تصفيق صامت.
2024 ,23 آذار
آمنة محمود: صوت العرب – العراق.
تصفيق صامت.
========
في البيوت المتهالكة .. تدفعُ الأمهاتُ فواتير الخيانات
فالآباءُ (الأبرياء) مشغولون بالاستدانةِ من رصيد الأعوام.
في البيتِ الغريب .. طفلةٌ لا تُجيدُ التصفيق 
على قصص الفرح الكاذبة
التي تختلقها أمٌ تختنق بدخان الخيانة.
                 *****
في الشوارع الكئيبة .. تسيرُ امرأةٌ دامعةُ العينين
تدوس بكعبها العالي على دمع السماء
تسأل الطفل المتسول عن اسمه قبل أن تمنحه ورقةً نقديةً فيبتسم ويناديها ( ماما)
بينما تنظر الى يديه وهما تصفقان .
            ******
في القرى البعيدة يُسمّى الثوب المُبتلّ ب( الأخضر)
وفي الأحلام المؤجلة يزورني الوطن بهيئة رجل بعينين خضراوين
ربما من أجل ذلك يتلاشى الوطن كلما أشرقت الشمس .
              *******
  أحبك: تلك طريقتي المثلى بالتصريح بأني مصابة بمرض لا شفاء له
أو الاعتراف بأني ومضةٌ على أهبةِ الرحيل
امرأةٌ تسكن في بيت غريب
تملؤه فواتيرٌ مستحقةُ الدفع وطفلةٌ لا تستطيعُ التصفيق
فيهرب منها الفرح
تخرج أمها للشارع دامعة العينين
فيناديها المتسول ماما
لتبقى عيون البلاد مبتلةً بالخضرة
 
 
2023 © جميع الحقوق محفوظة - صوت العرب للسينما والثقافة والفنون