مجموعة اّفاق اللغة وبحضور الكاتبة"سميحة خريس" تناقش رواية"فستق عبيد".
2024 ,24 نيسان
سوسن زعرور:صوت العرب – الاردن.
التقت مجموعة آفاق اللغة في لقاؤها  الشهري الامس الكاتبة المبدعة سميحة خريس لمناقشة روايتها ( فستق عبيد) التي حازت على جائزة كتارا عام ٢٠١٧ 
تدور احداث الرواية بدءا في السودان مع حكاية الجد كامونقة لتنقلنا الكاتبة بعدها الى البرتغال مع الحفيدة التي اختطفت من حقل ابيها وأصبحت عبدة ، لتنتهي الرواية في طريق عودة ابنتها الى مسقط راس الام (السودان).
موضوع  الرواية عن العبودية بعدة اشكال وصور فهناك عبودية كامونقة الجد والتي انتهت بالتحرير ، وعبودية حفيدته رحمة والتي انتهت بالموت دون الحرية ، كما ان هناك عبودية جسدية عبودية بيدرو الذي كان عبدا لسيده الاقطاعي (سانشو)  ، كما كانت أوا عبدة لوالده الارستقراطي ( الكونت دي كارمو)  ، وعبودية زوج ابنته سارماجو للمال والشهرة والنسب وانهزامه امام زوجته الأرستقراطية والتي بقيت داخل هذا الصندوق رافضة التعايش والتعامل مما دون تلك الطبقة ، فكل شخص منهم كان حرا وعبدا في نفس الوقت .
كما وقدمت الكاتبة نموذجا اخر للعبودية تمثل في اولاد اغواش الذين قادا  مع غيرهم ثورة لالغاء العبودية (المقاومة ) . 
الرواية جسدت حياة كل منهم وكيف ان العبودية وان اختلف شكلها ورمزها فهي تنتقل من جيل لاخر ، فقالت على لسان ابنة رحمة لوشيا " كنت أعلم اني أعود الى الدرب الذي جاءت امي عبره" .
طريقة سرد الرواية كانت عن طريق الانا مما اضفى عمقا وتميزا لشخصيات الرواية ، الامر الذي يمكّن القارىء من العيش داخل كل شخصية بتفكيرها، احاسيسها، ميولها، وايمانها مما مكّن القارىء من فهم سلوكهم وانفعالاتهم، وهذا الامر هو ما ميز تلك الرواية .
اللغة جاءت سلسة، قوية، غير متكلفة من غير اسهاب او مبالغة ، وان استخدمت الكاتبة بعض العبارات باللهجة السودانية فهي برايي اضفت ميزة جعلتنا وكاننا نعيش تلك الحقبة بتفاصيل الرواية كاملة .
هي رواية تستحق فعلا اكثر من جائزة لما فيها من تفاصيل حسية وسمعية ولما فيها من ابداع في رسم الصور وكاننا نعيش مع ابطالها بتفاصيل مجريات الاحداث .
تحية طيبة للكاتبة المبدعة، كل الحب والاحترام من كافة المجموعة .
 
2023 © جميع الحقوق محفوظة - صوت العرب للسينما والثقافة والفنون