 
 مَعْنَى الصَّبَا فِي بَيْتِ شِعْرٍ مُكْتَفِي
  بِإشَارَةٍ لِمَدَامِعٍ لَمْ تُذْرَفِ !
 
 
2023 © جميع الحقوق محفوظة - صوت العرب للسينما والثقافة والفنون