حَديثُ الرُّوحِ للرِّيحِ
2023 ,18 آذار
عبير السامرائي: صوت العرب - العراق.
 
   
 
 
 
 
 
 
حَديثُ الرُّوحِ للرِّيحِ
* * *
مِنْ بهجة الضَّوءِ كانت لَوحةَ الصمتِ 
فقلتُ للرِّيحِ: مُرِّي واكسِريْ وَقْتِيْ 
 
وَداعِبيٍ لَثْغَةَ الدُّراقِ فِيْ شَفَتِيْ  
وفوق كفّي اعْصُرِيْ عُمْرًا من الْكَبْتِ 
 
وَرَتِقِيْ خاطِرَ الأشْذَاءِ، والتَمِسِيْ  
لنَهَرِ رُوحَكِ مَوْجًا، عاشِقا يَأتيْ  
 
ورتِّشي ثَوْبَكِ الرَّمْلِيَ.. واحْتَفِلِيْ 
مَع الْوُرودِ وَكُوْنيْ ضِحْكَةَ النَّبْتِ  
 
يا بِنْتَ رُوْحِيْ أنا لَوْلاكِ مَحض أسىً   
وَمَا عَرَفْتُ النَوَى إلَّا عَلَى الرَّسْتِ 
 
خَدَّرْتُ صَوْتِيْ وَعِصْفُوْرِيْ بِه انْكَمَشَتْ  
مَلَامِحُ الْبُوحِ حَتَّى صَاحَ مَنْ أنْتِ  
 
بِكِ انْشَتَلتُ تَهاوِيمًا تُرَاوِدْنِيْ 
على الْبُكاءِ، يضَيعُ الدَّربُ إن جئتِ 
 
بِكِ اعْتَصَمْتُ فَدُوْرِيْ حَوْلَ رَهْبَنَتِيْ 
وَفِي مَدَارِيْ، اقِيْمِيْ أينَمَا شِئْتِ 
 
مِنِّيْ لِذَاتِكِ خَيْطُ الآهِ يَشْبِكُنِيْ 
بِشُرْفَة اللَيْلِ حَتَّى غَابَ بِيْ صَوْتِيْ 
 
بِبَابكِ  الأن أشْوَاقٌ مُعَلَّقَةٌ
رقٍّي لها، وأذَنِيْ ..دُوْرِيْ على بَيْتِيْ 
 
لتُسعِفِيْ مُهجَةً مِنْ هَوْلِ مَا نَضَحَتْ 
أسقامها، لَملَمت..ما أنتِ بعثرتِ  
 
ماذا اقول  إذا سهَّدتُ نافذتي 
عن أيِّ عاكفةٍ للوصلِ قد بُحتِ! 
 
نادمتِني، ليلتي كانت مُجَرَّحةً 
رحماكِ يا أنتِ كم في القلب زمجرت 
 
يا لستُ أعرفها.. أو أدَّعي .. وأنا 
كم كنت جاهلةً أسطورة الموتِ.!
 
 
2023 © جميع الحقوق محفوظة - صوت العرب للسينما والثقافة والفنون