زليخة بوشيخ :صوت العرب – الجزائر.
مدائن عارية
= = = = =
مَدائِنُ عتِيقةُ تحتَ الصقِيعِ عارِية
حَواسُها بَاردة ...
وظِلالُ العِمارات يحجبُ الحياة
ديجورُ يقض مَضاجِعَ الفراشاتِ
للحرقِ تستسلمُ...
لِتُنِير ما تَبقى مِن الوهمِ المنزوِي هُناك
فِي قَلبِ أُنثى مُظلِمةُ أحلامُها
********
النومُ أبشعُ من ظِلِي المجعد على غِطاءِ السَرير
وهي تُزينُ الحُلمَ عِندِي بِخُمُولِها
لم أَفرَغ مِن حُلمِي الأَوَل،
حتى وَجَدتُني أَتَخاصمُ مَعَ خُيُوطِ الصُبحِ الأُولَى
اِنتهَى الخِصَامُ ... فَأَدركتُ الشّمْسُ ...
*****************
الثَالِثَة بِتَوقِيت الظَلاَمِ
بِتَارِيخِ الخُشُوعِ ...
صُداَعُ أَلِيمُ عَلَى أَبوَابِ الذَاكِرة،
طَائِرُ يُحدِثُنِي عَبرَ الحُلُم
بِجنُونِ أرُدُ عَلَيهِ
وكَأَنِي أَفْقَهُ لُغَةَ الطُيُورِ .
****************
أحَاسِيْسٌ غَرِيْبَةٌ تحْتَدِمُ دَاخِلِي
بِبُرُودَةِ أعْصَابِ أتَنَقَلُ بيْنَ حُطَامِ الأَرْوَاحِ المتَنَاثِرةْ
عَلى بَواباَتِ الزَمنِ المغْدُور
دُونَ أنْ أهْتَمَ لمِعْنَى الوَقْتِ المنْكَسِر
أتشَظَى كَحُطامِ ثَلْجِي أمَامَ أُنثَى مُغْرِية ،
وأُبْدِعُ فِي افتِعالِ الخَطِيئَة...
*************
أرقُ يُذَبْذِبُ لَيْلِي
وعَلى خِصْلاتِ شَعْرِهَا اسْتلقِي...
لا أرْضَ تحْمِلُنِي
ولا أرْضَ تُبْقِينِي ...
أتَوقَفُ فقَطْ عِند خصْلةِ ذهبِية
تُنعِشُ الوهْنَ داخِلِي بِبرِيقِهَا.
طِفْلَةُ هِيَ تغْفوُ بيْن يدي الحُلم،
مُغْمَضَةُ عَيْنيَها عنِ الحَياة
تَتَلعْثمُ الأُمنِياتُ في طَرِيقِها إِليها
****************
لمْ ينْتهِي اللّيلِ
انتهيتٌ أنا
الشَّمْسٌ بجِوارِي تٌعانِقٌ الظِلّ المجعد
وغَابَتْ فيِ نَوْمٍ عَمِيق
وفي كٌلِ بٌقعةٍ مِن هذا السٌكٌونِ
تَغْفٌو مَدائِن عَارِيَة ...