2024 ,26 تشرين الثاني
صوت العرب:تونس.
مسرحية"اغتراب" للمخرجة"انتصار عيساوي"، شاركت في الدورة 25 لايام قرطاج المسرحية ،وتم تقديم العرض في مدينة الثقافة، قاعة المبدعون الشبان،و عرض "اغتراب" ليس مجرد عرض، بل هو تجربة وجدانية تعيد تعريف مفهوم الحرية والغربة.
اغتراب الذات وصراعاتها
"اغتراب" ليست مجرد مسرحية، بل هي رحلة شاقة نحو فهم الذات وسط عواصف الحياة. يسلط العمل الضوء على غربة الإنسان عن وطنه، عائلته، وحتى أفكاره، من خلال تصوير صراع عائلة مكونة من أربعة أفراد تغرق في بحر من الأنانية والمصالح المتضاربة.
لكن خلف هذا الصراع الظاهري، تتجلى نجوى أعمق: توقٌ إلى التحرر من قيود النفس المعزولة في مستنقع العزلة، وشوقٌ إلى عالم أرحب يملؤه الصفاء والنقاء.
رؤية إخراجية
تقود المخرجة انتصار عيساوي هذا العمل الفني، مستخدمة أدوات إخراجية مبتكرة تبرز الصراع الداخلي للشخصيات. العيساوي تتمكن بمهارة من تحويل النصوص إلى مشاهد تتنقل بين الظلال والضوء، بين الصمت والصخب، لتعبر عن تعقيد التجربة الإنسانية.
أداء استثنائي من نخبة الممثلين
بقيادة فريق مبدع يضم نصيب البرهومي، جيهاد يحياوي، أسماء الوسلاتي، ومنى شنوفي، تأخذ الشخصيات الجمهور في رحلة مشحونة بالعواطف. يقدم الممثلون أداءً متقنًا، ينقلون من خلاله كل تمزقات الروح وأشواقها، حيث يتحول المسرح إلى مرآة عاكسة لواقع نعيشه جميعًا بدرجات مختلفة.
رسالة إنسانية عميقة
"اغتراب" ليست مجرد حكاية عن عائلة مفككة، بل هي دعوة للتأمل في أعماقنا، لفهم الغربة التي لا تُقاس بالأميال، بل بالشعور والانفصال عن الذات والآخرين. إنها صرخة مدوية بحثًا عن الحرية الداخلية ورفض القيود التي نرسمها حول أنفسنا.
المسرح كمنبر للحرية
مسرحية "اغتراب" تعيد تأكيد دور المسرح التونسي كمساحة للتفكير والتعبير عن القضايا الإنسانية العميقة. من خلال هذا العمل، تواصل أيام قرطاج المسرحية إرثها الثقافي الذي يحتفي بالتجارب الجريئة والمبدعة، مقدمة للجمهور وجبة فنية تحمل في طياتها معاني الحرية والصراع الداخلي.