الندوة الفكرية لأيام قرطاج المسرحية:"المسرح في زمن المخاطر".
2021 ,08 كانون الأول
رسمي محاسنة – صوت العرب:تونس.
افتتحت السيدة"نصاف بن حفصية" مديرة الدورة 22 لايام قرطاج المسرحية،فعاليات الندوة الفكرية التي اقيمت بقاعة سينما فندق افريكا.
السيدة"انصاف" اكدت في كلمتها الافتتاحية على اهمية التعاون مع الهيئة العربية للمسرح،التي تبنت هذه الندوة،واشارت الى الجهد الذي قامت به الهيئة من اجل اصدار كتاب"ذاكرة ايام قرطاج المسرحية"، وايضا استعدادها لإصدار الحصيلة الفكرية ،وتوصيات هذه الندوة لأن ما يبقى هو الموثق بالكتابة.
ممثل الهيئة العربية للمسرح الاستاذ"حسن النفالي"قال في كلمة أن "رغبة التعاون بين المؤسستين تعتبر إصرارا قويا لمد جسر التواصل وخلق فرص لرقي بالحراك المسرحي في كل تجلياته".
بعد ذلك قال الدكتور "حمدي الحمايدي" المنسق العام للندوة ومهندس فعالياتها "ان موضوع  الندوة  يلامس الراهن ،طالبا من المسرحيين أن يقاوموا الهشاشة والصمود في مواجهة الأزمات التي ارتبطت بالمسرح وتسببت في عرقلة مساره.
العنوان الافتتاحي للندوة "المسرح و المخاطر: واقع و وقائع"، تضمن جلسة أولى وثانية ترأسها الأستاذ الدكتور محمد مسعود إدريس وحاضر فيها كل من الأستاذين "طامر أنوال" أستاذة التعليم العالي في النقد المسرحي المعاصر/ الجزائر"من الجزائر والدكتور "سامي الجمعان" " أستاذ التعليم العالي في الدراما والنقد المسرحي ومؤلف مسرحي وممثل" من المملكة العربية السعودية  .
الدكتورة طامر أنوال من  الجزائر  تحت عنوان " صمتا… نحن نقتل : مقاربة كرونولوجية لأحداث ووقائع مسرح التسعينات  بالجزائر في مواجهة الإرهاب" تناولت فترة التسعينات من القرن العشرين حيث قام الإرهابيون باغتيال العديد من رجالات ونساء المسرح الجزائري وقالت إن هذا الفعل الإجرامي له خلفية فكرية تعود إلى العهد الروماني عندما  قتل المسرحيين  فالمسرحي أو الشاعر  الذي يلمح  بالنقد إلى الإمبراطور وتواصل الأمر نفسه في العصر الوسيط ثم خلال  عهد  الاستعمار الفرنسي عندما كان يتم التنكيل بالمسرحيين الذين يقدمون أعمالا ضد الاحتلال وخصصت الباحثة جانبا كبيرا من مداخلتها إلى مرحلة  التسعينات التي عانى فيها المثقفون الاغتيال وعانت فيها المسرحيات من العنف وأضطر عدد كبير من المثقفين والمسرحيين الى مغادرة البلاد و اختيار المنفى. وتعرضت الباحثة إلى ثقافة الفتاوى والتكفير مثل تكفير محمد ا ركون الذي اتهم بالإلحاد ودفن في المغرب وأكدت أن هذه الثقافة كانت وراء اغتيال المثقفين والمسرحيين مثل عبد القادر علولة وغيره من المثقفين الجزائريين.
"د.سامي الجمعان" من المملكة العربية السعودية تحت عنوان " الخطر المتجدد للفكر المتشدد: قِرَاءَةٌ في معاناة التجربة المَسْرَحِيَةِ السّعُوْدِيَة "وتحدث من خلالها عن بدايات تأسيس المسرح في المملكة العربية السعودية بداية الستينات وكان من رواده الأستاذ احمد السباعي الذي أشترى قطعة أرض وأقام عليها مسرحا وانتدب مكونا مسرحيا من مصر لكن المسرح تم إغلاقه ليلة العرض وتحدث "د.سامي" عن معاناة المسرحيين السعوديين من مجموعات "الحسبة" المتشددين وأستعرض نماذج من العنف الذين يمارسونه ضد المسرحيين من التشويش على العروض إلى التعنيف إلى تهديدهم في حياتهم. 
واضاف ان المملكة السعودية اليوم تعيش عصرا جديدا من الانفتاح قوامه المسرح والثقافة بشكل عام وقد تم مؤخرا تشكيل هيئة عامة للثقافة وجمعية للفنانين وهناك أرادة دولة لتطوير النشاط الثقافي من أجل التغيير. 
الجلسة الثانية:
ترأس "د. محمد المديوني" الجلسة الثانية، وتحدث فيها كل من" د. عصمان دياكاتي" - أستاذ التعليم العالي وباحث وناقد في المسرح/السنغال-،  و"د.محمد الكشو" - أستاذ جامعي في المسرح وفنون العرض وباحث ومخرج وممثّل / تونس، و"حاتم التليلي" -كاتب وناقد مسرحي / تونس-.
وتحت عنوان: “المسرح فن المفارقة” اشار" د.عصمان دياكاتي" ،إلى أنّ المسرح هو حدث يتجمهر فيه الناس للحديث عن الإنسان. وبالفعل، فالإنسان هو من ابتكر المسرح ومارسه أمام الناس. وبهذا المعنى يكون المسرح ظاهرة اجتماعية بحتة.  غير أنّ هذا الفن  أساسه المفارقة : من أجل خدمة الإنسان، فإنه يحتاج إلى أزمات فردية وجماعية كركيزة يتكئُ عليها حتى يزدهر ويتجدّد. ونفى ان يكون المسرح الافريقي ولد  منذ العهد الاستعماري في أفريقيا  المعروفة  بطقوسها وعاداتها وتقاليدها  ،انما يمتد الى آلاف السنين، وان المرحلة الاستعمارية سعت إلى تشويه تقاليد الفرجة التقليدية في أفريقيا ومحاولة زرع نماذج جديدة في الفرجة تقطع مع الإرث الإفريقي.
 
وبعنوان "المسرح والجائحة من الأزمة إلى المقاومة" قام "د.محمد الكشو"بتشخيص وضع المسرحيين خلال أزمة كورونا واستحضر بعض التجارب للتعايش مع غياب فضاءات التواصل مثل المبادرات التي قام بها بعض المسرحيين على فضاءات التواصل الاجتماعي أو مبادرة "د.فتحي العكاري" الذي حول بيته إلى فضاء للعروض.
ختام الجلسة كان مع "حاتم التليلي" الذي قدّم سؤال مقلق" لماذا تركتم المسرح: في هجاء المسرحيين" واعتبر أن الرهان الحقيقي اليوم هو الانتباه إلى الوضع الاجتماعي للممثلين والمسرحيين عموما الذين يعانون من مشاكل حقيقية متعبة تحرمهم من الإبداع وهو الرهان الأصلي لأن الكتب لن يقرأها أحد عندما يكون المسرحي جائعا. طرح بعض الأسئلة التي يراها من الضروري مناقشتها و الاهتمام بايجاد حل ناجع لها و إلا سيبقى الأمر مجرد مرحلة عابرة لا جدوى منها.
 

 

2023 © جميع الحقوق محفوظة - صوت العرب للسينما والثقافة والفنون