رسمي محاسنة:صوت العرب – الاردن.
ضمن عروض الدورة 21 لمهرجان صيف الزرقاء المسرحي ,تعرض اليوم على مسرح حبيب الزيودي في مركز الملك عبدالله الثاني الثقافي بالزرقاء، المسرحية الفلسطينية"رجال في الشمس" الماخوذة عن رواية"غسان كنفاني" من اعداد واخراج"فتحي عبدالرحمن".
المسرحية ومنذ عقود شكلت غواية لكثير من المخرجين،سواء من حيث طروحاتها الفكرية، واسئلتها العميقة، او من حيث الشكل الفني في كتابتها، وبالتالي تم تقديمها ضمن رؤى مختلفة,مع توقف عند"شخصية" ابو الخيزران، هذه الشخصية القابلة للتأويل، وقراءتها باكثر من اتجاه، فهو عبر مسيرة حياته "كما رسمته الرواية",مر باكثر من منعطف، بدءا من خدمته في الجيش البريطاني قبل نكبة 1948,ولاحقا ينظم الى الثوار الفلسطينيين,ليصاب في احد المواجهات ولتكون نقطة تحول في حياته،حيث الاصابة جاءت في منطقة حساسة افقدته رجولته,الامر الذي انعكس على شخصيته،وتحولت الى شخصية تحمل النزعة الانانية والفردية,والانحراف عن المسار الثوري الذي بدأة مع المقاومة الفلسطينية بعد النكبة,واصبح همه ان يجمع المال والثروة.
هذه الشخصية المفتوحة على التأويل، من الادانة لها، الى ايجاد اعذار لسلوكها على اعتبار انها ضحية، الى اسقاطها على الانظمة العربية.
بقية الحكاية معروفة،حيث تهريب فلسطينيين في صهريج مياة،والتاخير على الحدود العراقية –الكويتية تحت الشمس اللاهبة، وظهور الراقصة،ومزاح جنود نقطة الحدود مع ابو الخيزران، كل ذلك والموت البطيء يخيم على المختبئين في الصهريج، حيث يطلق "غسان كنفاني" صرختة بالسؤال "الاكثر تداولا"، لماذا لم تدقوا الخزان؟.
هذه الرواية المتجددة،يتناولها المخرج"فتحي عبدالرحمن" بتجربته الطويلة،من حيث اعداد النص،ويقدم رؤيته الاخراجية مع فريق من الممثلين،والتقنيين, الذين سنشاهدهم اليوم على خشبة المسرح، في عرض سيكون مفتوحا ايضا على "المحاكمة"، لان كثير من الرواد سيكون لديهم معادل بصري لرواية "غسان كنفاني"، كل حسب ادواته المعرفية، وموقفه السياسي,وقد تكون هذه ميزة للعرض الذي حكما سيثير ردود فعلا,متباينه , وهذه واحدة من مزايا العمل الفني, الذي يستفز العقل والوجدان, والمحمل بالاسئلة.
مسرحية"رجال في الشمس"من اعداد واخراج"فتحي عبدالرحمن",وتمثيل"حسين نخلة",و"جميل السايح",و"اسامة ملحس",و" ميساء الخطيب",و" رائد خطاب",و" محمد ابو حويلة",و" سندس نصرالله",و" عبد الرحمن أبو سليمان", وتصميم الاضاءة"محمد فروخ"وتنفيذ الصوت"مرح ياسين".