د. رنه يحيى:صوت العرب – لبنان.
عودةُ الأنا
======
مِنْكَ...
تعلّمْتُ
كيف ألملمُ جراحي بزفيري
كيف أطرحُ صورتَكَ من مقلتيّ
تعلّمْتُ
قذفَ الوداعِ في وجهِ الشّمسِ
لألتقطَ النّورَ بدلًا مِنْهُ
تعلّمْتُ
كيف أجزمُ الّليلَ الكئيبَ
وأحذفُ أحرفَ العلّةِ من سوادِهِ
أفرغْتُ الاختناقَ في قبلةٍ
لم يعدْ عنقي مائلاً
تعلّمْتُ
كيف أطحنُ الكذبَ في عظامي لأقوى
استبدلْتُ الانتظارَ الخائنَ بالجري
بأقدامٍ عدّةٍ نحو الشفقِ
حولّتُ استدارةَ خصري
إلى حلبةِ رقصٍ على جثثِ وعودِكَ
تعلّمْتُ
كيف أجعلُ الدّمعَ خمرًا
وكيف أتسلّقُ النّجومَ بصدرٍ فارغٍ من الزّيفِ
تعلّمْتُ
كيف ألهثُ كعجوزٍ عزباءَ في لحظةِ مكرٍ مِنك
وكيف أثملُ كثلاثينيةٍ في لحظةِ صدقٍ خارجَكَ
جعلْتُ بصري يعزفُ نغمَ المياهِ المالحةِ
ردمْتُ تلكَ الفجوةَ بين مائي ويباسِكَ
تعلّمْتُ
كيف أنزفُكَ بلا ألمٍ
كيف أيمّمُ وجهي شطرَ أنفاسِ رحيلِكَ
كيف أملأُ دلوي من مواعيدِكَ الّتي لا تأتي
وأقذفُ ما فيه في بحيرةِ الجمرِ
تعلّمْتُ
كيف أنزعُك من وجهِ مرآتي
وألصقُكَ في كتابِ الموتى
تعلّمْتُ
إجهاضَكَ مثلَما تعلّمْتُ حملَكَ
طرحَكَ بقدرِ احتضانِكَ
حولّتُ شرارةَ حبّكَ المؤقّتِ
إلى شعلةٍ لاحتراقِكَ
شلالُ آثامِكَ المتدفّقُ دومًا
ابتلعَتْهُ حيتانُ جوفي لتطهّرَهُ
تعلّمْتُ
مِنْكَ
كيف أكونُ أنا من دونِكَ..